كتب - سليم الحريص
في موسم الزيتون... للفرح حضور في بيادر الاخضرار..... ينثر رائحته فيعانق الأنوف مثلما تكون للثرى رائحة متطايرة حين تلثمه زخة مطر موسمية.
** أشجار الزيتون في بيادر الخصب (القريات) راقصت ملاطفة الصبح لها في يوم (تشريني) لتوقظ ذاكرة الحصاد ليكون جنيه من أغصان الخضرة والنماء باحتفالية لها مذاقها.
** تشرين يعيد للزيتونة زهوها بحملها الأسود الناضج, ولمواسم الزيتون في القريات أهزوجة تتمايل لها شجرة (الخير) طربة منتشية. تتباهى بعطائها السخي الكريم.
** تشرين.. عرس زرَّاع الشجرة المباركة على امتداد سرير (وادي السرحان) (سلة الخير) المكلّل بأغصان الزيتون الخضراء.. رمز السلام وعنوان الرخاء.
** تراهم يتقافزون فوق كوم من التعب. يتواثبون فوق مسافات من الركض والكد.
** خطوة بين شجرة وأختها. وأشعة الشمس تعانق الجباه عند إشراقتها على كل الحقول. أيد تلامس الثمر بعطف.. وثمر يتساقط على بساط فرح بمن قدم ضيفاً عليه. رائحة الزيتون تفوق كل الروائح العطرية. كل السواعد منهمكة في جني ما جادت به (المباركة) وأعطته.
** ومن بين تروس الآلة (صَفار) بلون الذهب. بلمعة تسرق العين يأتي (الزيت) صافياً بنكهة تغريك لكي تتذوقها بقطعة خبز (الصاج) وكأس من الشاي المطعَّم بالشيح وصحن من زيت الزيتون وشقيقه (الزعتر) وآخر زيتون مخلّل.
** أشجارنا تعلو.. وخيرها يزيد وفرحنا كل موسم يأتي في موعده.
(تشرين) مفتاح باب الذكريات, لمعصرة الزيتون وقتها وصوتها, ولأكياس الزيتون رائحتها وللأيدي المتعبة وقت لراحتها.. لتستريح والزيتون يعيد لتشرين ذاكرة الفرح......فرح يتجدد كل موسم.
** الزيتون.. الحلم الأخضر الذي يلف خاصرة الوادي فتزهو به قراه وتفخر به أرضه ويتباهى به المعول والفأس.. نعم.... إنها أرض الزيتون... (قريات الملح) والملح الذي غاب في حضرة الزيتون.