Al Jazirah NewsPaper Sunday  19/07/2009 G Issue 13443
الأحد 26 رجب 1430   العدد  13443
نوافذ
صيفنا.. يورق إبداعاً
أميمة الخميس

 

أن تقرر أن تقارع صيف الرياض بمشروع جماهيري يستهدف شريحة كبيرة، فهذا بالتأكيد يتطلب إرادة صلبة، وأن تحاول تشجير حقل جاف بشتلات إبداعية محملة بالوعود، فالأمر يبدو أحياناً كأنه خوض رحلة طويلة بلا خريطة أو بوصلة سوى بعض النجوم التي تشاغب الظلمة كل ليلة.

وأن تختار أن تكون ساعات نشاطك من الصباح متخللاً أوقات الظهيرة وصولاً إلى ساعات العصر، في وقت تتعلب فيه الرياض وسكانها داخل الغرف المثلجة بعيداً عن وهج الشوارع وصهد الأسفلت، فأنت بالتأكيد تمتلك أمراً نادراً خارقاً يخاتل قانون الخفافيش الليلي الذي يهيمن على المدينة أثناء العطلة الصيفية.

وأن تقدم نشاطك لفتيات غادرن للتو مقاعد الدراسة والاختبارات، فتأخذهن من جديد إلى غرفات التدريب والمعرفة فهو قرار طموح إلى حد الرعونة.

لكن بعد هذا كله أن يقبلن عليها بشغف كبير وازدحام وتمرير واسطات، وعلاقات قديمة تستيقظ، وهواتف ورسائل جوال، وأمهات يرافقن بناتهن أيام التسجيل كي يضمن فوزهن بمقعد في هذا النشاط، فهذا مشهد سيستوقفنا حتماً لنرمقه لنستمتع بدهشتنا ونزهو بمغامرتنا ومشروع فرح يقفز على مدينة ذات صيف مقطب السريرة.

هل هذا لأننا في مشروع المخيم الإبداعي الصيفي نسعى إلى تأصيل الفنون والآداب وتحفيز الطاقات الإبداعية الخلاقة الخاملة في نفوس الشابات؟ هل لأن الملتحقة تسمو بإنسانيتها عبر اكتساب عدد من المعارف والمهارات تستحث قدراتها الكامنة والمغيبة؟ هل لأننا نشجر فضاء المخيم بطاقات البهجة والود والصباحات المسطرة بعصى الساحرات المبدعات؟

موقعنا كان هناك في نقطة قصية غرب المدينة، ولكن السيارات التي تقل الفتيات كانت تتقاطر من جميع أرجائها طوال فترة المخيم الإبداعي الصيفي.

عندها تصبح بهجة الفتيات وحماسهن ونتاجهن المدهش المغطس بماء الإبداع المقدس هو بوصلتنا التي تعطينا إطلالة على ملامح الغد وسماء تبرق بالوعود، وإرهاصات بنية تحتية لمشاريع إبداعية واعدة وشاهقة ستمنح المكان هويته الحضارية، عن صيف الرياض الذي تحدى خموله ونهض ليورق إبداعاً.

***

قرائي الأعزاء ستتوارى هذه الزاوية خلف خط الانقلاب الصيفي، وستعود حتماً عندما يبترد ليل سهيل.. أراكم قريباً.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد