طهران- أحمد مصطفى
بعد (24) ساعة على خطبة هاشمي رفسنجاني التي أشعلت طهران مجدداً بالتظاهرات والاحتجاجات، اعتبرها محللون إيرانيون بأنها الخطبة التي تقاطعت مع خطبة المرشد علي
خامنئي ورأى آخرون بأن خطبة رفسنجاني تمثل (خارطة طريق لتسوية الأزمة السياسية القائمة).
(الجزيرة) التقت مع باحثين ومحللين إيرانيين وكان المحور: (كيف تقرؤون خطبة رفسنجاني؟)، وكانت أجوبة المحللين كالآتي:
يقول مرتضي الويري (رئيس بلدية طهران الأسبق) وعضو حزب الثقة الوطني: إن ما جاء في خطبة هاشمي رفسنجاني يمثل إجماع الأغلبية من الإصلاحيين وغيرهم لأن هاشمي رفسنجاني طرح (7) مقترحات تتعلق بحقوق المعتقليين وحقوق الشعب من حريات، وطلب من الجميع الالتزام بالقانون. وقال الويري: (إن كلام هاشمي رفسنجاني ليس كلاماً عادياً بل هو شخصية كبيرة في النظام وأن كلامه مسموع في جميع الدوائر السياسية حتي في الحوزات العلمية). وحول ما حصل في صلاة الجمعة، قال: إن ذلك يدعو للأسف لأن الناس حضرت إلى صلاة الجمعة وفوجئت بالغاز المسيل للدموع. وأشار الويري إلى (أن صلاة الجمعة بإمامة رفسنجاني كانت واقعة منحصرة بفرد واحد هو رفسنجاني لأنه تمكن من طرح موضوعات مختلفة أقنع بها الأحزاب المختلفة).
من جانبه اعتبر حسين شريعتمداري ممثل المرشد علي خامنئي في صحيفة كيهان إن خطبة هاشمي رفسنجاني رئيس مجلس الخبراء كانت خطبة ضد النظام والدستور لأنه طرح موضوعات لا أساس لها من الصحة. واتهم شريعتمداري رفسنجاني بأنه ليس رجل سياسة لأنه طرح موضوعات لا أساس لها إطلاقاً كما أن حديثه كان لصالح فئة حزبية بعينها. ودعا شريعتمداري رفسنجاني إلى ضرورة أن يترفع عن حالة الحزبية خلال اعتلائه لمنبر الجمعة.
ويعتقد الباحث الإصلاحي محمد عظيمي أن تصريحات رفسنجاني كانت لصالح المعارضة وأن منبر الجمعة الذي بقي منبراً للمحافظين طيلة الـ30 عاماً تحول إلى منبر للإصلاحيين فتمكنا من خلال رفسنجاني إيصال صوتنا المخنوق إلى العالم الخارجي. وأضاف: إن رفسنجاني بات قائداً للإصلاحيين وإن حكومة نجاد باتت تعيش في مأزق حقيقي، وهي آيلة للسقوط. وأشار عظيمي (بأن مساندة خامنئي والحرس لم يمنعا حكومة نجاد من السقوط لأن الإصلاحيين يمسكون اليوم بالشارع الإيراني). وكان وزير الأمن الإيراني محسني أزهي قد أكد أن هناك بعض الشخصيات في النظام قامت -وللأسف الشديد- بالسير على المنهج المعادي لاستئصال الرئيس نجاد من الساحة السياسية وأن أول هؤلاء الأشخاص هو هاشمي رفسنجاني الذي اصطف مع الأحزاب الإصلاحية وغيرها لأجل حرمان الرئيس نجاد من الفوز وبأي ثمن. وقال أازهي: إن خطبة رفسنجاني توضح بما لا يقبل الشك أنه لا يريد للرئيس نجاد أن يكون رئيساً لإيران في المرحلة الجديدة وأنه كان يود اختفاء نجاد بأي ثمن. وأضاف: أما الشخصية الثانية فهي مهدي كروبي الذي كان يراهن على إبعاد الرئيس نجاد واتهم وزير الأمن حزب كروبي بالارتباط بالخارج عن طريق وزير الثقافة الإيراني الأسبق عطاء الله مهاجراني. وأما الشخصية الثالثة فهو الرئيس الأسبق محمد خاتمي الذي انسحب من الساحة لأجل فسح المجال لمير حسين موسوي.
وقال وزير الأمن: إن موسوي وقبل إجراء الانتخابات تيقن بشكل كامل بأنه سوف لن يفوز في الانتخابات لذلك قاموا بإشاعة ثقافة التزوير واتهام الحكومة بالتزوير قبل إجراء عمليات الانتخابات. وأشار وزير الأمن إلى أن المرشحين الثلاثة كانوا يراهنون على شعار التغيير وهو شعار ألقى ظلالاً من الشك لدى أبناء الثورة.