إن كان حجر العثرة في إقرار الرياضة البدنية في مدارس البنات (بل أقول تطبيقه) لأنّ القرار قد صدر .... أظنه أوقف أو يُسعى لإيقافه ... وهو ضرورة ملحّة تفرضها ظروف المكان والزمان.
أقول ظروف الزمان، لأنّ زماننا الذي سبق غير زمانهن بأشياء كثيرة، فغذاؤنا كان صحياً ... وغذاؤهن تسميم وتسمين .. وجهود الأهل والمربين تذهب هباءً في صرف أذواقهن وأنظارهن عنه، فالمغريات لا تقاوَم وتحيط بهم من كل جانب وهي فوق الحيلة.
والمكان (نعم المكان) كانت مساحة المكان لنا واسعة في زماننا نجري ونلعب بين بيوت الأهل والجيران وبين الأزقة لا يعترضنا سوء ولا يتعرّض لنا معتدٍ ... أما اليوم فتخاف على الولد أكثر من البنت حين خروجه حتى لو ذهب للمسجد مصلياً ... لست من دعاة التحرُّر ولا من المتشائمين، ولكن هذا واقع الحال ويخطئ من يغالط الواقع، فأين تذهب الفتاة من هذا كله .. فقد يقول مقترح إلى النوادي .. فأقول: (من يقدر على النوادي بأسعارها اللاهبة ومن يضمن النوادي ومن يشرف عليها) .. أليس الأولى أن يكون ذلك كله داخل مؤسسة تربوية (كالمدرسة) تحت إشراف نساء فاضلات من وزارتنا المأمول بها كل خير ... فنحن ندرك جميعاً أنّ العقل السليم في الجسم السليم وما كتبت هذه السطور إلاّ بعد أن أدمي قلبي من رؤيتي الأجسام اليافعة المترهلة، ومما تتعرّض له بناتنا وأمهات المستقبل من أمراض جسمية ونفسية من هذا الوضع..
نعم أقول ذلك لأنني كمربية لمست تأثير ذلك الجسد المكتنز شحماً ولحماً على نفسيه صاحبته، وهي ترى بعضاً من زميلاتها (وهن قلّة هذه الأيام) يتراكضن ويقفزن كالغزلان في البرية وهي لا تمشي بعض خطواتها حتى يتصبب منها العرق وتتسارع الأنفاس ... بربكم ألا يؤثر ذلك على نفسيتها. أتمنى من المجتمع ككل.. الأسرة، والمربين من القائمين القادرين العارفين بما في المدارس والإعلام أن يضعوا جهودهم في سلة واحدة لدراسة وتطبيق هذا الأمر بجدية والحوار حوله لإيجاد الحلول المناسبة له، فهذه المشكلة أولى من نقاشات (عبايات الكتف، وتشقير الحواجب) لماذا لا نتدارس رياضات تناسب البنات لا تعري فيها ولا (شخلعة) كما يقول الإخوة المصريون.
* فرياضة الكاراتيه مثلاً لباسها محتشم حتى أكمام السترة تكون طويلة وكذلك البنطال... وهي تدرب الفتاة على الدفاع عن النفس وهذه حاجة ملحّة للبنت والولد خاصة في هذا الزمان الذي كثر فيه التعدِّي.
* كرة السلة التي تساعد على شد القوام والنظر إلى الأعلى لعل نظر بناتنا وعقولهن ترفع إلى الأعلى، بدل حني الرقاب على الجوالات وأجهزة الكمبيوتر، التي شرُّها أكثر من خيرها، وطالحها أكثر من صالحها مع الأسف.
* لعبة البويلنغ التي تعوّد على التهديف ودقة التركيز. فلا يجب أن يكون هدفنا فقط حمل الأثقال من الكتب التي تنوء بها الكتوف الصغيرة والشابة، أو تراكم المناهج التي تُحشى بها الرؤوس، وقد شهدت على خمس حالات تقوّس بالظهر بين بنات زميلاتي. وما العنف والحقد على كل ما يمت للمدرسة بشيء، بدءاً من الكتاب إلى بيئة المدرسة العنيفة إلى طاقم التعليم ... وما نراه ونسمعه ونقرأه من قصص تثبت ذلك وتدمي القلب إلاّ نتيجة سلبية لذلك كله ..... فلنبدأ ولنجرّب ولنحكم على الإيجابيات قبل السلبيات، فمشكلتنا أننا نحكم قبل التجريب دائماً.
* متقاعدة من وزارة التربية والتعليم