مجدداً عاد الحديث عن لقب نادي القرن الآسيوي المغيّب (اعتباطاً) للتداول إعلامياً.
** وكالعادة بادرت بعض الأصوات الإعلامية (الصفراء) بإفراغ ما بأجوافها من تراكمات تجاه الكرة السعودية عن طريق الهلال، وذلك بالعمل على محاولة تشويه المطلب الهلالي المشروع والمدعم بالوثائق والأرقام حسداً من عند أنفسها(؟!)
** وعندما أقول: (الكرة السعودية) فلأن المنجز إذا تحقق فسيكون إضافة تصب في خانة المنجزات الوطنية للكرة السعودية قبل الهلال.
** ولا أعتقد أن في ذلك ما يضير باقي أنديتنا.. اللهم إلا من في قلوبهم مرض، وهؤلاء لن يجدي معهم سوى الدعاء المخلص بأن يشفيهم الله من أمراضهم الغريبة فعلاً(؟!).
** زميلنا الألمعي الأستاذ (صالح السليمان)، ألمح في زاويته الشهيرة.. إلى خشيته من أن المسألة عبارة عن فرقعة أو لعبة إعلامية لها أهدافها وأغراضها.. أو أن تكون وسيلة لتمرير الاستحقاق إلى جهة أخرى غير الهلال صاحب الرقم القياسي في تحقيق الألقاب والبطولات القارية دون منازع (؟!).
** وأنا بدوري أشاطره المخاوف.. ليس لأن ثمة من ينافس الزعيم الآسيوي على اللقب الذي يتشرف بتوفير كافة مسوغاته ومؤهلاته وبكل المقاييس.
** وإنما لأن الشخصيات الآسيوية المتنفذة التي عملت على حجب الاستحقاق وعدم إقراره.. حظيت وما تزال تحظى بدعم قوي وغير مشكور، سراً وعلانية من لدن جهات محلية تأبى إلا أن تمارس أدوارها المشبوهة ضد رياضة الوطن منذ زمن بعيد(!!!).
** إذن: على الإدارة الهلالية أن تتعامل إيجابياً مع هذا المستجد، وأن تمضي قدماً فيه، وأن تأخذ الأمر مأخذ الجد.. حتى لا يأتي مستقبلاً من يقول: إن الهلال لم يعد للأمر عدته، ولم يتفاعل مع الموقف كما يجب، كذريعة في حال تدخلت الأصابع إياها ونجحت في إفشال الفكرة (لا قدر الله).. هذا إذا كان الخبر صحيحاً ولا تشوبه شائبة.
** وعلى الجماهير الهلالية عدم المبالغة في ترقباتها على اعتبار أننا نتبع الاتحاد الآسيوي (الأعجوبة) في قراراته وتجلياته وابتكاراته الغرائبية.. بدليل أنه الاتحاد القاري الوحيد الذي يرفض مبدأ مسايرة باقي الاتحادات القارية العريقة والاستفادة من تجاربها(؟!!).
ما الداعي لكل هذا؟!
** التجاذبات والسجلات الدائرة هذه الأيام بين بعض الأهلاويين ونظرائهم من الاتحاديين حول العمر الحقيقي للنادي الأهلي.. بين من يراه لا يزيد أو ينقص عن المتعارف عليه، وبين من يراه أقل عمراً، وبين من يزعم اتحادية من قام بتأسيسه، وبين من ينكر ويرفض ذلك(؟!).
** شخصياً لا أرى لكل هذه التجاذبات والسجلات من الجدوى ما يستحق أو يستدعي كل هذا العناء والعنت.. خصوصاً في ظل عدم وضوح الغرض من هذه الزوبعة(؟!).
** هل هو لمجرد التوثيق فحسب.. أم بقصد الانتقاص من مكانته وكينونته بالنسبة للذين يسعون إلى تقليص عمره الزمني(؟!!).
** أما المقصود من العملية برمتهما - على الأقل من المنظور المحايد.. فهي لا تخرج من محاولة، ضدية مؤادها تثبيت حالة من اثنتين.
- الأولى: القبول بالتوثيق المتداول والمتعارف عليه في الوسط الرياضي على أن يعود شرف التأسيس للشخصية الاتحادية المزعومة.
- الثانية: الرضوخ والقناعة بفكرة الانتقاص من عمر النادي تحاشياً لإشكالية اتحادية المؤسس المرفوضة أصلاً في أدبيات وقناعات الأهلاويين.
وبذلك تتحقق الغاية من وراء الزوبعة(؟!).
** فإما أن يكون المؤسس اتحادياً وهو ما يمثل مدعاة للتفاخر من وجهة نظرهم.. أو ينحسر العمر الافتراضي للأهلي وبذلك يبتعد عن الموقع الذي يحتله منافسة الاتحاد في مسألة الأقدمية والعراقة بالنسبة لذوي النظرة القاصرة(؟!).
** أما في رأيي المتواضع.. فإن ما يجري ما هو إلا أحد أنواع الجدل العقيم ومضيعة الوقت في غير طائل.
** ذلك أن الكيانات أشبه ما تكون بالرجال.. لا تقاس أقيامها وأهميتها ومكانتها بأعمارها، وإنما تقاس بمدى ما تحققه من إنجازات ومن هنا تأتي دواعي الاعتزاز ووجاهته.
** على سبيل المثال: لو أن (س) من الناس عاش مئة عام لم يحقق خلالها من الأعمال الخالدة والنافعة لنفسه ولمجتمعه إلا الشيء اليسير.. فهل يجوز أن نضعه في كفة موازية لآخر عاش نصف المدة التي عاشها الأول ولكنها مليئة وحافلة بالتحصيل والأعمال والمنجزات العظيمة والنافعة.. وكذا بالنسبة للكيانات.
** وأنا هنا لا أعني ولا أقيس على أي من العملاقين الاتحاد والأهلي.. وإنما أضع أمثلة علنا نخلص منها إلى حقيقة يتجاهلها بعضهم وهي أن التقادم لا يشكل مدعاة للتباهي والتفاخر ما لم يقترن بالإنجازات.. تماماً مثل المباريات الرياضية.. حيث لا يتم الاعتراف إلا بالنتائج فقط وما عداها يذهب هباء منثورا لا قيمة ولا وزن له إلا في خيالات أصحاب الرؤى المتخلفة الذين لا يرى الواحد منهم أبعد من أرنبة أنفه (؟!!).
** وأتساءل هنا: ما لضير في أن يكون الشيخ حسن فتيحي -رحمه الله- هو من أسس النادي الأهلي مثلاً.. أليس مواطنا من هذه البلاد.. هذا بالنسبة لمن يرون في ذلك منقصة في حق الأهلي(؟!!).
** كما أتساءل: ماذا في ذلك من مسوغات التباهي بالنسبة للذين يتحمسون جداً في سبيل تثبيت هذه المعلومة غير الموثقة(!!).
** الخلاصة: القليل من الوعي والارتقاء أيها الصحب.. فقد كانت وما تزال وستظل سمعة ومكانة وقيمة أي كيان رياضي مرهونة بإنجازاته لا بعمره، طال أم قصر، وكفى.
رحماك ربي
** من أعظم الرزايا والخسائر التي تمنى بها الأمم هي فقدان علمائها الأفذاذ.
** واليوم ونحن نفقد العلامة الشيخ الزاهد (عبدالله بن جبرين).. فإنما نفقد واحداً من أبرز أعلامنا وعلمائنا الأجلاء الذين أفنوا حياتهم في خدمة الدين والأمة.
** تغمد الله الفقيد بواسع رحمته ورضوانه هو وجميع موتانا وموتى المسلمين.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
العزاء
(كل ابن أنثى وإن طالت سلامته
يوماً على آلة حدباء محمول)