الجزيرة - وهيب الوهيبي :
ترك رحيل الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو اللجنة الدائمة للافتاء سابقاً - رحمه الله - حزناً عميقاً في نفوس العلماء والدعاة وطلبة العلم. وأكدوا في تصريحات ل(الجزيرة) يوم أمس أن الأمة فجعت بوفاة عالم من علمائها الأفذاذ الذين نذروا أنفسهم في خدمة الدعوة إلى الله..
ويؤكد الدكتور سعد بن ناصر الشثري- عضو هيئة كبار العلماء- أن للشيخ ابن جبرين فضلا وأثرا على الأمة؛ فقد بذل من نفسه ووقته للدعوة إلى الله على مدى سنين عديدة.. ومن فضل الله عز وجل أنه قدم عملاً صالحاً يرجى له الخير والأجر في ذلك.
وقال: عرفت عن الفقيد دأبه في تحصيل العلم ونشره بين الناس، وزاملته في التوجيه والارشاد في موسم الحج؛ حيث كان ذا عطاء واسع في الافتاء وتوجيه الناس وارشادهم إلى جانب ما يتصف به من حسن الخلق والتواضع مع الصغير والكبير.
واشار الدكتور الشثري إلى همة الفقيد في تحصيل العلم، وأوضح في هذا الصدد أنه قرأ على جده الشيخ عبدالعزيز - رحمه الله - علوم التفسير والحديث.
وأبرز معاليه جهوده الدعوية وأشار إلى أن من ذلك المشاركة في الدورات العلمية الصيفية التي تركت أثراً على طلاب العلم في عدد من مناطق المملكة. إلى جانب زيارته إلى الطائف وإقامة دورة علمية فيها كل عام. واعتبر الدكتور هشام آل الشيخ الأمين العام للجمعية الفقهية السعودية أن الأمة فجعت برحيل عالم بذل نفسه ووقته لخدمة العلم وطلابه والدعوة إلى الله لافتاً إلى أن فضيلته من العلماء المتميزين الذين إذا ذكر اسمه تبادرت إلى الأذهان مواقف بارزة حرياً بالدعاة الوقوف عندها، ومن ذلك حرصه منذ صغره على طلب العلم وعلى يد مشايخ أفذاذ، ومن ثم نشر ذلك العلم والتدريس منذ سن مبكرة حيث أثرى فضيلته الأمة بعلومه ودروسه، كان من آثار ذلك تخريج علماء ودعاة ومشايخ يسيرون على منهجه إلى جانب ما تحلى به فضيلته من الورع والزهد وترجم ذلك سلوكاً في حياته؛ حيث لم تشغله الدنيا عن العلم وإن كان يميل إلى البساطة في حياته سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته.
وقال الدكتور سعد بن تركي الخثلان الأستاذ في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن رحيل الشيخ ابن جبرين ثلمة عظيمة؛ فقد كان عالماً وفقيهاً كبيرا عرفته عن قرب حينما أدينا فريضة الحج سوياً لمدة أربعة أعوام متتالية مع جهاز الإرشاد والتوجيه بالحرس الوطني؛ حيث كان فضيلته رحمه الله يتمتع بالبساطة مع الآخرين والتواضع معهم وسعة الافق إلى جانب ما يملكه من العلم الغزير في علوم الشريعة؛ فقد كان موسوعة علمية متنقلة بين المساجد والجوامع في مختلف مناطق المملكة.
ومما اتصف به فضيلته أن لا يرد أحد يطلب محاضرة ارشادية أو درساً علمياً إذا كانت تناسب ظروفه العملية.
ويشير الدكتور يوسف بن محمد المهوس عضو هيئة التحقيق والإدعاء العام وإمام جامع عثمان بن عفان بالرياض أن الفقيد؛ قد شرع ابواب منزله بحي شبرا بالرياض لاستقبال المستفتين والسائلين والراغبين في طلب العلم والاستماع إلى دروسه العلمية، كما حظي الجامع بمشاركته في مناشطه العلمية والدعوية على مدى قرابة ثلاث سنوات رغم كبر سنه وكثرة ارتباطاته العلمية والدعوية. وأشار المهوس أن فضيلته قدوة لكل عالم وداعية.
وكان الآلاف قد شيعوا جنازة الشيخ ابن جبرين ظهر أمس الأول في مشهد مهيب امتلأت بهم اروقة جامع الإمام تركي بن عبدالله ومقبرة العود حيث دفن جثمانه فيها -رحمه الله -.