الطائف - عليان آل سعدان- محمد الفعر:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة مساء أمس الأول حفل افتتاح فعاليات سوق عكاظ الثقافي (3) بموقع السوق في العرفاء بالطائف. وعند وصول سموه لمقر السوق قام بقص الشريط إيذاناً بافتتاح جادة عكاظ التي تقام للمرة الأولى ويبلغ طولها 700 متر طولي، وتشرف عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار، وتحاكي سوق عكاظ التاريخي بالطائف، وتحتضن العديد من العناصر التي تعكس الحياة اليومية في القدم لهذا السوق العريق. واطلع سمو أمير منطقة مكة المكرمة على الأنشطة التي تتوزع على جنبات الجادة التي تضم 70 محلاً لبيع المنتجات الحرفية والزراعية والحيوانية، ومحلات لبيع الهدايا التذكارية مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وخلافه، و15 محلاً لبيع المأكولات الشعبية والحديثة والمقاهي و3 مواقع لتصوير الزوار باللباس التراثي القديم في عكاظ وكذلك 15 لوحة من الجلد المعتق مكتوب عليها أبيات من المعلقات والحِكم والمعلومات عن سوق عكاظ ووضعت بشكل تفصل بين فئات محلات السوق. كما يوجد في ثنايا الجادة ثمانية مواقع لسقيا الزوار ماء زمزم المخلوط بماء الورد إضافة إلى خيام ومضافات الشعراء المقامة بالسوق وتشتمل على بيتين كبيرين من السدو الأسود وبيت كبير من السدو الأبيض تم تجهيزها بالكامل وتوفر فيها خدمات الضيافة العربية إلى جانب 12 خيمة من السدو المجهزة للأنشطة الرئيسة التي تقام قديماً في سوق عكاظ ولوحات من الصخر منقوش عليها عبارات إرشادية وأبيات شعرية لأصحاب المعلقات. عقب ذلك بدئ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقيت كلمة سوق عكاظ ألقاها أمين السوق الدكتور جريدي المنصوري رحب فيها بسمو أمير منطقة مكة المكرمة والحضور، مشيراً إلى أنه في مثل هذه الأيام من كل عام يتجدد الموعد مع سوق عكاظ التي عاشت طويلاً، ثم كان ما كان وعادت بعد 1300 سنة، وقال - عادت عكاظ بشخصياتها السعودية وهويتها العربية الإسلامية، سوق عكاظ التي ارتبط تاريخها بالشعر والشعراء وبالبلاغة والبلغاء، عبر تاريخ طويل يعود إلى ما قبل الإسلام بقرون عدة، واستمرت في عهد النبوة وزمن الخلفاء الراشدين وخلال عصر بني أمية، وحين انطلق المسلمون يفتتحون الممالك انتقلت مراكز الثقافة من هنا إلى هنالك، إلى دمشق وبغداد والأندلس والقيروان وأخواتها. وأفاد أنه بعد أن دار الزمان دورته وأخذت هذه البلاد مكانتها المتقدمة بوصفها مشعلاً للثقافة والحضارة عادت سوق عكاظ منارة إشعاع في سماء الآداب والفنون. وبين أن القوم كانوا في هذا الموقع يتفاخرون واليوم الجميع فيه لا يتفاخرون بل يتحاورون لأنها عكاظ الجديدة، وهي ميدان للحوار والاستماع إلى الآخر والتسامح والتصالح مع الذات والآخرين، وتمنح الجوائز مثل ما تمنح هامشاً للمفكرين والأدباء وعشاق الفن. وأعاد الأذهان إلى تفضل خادم الحرمين الشريفين في هذا العام تدشين مشروع سوق عكاظ بوصفه أحد المشاريع التنموية لمنطقة مكة المكرمة، مبيناً أنه تم في هذا العام إضافة جائزتين جديدتين لجوائز عكاظ هما جائزة الخط العربي وجائزة شاعر شباب عكاظ لتنضم الجائزتان إلى أخواتهما جائزة الفلكلور الشعبي وجائزة الفن التشكيلي والجائزة الكبرى جائزة شاعر عكاظ. وأفاد أنه في هذا العام أيضاً خطت جادة عكاظ بمساحة وصلت إلى ألف متر طولي وعلى جانبيها تقع المعارض والمتاجر وبينهما يسير الجمالة والفرسان في مجتمع ينبض بالحياة ويستلهم روح الماضي وأصواته منوهاً بالدور البارز لوزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والآثار وتعاضدها لرفع شأن عكاظ في لجنة إشرافية عليا. وكشف الدكتور المنصوري أنه سينطلق غداً المشروع الكبير لعكاظ وهو (مدينة المستقبل) لتصبح معلماً حضارياً ثقافياً يضاف إلى إنجازات هذه الدولة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز -حفظه الله- معبراً عن شكره للمشاركين في الأمسيات والندوات ولكل من قدم لعكاظ فكرةً أو عملاً.
إثر ذلك شاهد سمو أمير منطقة مكة المكرمة والحضور عرضاً لمسرحية امرئ القيس التي كتبها محمد العثيم وأخرجها الدكتور حسين المسلم ودارت عبر ثلاث جدائل درامية محورية في عمل استعراضي اشترك فيه قرابة ثلاثين ممثلاً، واستخدمت في العرض كافة المكملات الفنية.
وجاءت المسرحية في ثلاثة محاور، الأول حول ملك دولة كندة (حجر بن الحارث والد امرئ القيس)، فيما خصص المحور الثاني لكاهن كندة، واختتم المحور الثالث بمربي امرئ القيس، وتخلل العرض المسرحي أحداثاً جانبية وأشعار تحتفي بشاعر العرب امرئ القيس.
بعد ذلك أدى الفنان محمد عبده (أنشودة عكاظ) التي كتب كلماتها بالعربية الفصحى اللواء متقاعد عبد القادر بن عبد الحي كمال وبمصاحبة فرقة المجرور بالطائف، تلاها عرض مرئي عن سيرة شاعر عكاظ لهذا العام التعليمية والأدبية التي فاز بها الشاعر السوري عبدالله عيسى السلامة، وقيمتها 300 ألف ريال، ثم ألقى الشاعر نفسه (قصيدة عكاظ). عقب ذلك سلم سمو الأمير خالد الفيصل جوائز مسابقة عكاظ لهذا العام للفائزين بها وهي جائزة شاعر عكاظ للفائز بها الشاعر السوري عبدالله عيسى السلامة، وجائزة شاعر شباب عكاظ المخصصة للشباب السعودي وفاز بها الشاعر أحمد يحيى محمد قيسي وقيمتها 100 ألف ريال، وجائزة لوحة وقصيدة وفاز بها مناصفة الفنان عبدالله خضر والفنان طه صبان (سعوديا الجنسية) - وقيمتها 100 ألف ريال، وجائزة الخط العربي وفاز بها الخطاط عكلة حبيش الحمد - سوري الجنسية - وقيمتها 100 ألف ريال. إثر ذلك سلم سمو أمير منطقة مكة المكرمة هدايا تقديرية للمساهمين والمشاركين في الفعاليات حيث سلم سموه هدية لوزارة التربية والتعليم وتسلمها وزيرها صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وهدية للهيئة العامة للسياحة والآثار وتسلمها رئيسها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وهدية لوزارة الثقافة والإعلام وتسلمها معالي وزيرها الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ولمحافظة الطائف وتسلمها معالي محافظها فهد بن عبدالعزيز بن معمر، ولجامعة الطائف وتسلمها مديرها الدكتور عبدالإله باناجه، وللجنة العامة للتنشيط السياحي وتسلمها مديرها التنفيذي بالطائف الدكتور محمد قاري السيد. بعد ذلك كرم سموه رعاة (سوق عكاظ الثقافي) والمشاركين فيه. حضر الحفل معالي أمين عام مجلس الوزراء الأستاذ عبدالرحمن السدحان وعدد من المسؤولين ورجال الفكر والثقافة والأدب من داخل المملكة والوطن العربي.