حاوره - أحمد العجلان :
يقال إن النواحي النفسية تؤثر في كل عطاء للإنسان في مجالات الحياة.. ولأن لاعب كرة القدم هو إنسان أولا وأخيرا، فقد اهتمت الأندية مؤخرا بالبرامج النفسية وبرامج تطوير القدرات.. ولعل ممن برزوا في ذلك الدكتور إبراهيم الصيني الذي لازم فريقي الهلال والأهلي في الموسمين الماضيين وحقق معهما نتائج إيجابية.. (الجزيرة) حاورت الصيني فكان هذا اللقاء:
* في البداية.. كيف ترى أهمية وجود برامج تطوير القدارت للفرق الرياضية؟
- الرياضة هي صناعة والصناعة تعتمد على مثلث هو عبارة عن الصناعة النفسية والذهنية والروحية وهي أشياء الثلاثة الأساسية التي أعمل عليها.. وبالنسبة للصناعة الذهنية هي التي تعتني بالعقل أما النفسية فهي المشاعر وما يعترض اللاعب من رهبة وخوف أما الروحية فهي القيم والمبادئ.
* هل ترى أن هناك ردة فعل إيجابية من اللاعبين عندما تعمل معهم؟
- نعم.. الفلسفة الأهم لدي هي مدى تقبل اللاعب وكذلك كيفية إيصال المعلومة، فمن الممكن أن تحصل على معلومة مهمة ولكن يكون هناك عائق لوصولها للاعب وهنا تكمن أهمية إيصالها بالشكل المناسب.
* كيف كانت تجربتك مع الهلال؟
- أنا بدأت مع الهلال في مباراة الهلال والنصر لكأس ولي العهد وانتهت بفوز الهلال بهدفين دون مقابل وكان دخولي للهلال عن طريق المهندس طارق التويجري الذي أقدم شكري له وهو من منحني المساحة للعمل ودخلت في تحدي كيف أن أقنع الإدارة أولا بأهمية برنامج صناعة اللاعب، ونجحت في إقناعهم أولا وكان للتويجري رأي بأن كل هذا الكلام جميل، ولكن إذا لم يقتنع اللاعبون فهنا المشكلة وكنت أثق بنفسي ونجحت مع الهلال من خلال دراستي للاعب السعودي بشكل عام.
* كيف وجدت نفسية اللاعب السعودي؟
- هي نفسية قابلة للإنتاج والنجاح ولكن اللاعب السعودي يحتاج إلى تطوير في المهارات الذهنية والنفسية والروحية.. وفي الهلال كان اللقاء مع اللاعبين لمدة نصف ساعة هي المدة التي منحتني إياها إدارة الهلال، ولكنني جلست مع اللاعبين 3 ساعات وكان اللاعبون يريدون المزيد من الوقت معي لدرجة أنه تم تقسيمهم إلى مجموعتين وأراد البعض الاستمرار مع المجموعة الثانية فكان هناك تجاوب رائع جدا.
* ماذا تطلب من اللاعبين؟
- هناك من يتوجس من هذه البرامج ولكن فلسفتي أن اللاعب يتكون من جسد وروح وفكر ومشاعر وهذه أربع دوائر لا بد أن تصل لها بطريقة غير مباشرة.. وهذه تحتاج الى أن تصل باللاعب لمرحلة اللا وعي حتى ننتج، أما إذا كان اللاعب في مرحلة الوعي فلن نصل معه لنتيجة، فمثلا الطفل عندما يريد أن يسقط من جدار طويل فذلك لأنه غير واع في حين أن والده يتوجس من هذا التصرف لأنه واع.. ونحن نصل للاعبين من خلال إدخالهم مرحلة اللاوعي لكي تصل لكل قواه الكامنة وهذه تأتي بطرق مختلفة وليس بالشكل النظري وذلك من خلال إحضار وسائل مساعده كرسوم معينة وما إلى ذلك.
* التجربة الأكثر إثارة لك مع الهلال كانت في مباراة نهائي الدوري مع الاتحاد التي كسبها الهلال بهدف ياسر.. كيف تعاملت مع تلك المباراة؟
- كانت تجربة مثيرة جدا فكنت دائماً أغرس لدى الكلمات ومن ثم الأفكار وأخيرا الأفعال، فكنت أقول لهم ان الدوري هلالي وأغرس عندهم هذا الشعور، وقد بدأوا يعيشون هذا الأمر بعد أن تعادل الاتحاد والوحدة وفي اليوم الذي سبق المباراة كنت أشعر بأن ياسر سيسجل، وكنت أتحدث مع اللاعبين.
* وما نصيحتك لياسر حول ما تعرض له مؤخراً من بعض الأشخاص؟
- أقول له: يا ياسر عش اللحظة الحاضرة وأقولها لكل لاعب ونحن من اخفاقاتنا في الحياة أننا إما أن نعيش الماضي أو نفكر في المستقبل وهذا سبب تدني إنتاجنا، وأنا قمت بتجربة مع لاعبي الهلال عندما قدمت برنامجا اسمه عش اللحظة الحاضرة بعد أن خسر الهلال 3-0 أمام الشباب في نصف نهائي كأس الملك وحضرت قبل المباراة الثانية التي فاز فيها الهلال وأقول لياسر: يجب ألا تتوقف فالعبرة دائماً بكمال النهاية لا بنقص البداية.
* وكيف كانت تجربتك مع الأهلي؟
- أولاً: أنا تشرفت بلقاء الأمير خالد بن عبد الله وهو رجل رياضي مميز وراق جدا وإدارة عبد العزيز العنقري إدارة حديثة ومميزة وبالنسبة للاعبي الأهلي فقد كان لدي تحد خاص معهم، لأن الأهلي سبق أن أحضر دكتورا ليقيم مثل الدورات التي أقدمها ولكن اللاعبين لم يتقبلوه، وهذا كان تحديا جديدا ولكن لاعبي الأهلي كانوا متجاوبين معي وشاهدت لقاء لمالك معاذ في إحدى الصحف فقال انه يتمنى أن أكون مع الفريق في الموسم الماضي وقال إن الدكتور إبراهيم الصيني غير في طريقة حياتي وتفكيري.
* المنتخب السعودي لا يوجد لديه إخصائيو تطوير ذات.. ما تعليقك؟
- السباح الأمريكي الذي حقق 12 ميدالية أولمبية في الأولمبياد الأخيرة معه ثلاثة أشخاص يعطونه دورات من هذا النوع، وكذلك الحال للفريق الصيني الذي حصد معظم الميداليات الأولمبية وهناك فرق بين علم النفس وتطوير الذات.
* كيف وجدت الفروقات بين اللاعبين؟
- بصراحة توجد فروقات حيث تتفاوت الثقافة بين لاعب وآخر وكذلك الاهتمام ولكن المهم لدي أن يكون هناك اهتمام فيما يقدم من برامج.
* هل يتفوق اللاعب أحيانا على إمكاناته عندما يمنح برامج في تطوير القدرات والذات؟
- نعم اللاعب يتفوق على نفسه وقدراته ويواكب زملاءه فالأمور الفنية هي فقط 7% مما يقدمه الشخص في أي مجال يسلكه و93% هي المهارات الشخصية التي تعتمد على الصناعة النفسية والروحية والذهنية.
* ماذا تزيد في نهاية الحوار؟
- أنا سعيد بهذا الحوار وأحب أن أضيف أن الكلمات كالثمار تحتاج إلى وقت حتى تنضج فليس من الاحترافية ألا يتم الاتصال بإخصائي تطوير القدارت سوى قبل المباريات المهمة وبأيام قليلة، فالمفترض أن يكون وجود الإخصائي من بداية الإعداد من خلال المعسكرات الصيفية وقبل أن يبدأ الموسم ولا سيما أن في فترات المعسكر هناك وقت فراغ أطول للاعب.