Al Jazirah NewsPaper Monday  13/07/2009 G Issue 13437
الأثنين 20 رجب 1430   العدد  13437
نهارات أخرى
ضحايا (الإسلامفوبيا)
فاطمة العتيبي

 

ظاهرة الخوف من الإسلام، ظاهرة جديدة في أوروبا وتنشط بسرعة هائلة يقف خلفها ولا شك عنصريون متطرفون لا يؤمنون مطلقاً بحوار الأديان ولا تلاقي الثقافات ولا يصدقون بوجود مشتركات بين البشر.

فمنع النقاب في فرنسا، ورفض دخول تركيا للاتحاد الأوروبي لأنها مسلمة، ووجود أندية مقصورة على المسيحيين ويمنع من دخولها المسلمين، كلها مؤشرات على تنامي تطرف وكراهية ضد الإسلام ومحاولة دنيئة لعزل المسلمين والتضييق عليهم بدواع سياسية!

** هذه المشاعر لم تعد كتابات في الصحف أو نقاشات في البرلمانات تظهر فيها الحدة والإقصاء، بل تجاوز الأمر إلى ترجمة هذه المشاعر إلى أفعال إرهابية ذهبت ضحيتها في ألمانيا الشابة المصرية مروة الشربيني التي دفعت ثمن تمسكها بحجابها باهظاً إذ اغتالها رصاص غادر من متطرف ألماني من أصل روسي في قاعة محكمة دريسدن الألمانية.

وهذا الشاب محمد بن مونا يموت في سجنه بعد احتجازه وما زالت أسباب موته في السجن مجهولة، لكن غير المجهور هو إقدام مجموعة صهيونية متطرفة على تخريب مكتبة في باريس معروفة بدعم القضية الفلسطينية.

هذا الفتيل المشتعل الذي يحرص ولا شك على تنامي ظاهرة الخوف من الإسلام (الإسلامفوبيا) لا يخمد إدارة إلا تلك الدعوة الرائدة التي بدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رجل السلام الذي أطلق الدعوة إلى (حوار الأديان) للوقوف على المشتركات وجعلها قاعدة ومساحة شاسعة للتلاقي والتعايش وقبول الآخر!

** الكراهية فتيل يبدأ اشتعاله بالكلمات والتصنيف والإقصاء والتمييز العنصري وينتهي بالتطرف والتأليب ثم يترجم إلى مهرجانات دماء وقتل ونحتاج داخل مجتمعنا إلى أن نبدأ بأنفسنا ونسعى بشكل مدروس لإقصاء كل لغة متطرفة ووئدها في مهدها وتجفيف منابع التصنيف والتمييز المناطقي والقبائلي والجنسوي المتعلق بالمرأة، فحري بمجتمع نادي قائده بالحوار ودعا لنشر ثقافته على كافة الأصعدة أن يكون أول مستجيب له وأول محقق لطموحاته في مجتمع متعايش ينبذ التطرف والكراهية والإقصاء بين أفراده بعضهم مع بعض وكذلك بينهم وبين المجتمعات الأخرى.

** الشيء الذي لا بد أن نؤمن به أن أمام البشرية طريقا طويلا من الجهد والعمل والدأب كي تصل إلى التصالح والتعايش، المهم ألا نقابل العنف بالعنف فنكون في ذات الخندق الإرهابي المظلم.



fatemh2007@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد