(الجزيرة) - وهيب الوهيبي - تصوير وهيب الوهيبي
توفي ظهر يوم أمس الاثنين في العاصمة الرياض فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين عضو اللجنة الدائمة للإفتاء سابقاً عن عمر يناهز 78 عاماً بعد مرض عانى منه طويلاً اضطر بسببه إلى السفر إلى ألمانيا للعلاج على نفقة خادم الحرمين الشريفين قبل نحو شهرين وكان الشيخ ابن جبرين المولود في سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ابتدأ بالتعلم في عام 1359هـ حيث أتقن حفظ القرآن وعمره اثنا عشر عاماً وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم والنحو والحديث على أبيه وبعد أن أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه الشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في كتب الحديث بعدها انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالباً في معهد إمام الدعوة العلمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وثم انتظم في القسم العالي في المعهد ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جداً وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على كبار العلماء وكانت بداية أعماله الدعوية انطلقت بعد أن بعث مع هيئة الدعاة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380هـ بأمر الملك سعود وإشارة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ورئاسة الشيخ عبد العزيز الشثري -رحمهم الله تعالى- مع بعض المشائخ ولمدة أربعة أشهر ابتداء من حدود الكويت على امتداد حدود العراق وحدود الأردن وحدود المملكة شمالاً وغرباً وفي كثير من مناطق المملكة وقاموا بالدعوة والتعليم.
ثم تعين مدرساً في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحو والتاريخ وكتب مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظاً عند الطلاب أوفي المعاهد العلمية ثم في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى فيها التدريس وفي عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضو إفتاء وقد انتهت مدة خدمته في دار الإفتاء.
أما الأعمال الأخرى فقد تعين إماماً في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397هـ وبعد عامين عين خطيباً احتياطياً يتولى الخطبة عند الحاجة ومازال كذلك إلى الآن حيث يقوم بخطبة الجمعة وصلاتها في الكثير من الجوامع عند تخلف الخطيب أو قبل تعيينه وقد يستمر في أحد الجوامع أشهراً أوسنوات ويتولى صلاة العيد في بعض المناسبات.
ويقوم أيضاً متبرعاً بالتدريس في المساجد ابتداء بدرس الفرائض في عام 1387هـ لعدد قليل ثم بتدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389هـ.. وفي عام 1398هـ رغب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز أن يقوم في غيبته بالصلاة في الجامع الكبير كإمام للصلوات الخمس فقام بذلك وكان يتولى الصلاة بهم إماماً كل وقت ماعدا خطبة الجمعة وصلاتها ومن ثم نقلت الدروس إلى مسجد الجامع الكبير والذي عرف بعد ذلك بجامع الإمام تركي بن عبدالله -رحمه الله- وفي حالة حضور سماحة الشيخ يقوم بصلاة العشائين هناك وإلقاء الدروس بينهما وبقية الأوقات ويلقي الدروس في مسجد الحمادي بعد العصر والمغرب وبعد الفجر غالباً.
وفي هذا الصدد اعتبر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن ممدوح بن عبدالعزيز وفاة الشيخ ابن جبرين خسارة كبرى للعالم الإسلامي إذ كان -رحمه الله- رجلاً بأمة آمر بالمعروف ناهياً عن المنكر وعلى علاقة طيبة مع ولاة الأمور تقوم على النصح والتوجيه والسمع والطاعة واجتماع الكلمة كما كان عليه نهج السلف الصالح، ووصف الدكتور صالح بن سليمان الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي رحيل الشيخ ابن جبرين بالمصاب الجلل حيث عرف فضيلته محاضراً وداعية وباذلاً نفسه ووقته لطلاب العلم وطالبي الشفاعة وخدمة السائلين والمستفتين في كل جامع ومسجد في مناطق المملكة لافتاً إلى أن فضيلته كان رئيساً للهيئة الشرعية للندوة العالمية منذ تأسيسها قبل نحو ست سنوات وكان حريصاً على حضور الاجتماعات ومتابعة الفتاوى رغم كثرة مشاغله إلى جانب أنه كان على وفاق دائم مع الدعاة يشار إلى أن الصلاة على الشيخ ابن جبرين ستقام عقب صلاة الظهر في جامع الأمام تركي بن عبدالله بوسط مدينة الرياض..