Al Jazirah NewsPaper Monday  20/07/2009 G Issue 13444
الأثنين 27 رجب 1430   العدد  13444

القول المبين في العلامة ابن جبرين
د. سعيد بن غليفص

 

فُجعت الأمة الإسلامية، بوفاة عالم من علمائها، وركن من أركان الفتوى بها، فتألمت النفوس بفقده وذرفت العيون لفراقه، لقد مات الشيخ وانثلم بوفاته من الدين ثلمة وقطع من الأرض طرف عظيم لقد رحل الفقيه الورع الصادق الذي أحبته القلوب وألفته النفوس لقد رأينا يوم الجنائز ونحن نودعه، إنه سماحة شيخنا العلامة الوالد عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين رفع الله مقامه في عليين وجمعنا به ووالدينا وجميع المسلمين في جنات النعيم.

وكم للمتأمل في سيرته من البشر من عظيم المواعظ والعبر، فقد تتلمذت على يديه، ورأيت من أخلاقه ما يُدعى إليه، فكان بقية السلف الصالح، فتعلمت منه الإخلاص، والحكمة، والزهد والعبادة، والعلم والتعليم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله، والاصطبار على ذلك، مع ما منحه الله من سلامة الصدر التي هي لعمر الله سر التوفيق والقبول لو كان قومي يعلمون؟! مع ما أعطاه الله من التواضع الجم، وعدم محبة الظهور والشهرة، يبحث عن الحق، ولو خالف الخلق، بغيته السنة وهدي سلف الأمة، مع ما حباه الله من البذل والعطاء، فكان يحمل الخير للغير، ولم يعش لنفسه بل عاش لأمته، ومن عاش كذلك فإنه سيعيش متعباً ولكنه سيحيا كبيراً، وسيموت كبيراً؟!

ولقد كان لشيخنا -رحمه الله- القدح المعلى في الدروس العلمية والمحاضرات، والخطب، والتأليف والتصنيف، وكان لا يكل ولا يمل مع تقدم العمر، وكبر السن، ناهيكم عن رحلاته الدعوية التي يجب بها أنحاء المملكة بذلاً وتعليماً ونفعاً؟!

يصدق فيه قول الشاعر:

إذا كانت النفوس كباراً

تعبت في مرادها الأجسام

نعم، إن الإمام ابن جبرين هو البحر من أي النواحي أتيته، والبدر من أي النواحي رأيته، ومما يحسن لنا العزاء بقاء علمه، اللهم ارحم شيخنا رحمة الأبرار، واجمعنا به في دار القرار، وعوض الأمة خيراً يا غفار.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد