أكد الدكتور محمد العويضي عضو الشرف بنادي الوحدة أن الديون الثقيلة التي تركتها الإدارة السابقة بلغت العشرة ملايين ريالات، وطالب التحقق من طبيعة هذه الديون وشدد على ضرورة تفعيل مجلس أعضاء الشرف وعدم اقتصاره على عدد من الأشخاص تنقصهم الخبرة الكافية في المجال الرياضي .. مشيراً إلى ان الإدارة الحالية برئاسة الكعكي قادرة على تصحيح اوضاع الفرسان شريطة التفاف رجالات النادي المخضرمين الغيورين ودعمه مادياً ومعنوياً ... فإلى نص اللقاء مع الوحداوي المخضرم:
* كيف ترى الأوضاع الحالية في نادي الوحدة في ظل الإدارة المكلفة برئاسة الأستاذ عبد المعطي كعكي؟ وهل أنت متفائل بتصحيح الأوضاع ؟
- الإدارة الحالية تسلمت تركة ثقيلة، حيث حمل النادي بالديون .. اللاعبون يطالبون بحقوقهم عن طريق وكلائهم وهي عبارة عن رواتب سابقة، عجزت الإدارتان السابقتان عن الوفاء بها. كما ان رئيس النادي الأسبق الأستاذ جمال التونسي سجل على النادي ديوناً قاربت العشرة ملايين ريال، وأرجو من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التحقق من طبيعة هذه الديون، وان يكون هناك إشراف مباشر من الرئاسة مستقبلاً، في حالة تقديم رئيس النادي قرضاً لصالح النادي أرى انه من المناسب أخذ موافقة الرئاسة، وليس مكتب الرئاسة في المنطقة، إذ من غير المقبول ان يترأس أحد النادي ثم يثقله بالدين لصالحه تصل إلى الملايين من الريالات، والأندية في حاجة إلى الدعم المادي والمعنوي.
لقد أشرت على الأخ عبد المعطي ألا يترأس النادي لموسم واحد فقط فالخرق كبير، ولا يمكن معالجة الوضع في ثمانية أشهر، ولا يمكن وضع الفريق الأول في مساره الصحيح خلال هذه المدة ما لم تتوافر مبالغ كبيرة من المال. وإذا ما تمكنت الإدارة الحالية من توفير هذه المبالغ أعتقد ان في مقدورها تصحيح الأوضاع، شريطة ألا يسجل على النادي ديناً إضافياً.
* يرى الكثير من محبي النادي ان سياسة بيع النجوم أفقد الفريق الأول فرصة المنافسة في الموسم المنصرم، وبالتالي صعوبة تحقيقه أية بطولة؟ هل ترى ان نادي الوحدة قادر على تعويض غياب النجوم؟
- سياسة بيع لاعب من اللاعبين المميزين يفرضها مبدأ العرض والطلب، وسياسة الاحتراف، ولا بأس ان يبيع أي نادٍ نجماً من نجومه، وها هو نادي مانشستر يبيع أفضل لاعب لديه، ولكن المهم كيف يتم صرف مبلغ البيع؟ هل يوجد برنامج عمل للتعويض بحكم ان النادي لا يستطيع شراء نجم ليحل مكان نجم تم بيعه .. هل صرفت مبالغ بيع النجوم في نادي الوحدة لتنمية قطاعي الناشئين والشباب؟ المتابع للوضع يجد ان قطاعي الناشئين والشباب في النادي، في الفترة السابقة، كانا في وضع غير جيد، والتعويض لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق دعم هذين القطاعين، كما حدث في نادي الشباب في فترة سابقة، فتوالت بطولاته. وتطبيق السياسة السابقة لا يمكن أن تكون وسيلة من وسائل التعويض.
* أين الدكتور محمد العويضي من دعم الإدارة الحالية ومؤازرتها وهي تقود النادي في أصعب مراحله الفنية والإدارية؟ ولو طلب منك التواجد هل سنشاهدك داخل أروقة البيت الوحداوي تدعمه بالرؤى والأفكار؟
- أتمنى للإدارة الحالية التوفيق، وأرى ضرورة تفعيل مجلس أعضاء مجلس الشرف، وألا يقتصر المجلس على عدد من الأشخاص لا يتجاوزون رقم العشرة، وأن يضم المجلس التنفيذي أشخاصاً لديهم الخبرة الكافية في مجال الرياضة، إضافة إلى المستوى الثقافي، وألا تكون العملية انتقائية تحكمها العلاقات الشخصية والميول الفئوية. وأرى أن يشكل رئيس النادي لشخصه لجنة استشارية من ذوي الخبرة في المجالات الإعلامية، والقانونية، والإدارية، والفنية، تكون عوناً له ومساعدته في اتخاذ القرار السليم، إضافة إلى مجلس الإدارة.
إن وجود آلية لتقديم المشورة هي السبيل الصحيح للمشاركة، والتواجد بمبادرة فردية لا يحكمها نظام يعد تطفلاً.
* يرى كثير من المتابعين ان منهجية الإدارة السابقة برئاسة التونسي لم تكن عملية فيما يتعلق باستقطاب رجالات نادي الوحدة بل كان هناك نوع من التهميش لأعضاء الشرف .. ما تعليقكم؟
- يفتقد بعض من تولى النادي في فترات سابقة البعد المعرفي لدور النادي إضافة إلى غياب المنهجية، ولذلك فقد النادي شخصيته الاعتبارية في المجتمع المكي، وتراكمت الممارسات حتى بعدت المسافة بين النادي ومحيطه، فانصرف عن النادي، كثير من المثقفين والوجهاء الذين كان لهم دور بارز في مسيرته فكانت المحصلة إيجابية. ولكن خرج علينا في الفترة الأخيرة مجموعة تعتقد انها الأحق في قيادة النادي لا تمتلك من الثقافة والمعرفة والقيادة ما يمكنها من فهم أهمية وأهداف وجود النادي إلا القليل. ولم يكتفوا بذلك بل جعلوه وسيلة لتحقيق المكاسب الشخصية. فظهرت حالة من الصراع الفئوي سببت شللاً واضحاً لأطراف النادي، فعجز أن يقوم بدوره كما هو مطلوب، ويرجوه القائمون على الرياضة.
* ماذا ينقص نادي الوحدة حتى يعود إلى المنافسة وتحقيق البطولات التي غاب عنها عقود من الزمن؟ وماذا عن استثمارات النادي هل ترى أنها مناسبة أم لا؟
- أولاً دعني أبدأ الإجابة عن السؤال من آخره، وأسأل هل توجد استثمارات؟ بحسب علمي لا يوجد راعٍ للنادي ولا دخول ليعتمد عليها، لقد فشلت الإدارتان السابقتان في جذب راعٍ للنادي يخفف عنه أعباء مالية مهمة. أما ماذا ينقص نادي الوحدة؟ أعتقد ينقصه الكثير ولكن أهمها: المال، القيادة الواعية التي تملك أسباب القوة، المواءمة بين النادي وبيئته، ليتخلص من حالة الصراع المحيطة به من ربع قرن. القضاء على عهد الوصاية، وإدخاله عصر الاحتراف بكل المقاييس، الإدارية، والفنية، والاقتصادية.
