من المؤسف جداً أن تحاط الأنشطة والفعاليات الثقافية بحزام أمني ومن المؤسف أن تواجه تلك المناشط بمواقف وآراء معارضة لا تقبل الحوار ولا تتسم بالوعي، حيث شهدت الثقافة وفعالياتها المختلفة خلال الفترة الماضية ولا زالت تشهد الكثير من ردود فعل فئة قليلة جدا لا تمثل إلا نفسها بل وتخالف إجماع أبناء الوطن العقلاء فأصبحت رغم ضآلتها تشكل قلقاً عند إقامة أي من تلك الفعاليات، علماً أن ما يتم القيام به يمر بقنوات وآلية رسمية تتفق مع النظام الرسمي وتتمتع بحصانة على أعلى مستوى بقناعة ودراسة مستفيضة قبل الشروع في اي منها، وليكن معرض الكتاب احد ابرز الأمثلة بما شابه من بعض المواقف والتعدي الغير مسئول في الوقت الذي كانت فيه إقامة المعرض مبنية على تنسيق مع مختلف الجهات ذات العلاقة كالهيئة والإمارة والشرطة مع أن مثل هذه الفعاليات او المعارض لا تحتمل كل هذه القيود أو الرقابة المباشرة كون المنظمين والمسئولين هم أبناء الوطن، يعون حجم الثقة التي أوصلتهم إلى هذه المناصب، متمسكين بخصوصيتنا النابعة من قيم ومبادئ إسلامية لا يمكن التفريط فيها، ولكن ما تمثله هذه الاستعدادات الأمنية التي تسبق أي مناسبة ثقافية يعني أن هناك ما يتطلب حضورها مع أن تلك الفعاليات وغيرها لم تكن في حاجة إلى مثل هذه التحفظات في السنوات الماضية أو خوف أو أدنى درجات الشك من قبل المجتمع والمسئولين، هذا الواقع يكشف أمرين لا ثالث لهما:

الأول: (الرهاب) وهو الخوف من أي جديد من قبل البعض (القلة) في ما يتعلق بالثقافة بكل مناشطها، لجهلهم بها او بما يتم فيها والاعتقاد أن مثل هذه المناشط سبيلا للفساد.

أما الأمر الآخر فهو (الإرهاب) الذي قد يمثله تصرف هؤلاء تجاه المواقف لعدم قدرتهم على تقديم نشاطا يعين على بناء الوطن لا على إرباك المسيرة الكبيرة والعظيمة التي لا خوف عليها.

دفعني لهذا الموضوع ما شوهد من حضور امني في معرض للتصوير الفوتوغرافي مع أن المكان والمناسبة كما هي بقية المناسبات الثقافية السابقة واللاحقة ليس فيها ما يخل بالقيم أو النظام او يستفز الرأي العام.

السؤال هنا: متى يعي هؤلاء أنهم مسكونين بالرهاب من أي جديد..؟، ما قد يؤدي بهم لا سمح الله إلى مرحلة أسوأ تجاه أنفسهم وتجاه الوطن ومن عليه. ولماذا لا يوظف هؤلاء طاقاتهم بطرق تحبب الناس فيهم..؟.

الأسبوع القادم (هؤلاء التشكيليون ونكران الجميل)