Al Jazirah NewsPaper Wednesday  22/07/2009 G Issue 13446
الاربعاء 29 رجب 1430   العدد  13446
أنت
فارئ اليوم يريد المقالة الرصاصة
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

إذا كان نجاح المقالة يقاس بسعة عدد المطلعين عليها القارئين لها، فإن كتابة المقالة الصحفية الناجحة هذه الأيام تعتبر مهمة عسيرة.. فالكم الكبير من المقالات التي تُنشر يومياً جعلت من قراء المقالة مدللين لاتساع دائرة الاختيار أمامهم.. وهم من يحدد ما يروقهم.. ولن يقرأ المقالة الطويلة أو المقالة صعبة الصياغة إلا من كانت المقالة تهمه شخصياً.

إذاً فكاتب المقالة الحريص على نجاح مقالته يفترض أن يأخذ هذا القارئ المدلل من يده برفق وتشويق.. ويقوده خلال المقالة بسلاسة اللغة وجمال الصياغة وحيوية الموضوع.. ثم ينهي مقالته بفكرة أو مقترح لحل.. ويكون ذلك في كلام موجز قصير.. فكرته تخترق الذهن كاختراق الرصاصة لا كاختراق (الدريل).

المقالة المركزة في كبسولة هي المقالة المطلوبة في صحافة اليوم في هذا الزمن السريع الذي تحولت فيه فلسفة الحياة من (القوي يأكل الضعيف) إلى (السريع يأكل البطيء).. لذلك يمكن القول إن المقالات المطولة هي مقالات موجهة للباحثين.. وهي مفيدة لا شك من حيث أنها إضافة معرفية مهمة.. لكنها لطولها تفقد قطاعاً كبيراً من القراء، وهذه خسارة فورية.

من المتفق عليه أن المقالة يجب أن تشمل العناصر الثلاثة التالية.. التحليل ثم التشخيص ثم طرح الحلول.. وأكثر ما ينفر القارئ هو أن يكتب الكاتب وهو تحت تأثير عاطفة جياشة فتطيش منه الكلمات وتضيع بسبب ذلك المعاني.. أو أن تكون مقالته تقريرية مهلهلة فتتحول إلى ألغاز وأحاج لن يرهق القارئ نفسه في حلها.

ومن المنفرات الأخرى التي يواجهها القارئ هو الكاتب المتحذلق الذي يريد من مقالته استعراض ذكائه أو الفخر بأعماله وإنجازاته أو الذم في منافسيه أو التقرب لمن يرجو نفعهم.. أي أن مقالته صارت مقالة شخصية ليس للقارئ علاقة بها.

أخيراً ما الذي أقصده بالمقالة الرصاصة!.. إنني أقصد أن تكون المقالة سريعة مركزة تخترق الوعي وتنفذ من خلاله دون عوائق من ركاكة أسلوب أو دوران حول المعاني.. ولست أقصد أن تكون ذات فرقعة ويكون تأثيرها غائراً جارحاً وربما قاتلاً دون هدف.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد