الطائف -عليان آل سعدان:
توقع أمين عام هيئة الأمم المتحدة للسياحة العالمية أن تصبح المملكة رقماً مهماً في خارطة السياحة العالمية وقال الدكتور طالب الرفاعي خلال زيارته لمحافظة الطائف أمس: ما تتمتع به المملكة من إرث أثري كبير سيجعلها من أوائل الدول العالمية في قطاع السياحة وتأتي تصريحات الرفاعي متناغمة مع الجهود التي بذلتها المملكة للاعتماد على السياحة كقطاع منتج في ظل المقومات الضخمة والبنية التحتية المتوفرة له وتمثل دعوة الأمم المتحدة رسالة بليغة للسياح السعوديين الذين يركزون بشكل كبير على قضاء فترة الصيف خارج المملكة بالالتفات برهة لمقومات السياحة السعودية ودعمها وتشجيعها كون السائح الوطني هو المسؤول الأول عن إنجاح منظومة القطاع بالمملكة عبر ضخ جزء من ميزانية العطلة لدعم عجلة القطاع المحلي من خلال الانفاق على الفعاليات والبرامج السياحية المتاحة بالداخل والتي تنتظر المؤازرة لتحقيق تحولات أفضل تنعكس بشكل كبير على نمو وتطور قطاع السياحة المحلي.
وحول رؤيته لقطاع السياحة بالطائف قال أمين عام هيئة الأمم المتحدة للسياحة العالمية: ما شاهدته في الطائف من مقومات سياحية أمر يدعو للفخر والاعتزاز. وأضاف: ما تشهده المحافظة من تنظيم فعاليات سيوصلها إلى السياحة العالمية لأنها فرضت نفسها على خريطة السياحة العالمية.
والتقي د.الرفاعي بغرفة الطائف رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد آل فهيد، ورئيس غرفة الطائف نايف العدواني، ورجال الأعمال بالمحافظة ودعا العدواني خلال اللقاء للاستفادة من خبرة هيئة الأمم المتحدة في السياحة العالمية، مبيناً أن الطائف استقبلت خلال الشهرين الماضيين أكثر من ثلاثة ملايين سائح، الأمر الذي يحمل القائمين على السياحة فيها مسؤولية كبيرة في تطويرالمرافق السياحية بالمحافظة.
وأشار العدواني إلى نمو السياحة الدينية بشكل جيد، مبيناً أن عدداً من المعتمرين يفضلون قضاء بعض الوقت في الطائف قبل أو بعد أدائهم العمرة والحج خصوصاً القادمين من دول مجلس التعاون.
إلى ذلك أكد بندر آل فهيد أن المنظمة العربية للسياحة ستوقع خلال الفترة القادمة عدداً من الاتفاقيات مع هيئة الأمم المتحدة للسياحة العالمية في مجال التطوير وقال: تم خلال الفترة الماضية السعي لتوقيع اتفاقية مع البنك الإسلامي للتنمية من أجل تمويل المشروعات السياحية التي تبلغ تكاليف إنشائها من 100 ألف إلى 500 ألف دولار في الدول العربية التي ستوفر الكثير من فرص العمل في الدول العربية.
وحول ما يشهده السوق السياحي العالمي من ركود قال أمين عام هيئة الأمم المتحدة للسياحة العالمية: إنه لن يطول وسيشهد القطاع على المستوى العالمي نمواً أواخر 2010م.
وتمثل شهادة هيئة الأمم المتحدة للسياحة العالمية حول واقع السياحة السعودية ومستقبلها تحدياً جديداً لهيئة السياحة والآثار في بذل المزيد من الجهد لتكون للقطاع كلمة قوية في دعم مسيرة الاقتصاد الوطني ويحمد للهيئة أنها تبذل جهوداً حثيثة في سبيل الارتقاء بالقطاع الذي أولته القيادة أهمية قصوى خلال العقدين الماضيين واتخذ مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بتاريخ 22 جمادى الآخرة 1430هـ عدة قرارات تعكس اهتمام الحكومة بدعم القطاع السياحي للحاق بركب العالمية حيث أقر المجلس استمرار تبني الدولة تمويل نشاط الهيئة العامة للسياحة والآثار وبرامجها المتعلقة بالسياحة الداخلية وتأسيس شركات للتنمية السياحية الداخلية تشارك الدولة في رأسمالها، وتكون من مهامها الأساسية تطوير الوجهات السياحية، وخاصة في المناطق السياحية الجديدة في المملكة.
كما قرر المجلس إيجاد صيغ ملائمة لمشاركة صناديق الإقراض الحكومية في تمويل المشاريع السياحية الداخلية ودعا المجلس إلى أن تعمل هيئة السياحة وأجهزتها في المناطق، على زيادة مشاركة القطاع الخاص في التنمية السياحية الداخلية وفي التمويل التطوعي لأنشطة الترويج السياحي الداخلي، كما طالبها بالاستفادة من الإيرادات التي تحصلها من المقابل المالي للخدمات والموافقات التشغيلية التي تقدمها في مجال اختصاصها المتعلقة بتشغيل المنشآت والأنشطة والمهن السياحية الداخلية وكذلك قيام الجهات الحكومية المالكة للأماكن السياحية بالعمل على استثمارها وتأجيرها لمدد طويلة الأجل من أجل تطويرها وتشجيع الاستثمار فيها.
وفي سبيل تطوير القطاع أعلنت هيئة السياحة مؤخرا عن توقيع 24 عقداً مع مؤسسات وشركات وطنية بـ41 مليون ريال لتنفيذ عدد من المشاريع خلال الربع الثاني من 2009م.