لم يوافق الشاعر الشعبي والجماهيري ناصر الفراعنة على أحياء أمسية شعرية في مدينة حائل لأقل من ساعتين إلا بعد أن قبض مائة ألف ريال، وهذا بالتأكيد حق مشروع له لا اختلاف عليه، ولا يجوز لنا ولغيرنا مناقشته طالما أنه شأن خاص وضمن عقد متفق عليه سواء زادت قيمته أو نقصت، لكن ما يهمنا ويحق لنا أن نرفضه أو على الأقل نشير إليه هو استخدامه وتكراره لعبارة أنه جاء إلى حائل محبة لها ولأهلها وأرضها وسمائها وأجوائها العليلة، ودعماً وتشجيعاً للسياحة فيها.. وهي اللغة ذاتها التي دائماً ما تتردد على ألسنة اللاعبين عند قدومهم إلى المملكة أو بعد انتقال المحترفين السعوديين أو تجديد عقودهم، وقولهم بعد أن تسلموا ملايين الريالات إنهم انتقلوا أو جددوا حباً وانتماء وتضحية لهذا النادي أو ذاك وليس طمعاً في أموالهما..
ما قاله الفراعنة يسري على كثيرين غيره في مجال الشعر والأدب والرياضة والفن والإعلام وحتى الدين والسياسة، ممن يتلاعبون بعواطف الناس ويحاولون التذاكي عليهم ودغدغة مشاعرهم بكلام معسول لا يمثل المنطق والواقع في شيء, واستخدامها كوسيلة للوصول إلى غاية؛ الأمر الذي يجعلنا أمام حالة فوضوية تتداخل فيها المبادئ مع المطامع، والأخلاقيات مع الفهلوة، والواجبات مع الشعارات، والحقائق مع الأوهام، وكلها تلتقي وتتفق مع المقولة الانتهازية (اللي تكسبه العبه)..
فصل آخر للمسرحية
بعد دقائق من تصريح محمد نور الشهير الذي أطلق فيه مفاجأة مدوية وغير سارة للاتحاديين بقوله إنه سيبتعد عن ناديه الاتحاد خرج عضو الشرف منصور البلوي في العديد من القنوات الفضائية ليؤكد احتواءه للأزمة، وأنه تفاهم مع نور على التراجع عن قراره، فعم الارتياح الأوساط الاتحادية بعد تطمينات أبي ثامر, وتدخله شخصيا في إنهاء المشكلة، وعادت الأمور إلى وضعها الطبيعي وكأن شيئا لم يكن.. هكذا جرت الأحداث وطويت صفحة نور بشكلها الظاهري غير المعلن، وقبل أن نسمع أو نفهم من اللاعب نفسه حقيقة ما جرى وعلى ماذا وإلى أين انتهت، وهل انتهت بالفعل أم لا؟!
لا أحد عاقلاً يؤيد أو يقبل ما فعله محمد نور المرتبط مع ناديه بعقد احترافي لم يمض على تجديده سوى ثلاثة أشهر، كما أنه لم يوضح أو يقدم سببا واحدا مقنعا يبرر تصرفه الذي لا يليق بخبرته وبكونه قائدا لفريق النمور، بيد أن الأكثر سوءا وضررا على الاتحاد هو التغاضي عن معرفة أصل وفصل الحكاية، وضرورة إدراك أن
ما حدث مع بداية استعداد الفريق وغياب نور ورفضه السفر والانضمام لمعسكر إسبانيا وأشياء أخرى تم تداولها على استحياء تدل على أن موقفه السابق لم يتغير وأنه ما زال مصرا على ترك الاتحاد، على العكس تماما مما أكده البلوي آنذاك، وعلى غير ما فهمه جميع الاتحاديين الذين استسلموا لتصريحات البلوي وتعاملوا معها طيلة الفترة الماضية بحسن نية وبثقة مطلقة، ليكتشفوا أخيرا أن تأكيداته الفضائية كانت في ذلك المساء المتأزم لمجرد البهرجة والاستهلاك الإعلامي واحتكار دور البطولة بالضجيج والوعود الوهمية الزائفة..
مشكلة أبي ثامر أنه دائما ما يطلق لعواطفه وغرائزه العنان بتصريحات وملاسنات ووعود وتصرفات عواقبها وخيمة عليه شخصيا وعلى الاتحاد النادي الكيان والجماهير..
لحافكم قصير
أستغرب من أندية فقيرة ماديا, ودائما ما تعلن إداراتها أنها تعاني من أزمات مالية خانقة، ومع هذا تصر على الركض خلف منسقي الأندية الأخرى، عبر صفقات معظمها فاشلة وتكلف خزينتها أموالا طائلة تضطر من أجل تأمينها إلى اللجوء للديون المرهقة أو إلى بيع عقود أبرز نجومها، والأسوأ من ذلك أن هذا الجهد في البحث والمفاوضات وإهدار الوقت وإنفاق ملايين الريالات يأتي على حساب بناء النادي في كافة ألعابه وفئاته السنية وأنشطته وتأمين مستقبله وتوفير متطلباته الضرورية..
الأمر يزداد غرابة ودهشة عندما يرتبط بناد كالطائي، ليس لأنه ينفق مئات الآلاف وربما ملايين الريالات على صفقات أشبه بالمغامرة لشراء عقود لاعبين من منسقي أندية دوري المحترفين أو احتياطي دوري الدرجة الأولى في الوقت الذي يشتكي فيه مسيروه دوما من قلة الدعم وشح الموارد, وإنما لأن الطائي (وهنا مربط الفرس) كان منذ سنوات وما زال طرفا ثابتا في الدوري الممتاز للناشئين والشباب؛ ما يعني أن لديه قاعدة عريضة وقوية وغنية أنتجت على مدى السنوات الطويلة الماضية المئات من الموهوبين والنجوم الواعدين، لكنهم للأسف الشديد غادروا الكشوفات وهجروا الكرة وهم في عز شبابهم وقمة جاهزيتهم دون أن يمنحوا القليل من الثقة وذات الفرص التي أتيحت للاعبين من أندية ومناطق أخرى كلفوا النادي الشيء الكثير..
هذا الأسلوب المتناقض مع واقع ومصلحة نادي الطائي لا يقتصر على إدارة الخبير والمتمرس فهد الصادر وإنما انتهجته جميع الإدارات التي أعقبت العمل بنظام الاحتراف قبل 17 عاما، وهذا بالطبع يعود إلى سوء فهم الاحتراف، فأصبح الاهتمام بإبرام أكبر عدد من الصفقات من خارج النادي بأي ثمن وبغض النظر عن مستواهم وقيمتهم الفنية يفوق بكثير ما هو مفترض أن تقوم به من رعاية وتطوير وإتاحة فرصة لأبناء النادي الأقل كلفة والأكثر انتماء وعطاء وفائدة واستعدادا والأفضل ظروفا من حيث الاستقرار والبيئة والسكن والمعيشة..
نتمنى من إدارة الطائي وبقية الأندية محدودة الإمكانيات المادية ألا تضغط على نفسها بما يسبب لها المزيد من المشاكل والأزمات، وأن تتعامل مع واقعها وظروفها بشيء من الحكمة والتوازن والتواضع وبُعد النظر، وبالتالي اعتمادها على قدراتها الذاتية القائمة والدائمة والمجدية لحاضرها ومستقبلها مقارنة بتلك الوقتية الشكلية الطارئة..
* ميزة المثير عبدالعزيز الدغيثر أنه يكتب عن ناديه النصر بلغة المحب الصادق الناصح، وبأفكار الخبير الملم بكل الأمور والمطلع على أدق التفاصيل..
* يحرج نفسه ويقلل من فهمه وعقليته وتفكيره من يقول إن هناك فريقا آخر غير الهلال يستحق لقب القرن الآسيوي..
* الأسوأ من تصرف محمد نور ذلك البيان المسالم للإدارة الاتحادية، والمتسامح مع تجاوزاته لدرجة الاستجداء له والمهين لكرامة وحقوق وشخصية العميد.
* إذا أرادت لجنة المسابقات لبطولة الأمير فيصل بن فهد أن تكون لتوسيع قاعدة وزيادة كمية وإنتاج المواهب للكرة السعودية فعليها ألا تسمح بمشاركة من هم فوق سن 23 عاما, وألا تمنح البطل والوصيف فرصة تمثيل المملكة خارجيا..
* في الوقت الذي تؤكد فيه لجنة الاحتراف على أنه لا توجد أية دعاوى ضد أندية غير الاتحاد نجد أن هنالك من يتساءل بغباء: لماذا لا تكشف اللجنة عن قضايا الأندية الأخرى؟
* رحم الله عضو شرف الطائي الخلوق والرجل الكريم المضياف فهيد الخزام، غفر الله له وأسكنه فسيح جناته.