إن التعامل الأمثل مع البشر يلزمه الكثير من التعاضد والتعاون والتبادل فالإنسان لا يعيش لوحده في هذه الحياة بل هو سيتفاعل ويتواصل مع الآخرين سواء شاء أم أبى وهذا التواصل مع غيره سيرافقه إما تنافس وإما تعاون والفطن من يمتلك ذكاء اجتماعيا وقلبا نقيا وعقلا مفعما بالإيجابية بعيدا بعدا تاما عن الحسد أو إيذاء الآخرين للحصول على المبتغى أو إذكاء لمخالب الأنانية ورفع لشعار التنافس المحموم لرغبة الفوز والخسران التام للآخر، مع إيمان كامل بشمول الخير للبشر كافة.يقول الله تعالى: (والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر) (العصر). بل يكون كذلك صاحب رسالة ورؤية عمل بالصالحات وتواصل بالحق والصبر فلا ينسى أن لديه بعداً استراتيجياً أثناء تعامله مع الآخرين ألا وهو (حب الله ورجائه والخوف منه والاقتداء بسيد البشرية محمد صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا في كثير من الأحاديث وأرشدنا لما يوثق علاقاتنا مع الآخرين ويجعلنا سعداء معهم، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته).
وفي الصحيح عن النبي قال: (من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).
لذا كان من الحق أن يتفهم الإنسان المؤمن حق أخيه وحاله ويعينه على قضاء حاجته، بلا موت لعاطفة الأخوة أوقلّة الاكتراث وكأن الأمر لا يعنيه ويتنكّر لهذه الأخوة، ويتصف بجفاء في الخلق وجمود في الطبع! وسبيل على غير هدي النبي صلى الله عليه وسلم ومن ثم يشتكي من إحاطة الفشل له وتخاذل من حوله تجاهه، بيد أن من يتخذ من التعاون مع غيره في تحقيق أهداف مشتركة ومنفعة مبتغاة ويسعى لها مع توافقها لحاجات أو رغبات يسعى الآخر أيضا لها يحقق الكثير مما يريد ويريد الآخرون أيضا. إن جل العلاقات الرائعة والمبنية على المنفعة المتبادلة المخلصة والمتمثلة في الأخوة الصادقة تستمر وتتوطد لما فيها من احترام للآخر وتقدير له وحفظ لحقوق الآخر لأن كل مصاب يصيب أحدا من أفراد جماعة متكافلين أو بعض منها ينعكس على المجموعة كلها فيعملون على مساندة بعضهم فينجحون بتجاوزها معا، وبالمثل كذلك أي نفع يصيب أحدهم ينعكس على المجموعة كلها ويسعدهم معا ولا أجمل من أن نبحث وعمل على أن نحقق السعادة لنا ونتشاركها مع آخرين..