برغم اهتمام الحكومة الرشيدة بجميع موظفيها وعدم التمييز والتفريق بينهم إلا بالكفاءة والشهادة، وسعيها الحثيث لتحسين أوضاعهم الوظيفية بما يتلاءم مع مؤهلاتهم؛ إلا أن تجاهل الأوضاع الوظيفية لمعلمات محو الأمية أصبح ظاهراً للعيان! فقد تعاقدت وزارة التربية والتعليم مع معلمات لمحو أمية كثير من الفتيات والسيدات منذ عشرات السنين، وقد استمر التعاقد من الوزارة ما يربو على خمسة عشر عاماً، واستمر الوفاء من معلمات هذا البند بأمل الترسيم وظيفياً.
وفي الوقت الذي سعت فيه الوزارة إلى تثبيت جميع العاملين والعاملات على البند المؤقت بشكل رسمي، إلا أنها لا زالت تتجاهل معلمات بند محو الأمية، مما حرك الحسرة في قلوبهن، والألم في نفوسهن، حيث أنهن لا يتمتعن بالإجازات الرسمية كجميع موظفي الدولة وموظفي المؤسسات والشركات الأهلية، بل وحتى العمال المستقدمين من بلادهم، ولا يحظين بالترقيات كغيرهن، ولا يحسب لهن تقاعد حسب سنوات الخدمة، بل ولم يتم ضمهن للمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية برغم تلك السنوات التي أمضينها يتحملن ويلات العقود السنوية وهن يسعين مثل غيرهن في ميدان خدمة الوطن، ويساهمن في دفع عجلة التنمية بالقضاء على الأمية، بعضهن يتجشم عناء الطرق وأهوالها ومخاطرها، بينما يحظى غيرهن بالحقوق الوظيفية كاملة وتحرم منها فئة غالية على قلوبنا.
وإن كنا نسمع عن دراسات بشأن تحسين أوضاع معلمات (بند الغبن) ومعاملات مكوكية جارية بين وزارتي الخدمة المدنية، والتربية والتعليم بهذا الشأن، فمن حق المعلمات أن يتساءلن ونضم صوتنا معهن: إلى متى والوزارتان تتذرعان بهذه الدراسة العقيمة التي لم يتسن لها النجاح برغم الجهود المبذولة في الميادين الأخرى؟ وإلى متى سيتم حرمان أولئك المعلمات وتهميش مطالبهن الواقعية وغيرهن من المعلمات الرسميات يستعددن للتقاعد المبكر بأضعاف رواتبهن؟
حقاً إلى متى ومسؤولو الوزارتين يتدارسون ويتناقشون وكأنهم سيدفعون فروق التحسين من جيوبهم الخاصة؟! وهو حق مضمون لهن من حكومة خادم الحرمين الشريفين الذي ما فتئ حفظه الله يشدد على ضرورة أخذ كل ذي حق حقه، ويؤكد على وزراء حكومته والمتنفذين ببراءة ذمته من أصحاب الحقوق، حيث وكّلهم بقضائها، بل والإسراع فيها.
ألا أيها المسؤولون أعطوا الناس حقوقهم لتسعدوا في حياتكم، وتهنؤوا في عيشكم، وتستغرقوا في نومكم، وإن لم تفعلوا فقد تندمون في الدنيا، وتخسرون في الآخرة، فلن تذهب نفس إلا وقد استنفذت حقها، فما بالك حين تكون تلك النفوس من السيدات المحتاجات وقد منعت حقوقهن، والرسول صلى الله عليه وسلم قد أمركم في ذلك بقوله (استوصوا بالنساء خيرا).
فهل تفعلون وأنتم القادرون؟!
rogaia143@hotmail.Com - ص. ب260564 الرياض11342