Al Jazirah NewsPaper Monday  20/07/2009 G Issue 13444
الأثنين 27 رجب 1430   العدد  13444

طوى الموتُ بحراً
جبران بن سلمان بن جابر سحاري

 

بعد نبأ وفاة الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين- رحمه الله- في الساعة الثانية بعد ظهر يوم الاثنين 20-7-1430هـ كتبت هذه المرثية أبعثها عزاء للأمة الإسلامية في مصابها الجلل.

لك الحمدُ يا رباه حكمُك صائرُ

طوى الموتُ بحراً علمُهُ لا يغادرُ

وقالوا: (ابنُ جبرين) قضى نحبه، نعم

تولى ودمعُ العين في الجفن حائرُ

تولى، وموتُ الشيخ عمرٌ مخلدٌ

فذِكرُ الإمام الفذ في الأرض سائرُ

ألم تر أن النقصَ في الأرض حاصلٌ

بأطرافها، فاضت عليها المحاجرُ؟

يموتُ وآلافُ (الفتاوى) ترعرعت

بتسطيره؟ لا، بل له الموتُ ناصرُ

وماتت (شفاعاتُ) الرجال، ووُسِّدتْ

مع الشيخ أقلامُ الهدى والمحابرُ

وهذا (الرياضُ) اليوم يصرخُ باكياً

يقول: على جنبي عالتْ خسائرُ

تفرق عني الناسُ بعد فقيدهم

وكانوا لديه أمة لا تهاجرُ

(دروسُ) الإمام اليوم ثكلى حزينة

مروّعة قد غيبتْها المقادرُ

تفجعت (الأحياءُ) ثم توجعتْ

وضاق بها الأحياءُ فالمكثُ نادرُ

تساقطت الأغصانُ بعد رحيله

دعاء له: يا رب إنك غافرُ

وتنتحبُ الجدرانُ حتى تململتْ

ولم تستطعْ مسحاً لدمع يُحاصرُ

هنا ناطحاتُ السُّحْب تبكي أنينها

يكاد بها للميل وهي تصابرُ

(مساجدُنا) قد أقفرت من دروسه

لقد فقدتْ من كان فيها يُحاضرُ

وهذي (متونُ العلم) بعد فراقه

تئن: فبعد الشيخ من لي ناظر؟

تمزق شملُ (الزادِ) في الفقه لم يجدْ

مكمِّلهُ، والشيخُ للشرح ذاكرُ

مضى بعلوم الزاد، للشيخ شغلهُ

ورافقه في سيره زاد آخرُ

إمامُ على الآفاق جال بدعوةٍ

وعلمٍ بذلٍ لا يدانيه ماهرُ

وأعماله في كل قطر مبينة

و(تقريظهُ للكُتْبٍ) جهدٌ مثابرُ

(تصانيفه) في المكتبات ذخيرةٌ

إلى كل باب فيه خيرٌ يبادر

وما قال: (لا) في دعوة نفعها انجلى

كذلك يعلو الشيخُ، هذي المفاخرُ

وإن قيل: في أقصى (الجزيرة) أرضُنا

أجاب: نعم في الحال سوف نسافرُ

وكان لأهل الرفض حرباً فكُبكبوا

ببطلانهم، فالشيخُ قد قال: حاذروا

وكم عاش في تعليم سنة أحمدٍ

مع الذبِّ عنها، إن ذا الليث خادرُ

على شيخنا الجبرين رحمة ربنا

به خُتِمَ الأعلامُ، فالرزءُ جائرُ

مؤسس مدرسة الميزان للنقد الأدبي


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد