Al Jazirah NewsPaper Monday  20/07/2009 G Issue 13444
الأثنين 27 رجب 1430   العدد  13444
بين قولين
مؤتمر الطفولة
عبدالحفيظ الشمري

 

في المؤتمر الثاني للبرلمانيين العرب الذي عقد أواخر الشهر الماضي في مقر جامعة الدول العربية، أكد المجتمعون فيه على أهمية صياغة نظم وسن قوانين تحمي الطفولة في العالم العربي، لعلها تسهم في التقليل من الآثار والانعكاسات السلبية التي قد تفرزها المواد الإعلامية لاسيما الإعلانية منها، والتخفيف قدر المستطاع من تبعات ما تفرزه التقنية المعلوماتية كالإنترنت والألعاب الإلكترونية.

فالذي يظهر الآن أن كل ما يقدم من منتجات إعلانية، أو استهلاكية يكون الطفل عادة هو المستهدف، إلا أنها غالباً ما يتم تقديم هذه المنتجات بطريقة قد تميل إلى ترويج العنف، والتفاعل المفرط مع المغامرة.

فقد دعت الجامعة العربية إلى هذا اللقاء البرلماني الكثير من العلماء والمنظرين والمهتمين بشأن الطفل والطفولة، ليدلوا بما لديهم من رؤى، وسبل معالجة قد تسهم في حماية الطفولة من مغريات العصر الاستهلاكي، إلا أن الأمر الأكثر إلحاحاً هو أن ترتب هذه الأولويات حول ما يخدم فكر الطفولة في عالمنا العربي والإسلامي.

فمن باب أولى أن نتعرف على حجم الإشكاليات التي تواجه بناء عالم الطفل منذ نشأته الأولى، والمتمثل في حياة الأسرة وهمومها.

إذ تجدر الإشارة دائماً إلى أن أهم ركيزة لحياة الطفل هو المنزل والعائلة، فحينما يتم توفير البيئة الصحيحة، كالغذاء المناسب، والملبس، والأغطية في فصل الشتاء، فثق أننا نجحنا في وضع أهم لبنات بناء عالم الطفل السليم في العالم العربي، ناهيك عن أمر المجاعات التي قد تحصل في أي مكان من العالم العربي، وضرورة محاربتها، والتقليل من حجم ضررها على الطفل وأسرته، والمجتمع من حوله.

وقس على ذلك أهمية توفير سبل التعليم ومجانيته، والإسهام في إيصاله بدأب وصبر إلى كل مكان، لكي نحقق للطفولة العنصر الثاني من عناصر سلامته، وبقائه، فمن البداهة أنك لن تجد الجهل والتخلف طالما تجد التعليم الذي يؤدي دوره الريادي في خدمة العقول الغضة، والواعدة، وغير بعيد عن الغذاء والكساء والتعليم تأتي الصحة والسلامة من الأمراض والعلل والأسقام التي تحتاج غالباً إلى متابعة، وخطط طموحة للقضاء على كل ما من شأنه حصد الأرواح البريئة، في بعض الدول العربية وليس كلها.

ففي اليقين أن هذه الأولويات الثلاث هي التي تسبق ما ذهبت إليه هذه الاجتماعات البرلمانية حول الطفولة في العالم العربي، فلكي لا نقدم العربة قبل الحصان يجدر بنا تقديم الغذاء الجيد والماء النظيف، والتعليم الميسر والخدمات الطبية المناسبة قبل أن نشرع في حماية عقله من أخطار وانعكاسات المادة المعلوماتية والإعلان.

فرسالتنا جميعاً تكمن في حمايته من أخطار كثيرة؛ كالإبادة والنفي والترحيل وهدم المنازل والتجويع، على نحو ما يتعرض له الطفل الفلسطيني على مدى عقود، وهذا ما نتفق عليه دائماً.



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد