الطائف - متابعة وتصوير - فهد سالم الثبيتي:
مسلسل مهول ومفجع ومع ذلك فهو مستمر، وليس هناك من يتصدى لحلقاته المتتالية، فهو يسيء وبقوة لهذا المجتمع المحافظ والقوي بإيمانه والرافض لما يدخله من مساوئ.. إنه المسلسل المزعج المتمثل في متسولات شارع الستين بالطائف.. فشتان بين الخطأ والخطيئة.. مجتمعٌ كان البارحة يرفض المفردات الخارجة.. فالحياء (شعبةٌ من شعب الإيمان) فقد تكون الحاجة أو الفاقة هي سبب الوقوف على ناصية شارع (الستين) بالطائف. إننا نقف عاجزين عن أن نجد المبرر في وطن الخير بكل ما في هذا الشارع من الجمعيات الخيرية قد تكون هي البداية لحسنة المحسنين.. فاليد العليا خيرٌ من اليد السفلى.. ومن تشكو الكفاف فها هي الجمعيات الخيرية وولي الأمر لم يبخل والجمعيات الخيرية لأهل الخير لن تنضب ينابيعها.. يجب أن يكون هناك من يحاسب.. وآن الأوان أن يتم وضع آليات لمنع هذه الظاهرة فهؤلاء النسوة اللائي يدعين الحاجة ما زلن يتجمعن ويفترشن أرصفة الشارع، فهن ومنذ أن تشرق الشمس يبدأن في ذلك، فهن يثرن التجمعات ويكثفن من تزاحم السيارات في ذلك الشارع ويعرقلن الحركة.
عدد من الأهالي وسالكو الطريق تضجروا من هؤلاء النسوة والفتيات لوجودهن على الأرصفة وطول بقائهن، ومنهم من يقف متأملا الفتيات بحقائبهن الملونة التي تبرق بلمعانها، وكأنهن وقفن للاستعراض الممزوج بالتسول، لكن يبقى التسول هو العنوان الذي قد يشفع لهن بالبقاء مع أخريات من المستحقات للعطف والصدقة.. وهذا الخلط بين الحاجة الفعلية وتلك المزيفة يتسبب في تجمع الشباب حولهن. وعلامات استفهام حول هذا التجاهل لهذه الظاهرة، فهذا الشارع بكل جمعياته الخيرية ليس في منطقة نائية من المدينة.. أليست هنالك عيون ترى وعقول راشدة مميزة تفرق.. يدفعنا الأمل ويحدونا الرجاء أن تكون هنالك وقفات لتصحيح أوضاع نخاف أن تكون نهايتها كارثة لهذه المدينة الساكنة وأهلها البسطاء، ونحن نفترض حسن النية ونضع الأمور في نصابها الصحيح بعيداً عن التجني وحسن النوايا في نواعم يمارسن التسول. فهل نجد تحركاً ينهي هذه المشكلة التي باتت تزعجنا.. ثمة مطالب تنتظر القبول والتحرك والتنفيذ.