Al Jazirah NewsPaper Tuesday  14/07/2009 G Issue 13438
الثلاثاء 21 رجب 1430   العدد  13438
ثقافة وصناعة النجاح 1-2
خالد محمد الخضر

 

معظم الناجحين ولدت نجاحاتهم من رحم المعاناة، ابن تيمية وصلاح الدين، إنشتاين، بتهوفن، أديسون وإبراهام لنكولن.. كل أولئك وغيرهم انطلقت نجاحاتهم داخل مضمار الألم والمعاناة، بتهوفن ألَّف أروع المقطوعات الموسيقية وهو أصم, وابن تيمية ألَّف أعظم الكتب التي أصبحت منهجاً ودستوراً وفكراً يستفيد منه طالب العلم والعالم، بل إنه غيَّر كثيراً من المناهج والرؤى التي ستظل البشرية تدين لهذا العالم الجليل وعليه من الله رحمة وغفران, وإبراهام لنكولن وهو أحد رؤساء أمريكا الذين سقطوا المرة تلو الأخرى.. وما فتئ ينهض من كل سقطة ويغيّرها تجربة يستفيد منها في معادلة الوصول للنجاح وتحقيق الغاية حتى تحقق له ذلك وأصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية, وأسبتاين وأوفينون الذي قام بأكثر من 999 تجربة حتى قال إنه تعلم 999 تجربة للوصول للنجاح وتحقق له ذلك حتى أضاء الكرة الأرضية بجدّه واجتهاده والإصرار على الوصول للهدف, وغيرهم كثير مثل جيتس.. هذا الرجل الذي يُعتبر أثرى أثرياء العالم لم يكمل دراسته الجامعية بل انطلق من المساحة التي يعتبرها الكثير وتُقيّم في مفهومها السائد أنها مساحة رمادية وهي عدم إكمال دراسته الجامعية.. لكن وصل لمبتغاه وما رسم له من هدف وغاية, حتى إنه أكبر عشرة رجال أعمال في العالم وثلاثة منهم هم من موظفي مايكروسوفت السابقين هذا هو النجاح, النجاح ليست كلمة يرددها المتكاسلون والمتشدقون.. بل هي العمل والإصرار والتخطيط والإيمان بالمعتقد والفكرة والجد والمثابرة والصدق وحسن التعامل.. كل ذلك بدوره يوصل إلى النجاح, ليس هناك إنسان ناجح في هذا الكون وهو مسترخٍ على سريره أو قاعد في بيته, النجاح عمل وجد واجتهاد وبناء وتخطيط وتضحية ومفردات كثيرة, أعجبتني قصة حول متعة النجاح.. قيل إن شخصاً ذهب إلى عالِم في صناعة النجاح وأستاذ لهذا العلم, ثم قال له هذا الشخص طالباً المشورة: أريد أن أنجح وأشق طريقي إلى النجاح فقال له هذا الرجل الياباني: هلم إليَّ ثم ذهب به إلى بركة ماء وأخذ برأسه وأدخله الماء حتى كاد أن يموت هذا الرجل, ثم أخرجه.. قال له: لقد كدت أن تقتلني أريد أن أتنفس ولم أستطع أريد الأكسجين.. فرد عليه قائلاً له: هكذا النجاح إذا صارت حاجتك للنجاح كحاجتك في هذا الموقف للأكسجين فإنك قطعاً ستبلغ النجاح وتلامس الهدف والغاية, وللنجاح مفاتيح وطرائق أهمها تحديد الهدف المراد الوصول إليه.. وأن يكون هذا الهدف واقعياً وقابلاً للقياس ومحدداً بوقت وزمن لتحقيقه, وعمل خطة واضحة للوصول لذلك الهدف.. ولا مانع من أن يكون هناك بدائل لبعض الإستراتيجيات الموصلة لذلك الهدف أي قبول تغيير وتبديل بعض الخطط الفرعية الموصلة للغاية والهدف, وأن يكون هناك مراجعة دورية لتلك الخطة والتحقق من أننا نعمل بالاتجاه الصحيح وبالزمن المحدود والمقرر, وأن لا تيأس إذا كانت نسبة الإنجاز متدنية أو ليست بالمستوى المطلوب.. وأن لا تقوم على أسلوب التعميم الإحباطي عندما تحقق بعضاً من الكل, فالنجاح يحتاج إلى المثابرة والإصرار, الاستمرار والصبر والمثابرة لتحقيق الوصول للغاية المنشودة, من أهم مقومات صناعة النجاح أن لا نتنقل ونطبق مفهوم سياسة المشاريع الناقصة لتحقيق الأهداف, فكل يوم لنا هدف, بل يجب علينا السير نحو الهدف المرسوم وأن نركز عليه ونصب طاقاتنا واجتهادنا لتحقيقه، ولا مانع أن يكون هناك أهداف فرعية موازية ومكملة لهذا الهدف الأساس, كأن يكون هناك شخص يدرس لشهادة الدكتوراه خارج السعودية يقوم بتدريس زوجته للغة ذلك البلد, أو يحصل على دورات في مجالات أخرى تختلف مع تخصصه وتوجهه, أو يمارس بعض أنواع الاستثمار التجاري لكسب الخبرة والمال معاً وهو قائم على تحقيق هدفه, الاتكال على الله أولاً وأخيراً وحسن النية وأن تكون الأهداف نبيلة ومتسقة مع رضاء الله في الدنيا والدين, كل ما ذُكر مفاتيح للنجاح وهي جزء من كل، وهناك بعض المبادئ التي ينادي بها علماء صناعة النجاح.. ومن ذلك يقول علماء صناعة النجاح, الخوف من أي محاولة جديدة هو طريق حتمي للفشل, وقالوا: محاولة النهوض من السقوط أفضل من أن تداس بالأقدام, الناس الذين لا يفشلون أبداً هم الذين لا يحققون النجاح مطلقاً, وقالوا: ابتعد عن الناس الذين يرددون كلمة مستحيل, رؤيتك السلبية عن نفسك هي سبب فشلك في الحياة, ما تخافه قد يحدث لك إذا ما استمررت في ذلك, الثقة بالنفس طريق النجاح.. والنجاح يدعم الثقة بالنفس, ليس السؤال هو كيف يراك الناس.. بل السؤال هو كيف ترى نفسك؟.. تعرَّف على نقاط ضعفك وتجنبها.. وتعرَّف على نقاط قوتك ونمها.. هذه بعض الوصفات التي يجب أن يرددها الناجحون لتكمن في الفعل الباطن، ومن ثم تحوّل إلى سلوك إيجابي يمارسه العقل الواعي.



Kmkfax2197005@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد