قبل أيام تم افتتاح حفلة الإجازة الصيفية، وانطلق الطلاب والطالبات إلى ساحات الفراغ، سهر في الليل ونوم في النهار، كل يستغل وقت فراغه بحسب ما لديه من قدرة، لكن يظل هناك دائماً فرق بين الولد والبنت، فالولد يستطيع إلى حد ما أن يقضي وقت فراغه، إما بالتسجيل في أحد الأندية الصيفية، وهذا أمر إيجابي، أو بالانطلاق بسيارته أو بسيارة أصدقائه واللف والدوران في الشوارع أو الذهاب إلى الاستراحات والمقاهي، وهذا هدر للوقت بما لا يفيد، وإذا لم يكن قد بلغ السن الذي يمكنه من اجتياز حدود البيت والحي فإنه سيقضي وقت فراغه على الأرصفة في تجمعات مزعجة!
فرص البنت للترفيه محدودة، تقريباً ليس أمامها إلا التسوق أو البقاء بين جدران البيت ممسكة بكنترول التلفزيون والاتصال بأرقام مطاعم الوجبات السريعة، وربما تكون تلك التسلية المتاحة لكثير من الفتيات!
البنت أشد طفشاً من الولد، ومن لديه بنات وأولاد وينسى أن للبنت حقوقاً في الترفيه والسفر فإنه يخطئ في حقها كما أخطأت في حقها المؤسسات الحكومية المعنية بالأمر والتي تركت مهمة الترفيه عن البنات في الصيف لمؤسسات خاصة استغلت حاجة الأسر للترفيه عن بناتهن وشغل أوقات فراغهن بما يفيد، فأنشأت مراكز رياضية أو ترفيهية بأسعار مبالغ فيها ومن دون مواصلات مما يجعل الأمر يزداد صعوبة!
ماذا لو افتتحت رعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم وهيئة السياحة وغيرها مراكز ومهرجانات ومخيمات تستقطب البنات في برامج رياضية وترفيهية وبرسوم معقولة، بدل هذا الطفش السنوي الذي يرخي سدوله في كل عام على البيوت فيحيلها إلى مستنقعات للتذمر والنوم والكسل المستديم. غالباً ما تنتهي الإجازة والبنت لم تستفد منها لأنها لم تهيأ لها الفرصة الحقيقية لتستثمر وقت فراغها في أنشطة ثقافية واجتماعية ورياضية بإشراف هيئات نسائية تربوية يخفف من وطأة هذا الطفش الذي لابد أن بعضكم سمعه أو قرأه حتى في عيون الصغار الذين ملوا من أفلام الكرتون التي يتقاتل أبطالها ليل نهار لتعليم أطفالنا العنف خلال هذه الإجازة!
alhoshanei@hotmail.com