قد نختلف مع بعض آراء التيار الديني في بلادنا وخارجها، وقد ترتفع الأصوات حول قيادة المرأة للسيارة، وقد نتشاجر على جواز كشف الوجه، وقد نتضاد حول تولي المرأة للوظائف القيادية، وقد نغضب من ممارسات بعض أفراد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع إقرارنا بأن مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلمة ومسلم قد ورد في القرآن الكريم وهدفه هو المصلحة العامة، وقد تحيط بخلافاتنا غمامة من سوء الظن لكننا مسلمون أولاً وأخيراً ونعتز بعقيدتنا السلفية الصحيحة.
لا أكاد أصدق عينيّ وأنا أقرأ ما يكتب في بعض من المنتديات الحوارية التي تسمي نفسها فكرية وهي أبعد ما تكون عن الفكر حين أقرأ مقالات هي أبعد ما تكون عن مسمى مقالة وكتابة ورسالة سب لله تعالى ولرسوله صلى الله عليه وسلم واستهزاء وسخرية بالقرآن الكريم وبالسنة النبوية المطهرة وقدح في شخصية النبي صلى الله عليه وسلم وفي زوجاته وفي أصحابه بكلام لا علاقة له بالعلم ولا بالأدب، إذ هو قلة الأدب بعينها والبشاعة في أبشع صورها، دخلت منذ فترة موقعاً على الشبكة الإلكترونية - لن أذكر اسمه - لأنه لا يستحق الترويج حتى وإن كان من باب التشهير مع أن مثل هؤلاء يستحقونه، فكان عينة لأناس لم يبق لهم هم سوى تدمير عقيدة المسلمين وتشتيت عقولهم وإدخالهم في الحيرة والعبثية، لو كانت المواضيع التي تكتب في تلك المواقع تعبر عن تساؤلات لأناس عن وجود الله (بسبب ضعف إيمانهم) وويطرحون تساؤلاتهم بأدب لما اعترضت لأن في كلام العلماء والمتشرّبين علماً ومعرفة ردوداً ونقاشاً لهؤلاء الذين يشكون في وجود الله، وفي كتب كثيرة هناك ردود ممتازة وسرد لأدلة وجود الله سبحانه وتعالى بالعقل والمنطق والأدلة الصحيحة التي تشتت أي شك وأي شبهة. لكن المشكلة في بعض ما قرأت أنها سب وشتم وليست نقاشاً علمياً ولا استفساراً ورغبة في الوصول للحق، مجرد جعجعة بلا معنى وسوء أدب لا يملك الواحد منا إذا قرأها إلا أن يستغفر الله ويقول سبحانك ما أحلمك على خلقك.
السب والشتم هي طريقة الضعيف الذي لا يملك حجة ولا برهاناً، فقط يستخدم رفع الصوت واستخدام الكلمات الكبيرة ليقنع الناس أنه مفكر كبير جاء بما يخالف الناس والحقيقة أن (اللا دينيين) لم يأتوا بجديد، بل هم أحفاد كفار قريش والوثنيين ولم يحققوا إنجازاً علمياً بما يقولون.
كل شيء يمكن النقاش فيه إلا العقيدة فهي في قلوبنا ولا نقبل من أي كان أن يقدح فيها أو أن يجرح إيماننا ويتكلم في ثوابتنا الدينية، وحتى لو كان الإنسان ملحداً فعلاً وليس مجرد ردة فعل وقتية حتى إن كان كذلك وأصبح ملحداً فليس من حقه أن يعلن إلحاده وأن يسب ديننا ويجرح شعورنا وعاطفتنا الدينية بهذه الصورة البشعة، من حقنا عليك أن تحترم عقيدتنا.
وإذا كان بعضنا يتكلم عن الإصلاح فمجاله ليس العقيدة، العقيدة الإسلامية السلفية ليست مجالاً للنقاش، فإذا كتب إنسان من غير ذوي الاختصاص فأخطأ فهو مجتهد ومن حق المختصين الرد عليه وتبيين خطأه، أما الحديث عن رب العالمين ودين الإسلام ونبي الرحمة بمثل ما قرأته في موقع بالشبكة الإلكترونية فهذا مرفوض وخط أحمر وعلى من كتبه أن يعلن توبته ويستغفر الله.
www.salmogren.net