من السهولة بمكان أن يتحدث البعض عن معلومات تاريخية ويقلب الحقائق ويتلاعب بها كيفما شاء، فهذا سلوك العابثين وديدن العاجزين ومسلك الفاشلين!!.. لكن من الصعب إثبات صحة البيانات ودقة المعلومات لأن حقيقة الإثبات في العلوم الإنسانية.. تحتاج إلى وثائق وإلى أدلة وحقائق دامغة مستاقة من مصادرها العلمية والرسمية وغير الرسمية الموثقة والاستماع إلى رجال ثقاة عايشوا الأحداث عن كثب.. فلا يمكن الوصول إلى الحقيقة المنشودة إلا بعد التمحيص والتدقيق والدراسة البحثية والعلمية تمكن الباحث أو المؤرخ من صياغة الحقيقة وتثبيت المعلومة في قالبها المنهجي والعلمي السليم.
* ولعل (التاريخ الرياضي) يشكل أكثر الفروع العلمية في علم التاريخ العام تحديداً.. تعرضاً لنقل المعلومات المغلوطة والتلاعب بالحقائق والعبث بالأرقام المثبتة فيما يتعلق بالقضايا التأسيسية والمؤسسين على وجه الخصوص، ونجد أن هناك من يقفز فوق أسوار الحقيقة ومحاولة التضليل والتشويه بدواعي الميول والانتماء التعصبي والتحزبي!!
* في يوم السبت الفائت نشرت (الجزيرة) على لسان الأخ المؤرخ عبدالله جارالله المالكي تعقيباً حول تاريخ تأسيس النادي الأهلي ومؤسسه رداً على كاتب هذه السطور، وجاء تعقيبه دون سند من الناحية العلمية أو منهج توثيقي يثبت صحة المعلومات التي تناولها في حديثه، والأغرب عندما أكد بالوثائق والحقائق أن الفتيحي مؤسس الأهلي.. وسؤالي هنا!! أين هذه الوثائق التي أشار إليها في ثنايا كلامه لتثبت صحة معلوماته ودقة بياناته!!؟ تمنيت لو أن الزميل المالكي زودنا بهذه الوثائق على حد زعمه.. فعندما ذكرت أن مؤسس النادي الأهلي هو (حسن شمس) طبقاً لما ذكره المؤرخ الرياضي الكبير (أمين ساعاتي) ل(الجزيرة) في العدد رقم (12244) الصادر في 9-3-1427ه كان مستنداً على معلومات مثبتة ومستاقة من مصادرها الموثقة، ويملك الساعاتي حجتها في دولاب التوثيق ومنهجه العلمي كمتخصص.. لكن أخينا العزيز (المالكي) يصر أن الفتيحي هو مؤسس الأهلي فضلاً عن العبث بتاريخ التأسيس.. مع أن رئيس الأهلي السابق الشيخ عبدالرحمن بن سعيد - أطال الله عمره - الذي ترأس قلعة الكؤوس - سنتين وأربعة أشهر عام (1378) حين سألته - هاتفياً - عن صحة هذه المعلومات وأكد أن (شمس) هو من أسس الأهلي وليس الفتيحي، وإذا كان عميد مؤرخي الحركة الرياضية - أبو مساعد - وكذلك المؤرخ الرياضي الكبير - قوي الحجة- د. أمين ساعاتي يؤكدان صحة ما ذهبنا إليه، أتمنى أن يأتي الزميل (عبدالله المالكي) ببرهانه إن كان واثقاً في معلوماته من مصادرها الموثقة ومنهجها التاريخي العلمي السليم. فالتاريخ الحقيقي - كما قال بروفيسور الأهلي الكبير (عبدالرزاق أبو داوود)- لا يعتمد على الحكاوي والهوى والميول والمزاج.. إنما ينهض على أكتاف التوثيق والروايات والمصادر العلمية والرسمية وغير الرسمية الموثقة.
* عموماً لن أناقش الموضوع مرة أخرى لأن الأهلاويين لن يصمتوا كثيراً وتاريخهم يتعرض للعبث والإساءة والتشويه لأهداف واضحة وبأساليب مكشوفة يقودها فئة معروفة الميول والاتجاهات.. فالتاريخ أمانة والعبث فيه خيانة..!!
المحرر - k-aldous@hotmail.com