جازان - سالم بن حاج الخامري
تمكنت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمدينة جيزان من القبض على مجموعة من الشباب تقوم بابتزاز وتهديد فتاة بنشر صورها إن هي لم ترضخ لمطالبهم بالخروج معهم، وزيادة في الضغط عمدوا إلى إرسال صور للفتاة على جوال إخوانها بل وزوجها مما أدى إلى طلاقها، وقد قام أعضاء الهيئة فور تلقيهم البلاغ بالتأكد من ذلك والتحري عنه بكل سرية وبعد ذلك تم إعداد كمين لهم.
وأثناء ما كان أحدهم يحاول إركاب الفتاة بالقرب من منزلها، كان رفاقه يراقبون الموقف في سيارات أخرى لإبلاغه عن أي مصدر يحاول الإيقاع بهم إلا أن توفيق الله تعالى مكَّن رجال الهيئة من القبض عليهم جميعاً وبحوزتهم عدة جوالات بها العديد من الرسائل المخلة بالشرف والصور التي كانت ترسل للفتاة ولزوجها ولأهلها، كما ضبط في سيارة أحدهم عدد (18) ثمانية عشرة قصاصة ورقية مكتوب عليها رقم جواله لغرض توزيعه على الفتيات.
وفي تعليق على هذه الحادثة أوضح المدير العام لفرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة جازان الدكتور عبدالرحمن بن عمر المدخلي أن قضايا الابتزاز والتهديد بين الشباب والفتيات بدأت تتطور أساليبها في المجتمع، فما إن تبدأ بعض الفتيات في حياة زوجية جديدة، حتى يظهر ومن خلال التهديد والابتزاز، ملامح لعلاقات سابقة، لتواجه خطر التهديد من الذئاب البشرية.
وأضاف الدكتور المدخلي فيبدأ المبتز بفضح الرسائل المرسلة من الفتاة التي كانت قد أرسلتها في وقت سابق، وما إن تعلن الفتاة رفضها ومعارضتها لمطالب الشاب في استكمال العلاقة والانصياع لكافة شروطه حتى وإن كانت متزوجة يتطور الابتزاز بمكالمات غرامية مسجلة قد يرافقها دليل قطعي آخر كصور شخصية لذات الفتاة، ليأخذ التهديد منحى آخر وأكثر قسوة.
وأردف فضيلته وفي حال عدم رضوخ الفتاة للتهديدات، فإن المبتز لن يتوانى عن إفشاء ما لديه عن العلاقة السابقة للأب أو للأخ أو حتى للزوج، وإنما يتعدى إلى نشرها عبر نسيج الانترنت، وتوزيعها عبر خدمات البلوتوث بالجوال لتصل كافة أنحاء العالم.
وأكد الدكتور المدخلي أن فرع الرئاسة العامة بمنطقة جازان بهيئاته ومراكزه يقوم باستقبال البلاغات الخطية الواردة في قضايا الابتزاز والتهديد، ومن ثم يقوم بفحصها وتدقيقها وبعد التأكد من صحتها يتم التعامل معها حسب الأنظمة والتعليمات وبعد ذلك إحالة المقبوض عليهم للجهات المختصة.
ومن جانبه عبر رئيس محاكم منطقة جازان المساعد الشيخ علي بن جده منقري عن بالغ أسفه لوجود الابتزاز في المجتمع الذي عرف بتمسك أفراده بالأخلاق النبيلة، مبيناً أنه يشكل خطراً كبيراً على استقرار الأسرة مشيراً إلى أن الإسلام حرم الضرر بشتى أشكاله وصوره وأن الابتزاز من أشد وأفضع صور الضرر من المسلم لأخيه المسلم.
وأوضح المنقري أن أهم أسباب وجود ذلك يكمن في ضعف الوازع الديني لدى الشباب والفتيات الذين وقعوا في حبائل هذا الخطأ.
وأضاف أن إهمال الآباء والأمهات وانشغالهم المتزايد بمجريات الحياة عن تربية أبنائهم التربية الإسلامية الحقة، وعدم مشاركتهم مشاكلهم النفسية والاجتماعية والعمل على إشغال أوقات فراغهم بما هو نافع، نتج عنه الفراغ الكبير لدى الأبناء والبنات والذي كان من خلاله استطاع دعاة الرذيلة وجلساء السوء الدخول إلى عقولهم وتزيين الباطل لهم عبر وسائل الاتصال المختلفة.