ما هذا الذي يحصل في تعليمنا؟ ألا ترون هذا الانحدار المخيف في تحصيل وإنجازات طلابنا؟ ما هذا الأداء المتهالك لمؤسساتنا التعليمية؟ في الواقع نحن الذين سمحنا لمثل هذا التعليم المتواضع أن يظهر، بل نحن الذين أوجدناه بأيدينا في وقت غاب عنا العقل.
مدارسنا فشلت في تقديم مادة علمية ثرية تفيد طلابها، وأخفقت في الارتقاء بقدراتهم إلى مستوى التحليل والنقد والابتكار، كل المؤشرات المتعلقة بقدرات طلابنا العقلية ومهاراتهم التحصيلية تتهاوى على كل المقاييس التعليمية. قطاع الأعمال يشكو من الضعف الذي ينخر في أداء مخرجات تعليمنا. بهذا المستوى من التعليم سيفشل طلابنا حتما في مواجهة متطلبات سوق العمل وتحديات الحياة. يصل طالبنا إلى نهاية المرحلة الأساسية وهو غير قادر على تأدية الحد الأدنى من مهارات القراءة والكتابة. ولو انتقلت إلى القرى والأرياف لوجدت أن حال تعليمنا هناك أسوأ بكثير. لا توجد معايير محددة وواضحة للأداء التعليمي المستهدف لطلابنا ومعلمينا، ولا يوجد نظام صريح للمساءلة والمحاسبة. لو أن هذا العبث في تعليمنا فرضته علينا أمة أجنبية لاعتبرناه نوعاً من الحرب علينا، فما بالك وقد صنعنا بأيدينا هذا الخراب التعليمي. عفوا عزيزي القاري ما أشرت إليه آنفا هو ما قاله مربون أمريكيون عن تعليم بلادهم في وقت هم يسيطرون على 60% من جوائز نوبل.