المدينة المنورة - واس:
استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في قصر طيبة بالمدينة المنورة مساء أمس أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموعاً من المواطنين الذين قدموا للسلام عليه - رعاه الله - وتهنئته بسلامة الوصول إلى المدينة المنورة. وفي بداية الاستقبال أنصت الجميع إلى تلاوة آيات من القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها.
عقب ذلك ألقى إمام وخطيب مسجد قباء ومدير عام مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة الشيخ صالح المغامسي كلمة الأهالي أعاد فيها الأذهان إلى ما قبل أكثر من ألف وأربعمائة وتسعة عشر عاما عندما بايع المسلمون أبا بكر - رضي الله عنه - خليفة للمسلمين، ومن بعده عمر بن الخطاب، وقال: (وفي السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة لعام ستة وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة (أيها الملك الصالح) بايعكم الخاصة والعامة ملكا على البلاد وخادما للحرمين وإماما للمسلمين، فأبيتم إلا أن تختاروا في منهج حكمكم الطريق الأصعب لكنه الأقرب إلى سلم المجد وهامة الشرف اقتداء بسنة الراشدين أبي بكر وعمر فكان في سياستكم أن نالت البلاد من العلو والمكانة والازدهار ما قد لا يتأتى لغيرها من الدول في عشرات السنين. وعدد بعض أعمال خادم الحرمين الجليلة التي منها أمره الملكي الكريم بإنشاء هيئة البيعة التي تأتي انتصارا للشورى في الأمر وسبب عظيم - بعد عون الله - في جمع الكلمة وتأصيل لشؤون الحكم، لتواصل المسيرة المباركة سيرها - بإذن الله -، وفي الدعوة إلى حوار أتباع الأديان انتصار عظيم لشموخ الإسلام.
وامتدح الأمر الملكي بتوسعة المسعى الذي جاء انتصارا للرأي الفقهي المراعي لمصالح المسلمين القائم على معرفة مقاصد الشرع دون أن يكون في ذلك مصادمة للنصوص الشرعية أو الحياد عنها، والأمر الملكي الكريم بتحديث آلية القضاة وإنشاء محاكم الاستئناف جاء انتصارا لحقوق الناس وعدم تأخير مطالبهم وتأجيل قضاء حوائجهم مع البقاء على الأصل العظيم وهو تحكيم شرع الله في كل صغيرة وكبيرة، منوها بما جاء في دعوة خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت إلى المصالحة العربية الجامعة بعد أن بلغ السيل الزبى وضاقت النظرة وأعجب كل ذي رأي برأيه فكان في دعوته - أيده الله - انتصارا للحكمة والعقل الرشيد في الأمة.
وعن إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية عد إنشاء الجامعة انتصارا للعلم التقني وحاجات العرب والمسلمين إليها، مؤكدا أن مثل هذه الجامعة كانت حلما عربيا وإسلاميا قصرت عنه همم القادة شرقا وغربا مع اعتراف الجميع بالحاجة الملحة لها، فكان لخادم الحرمين سبق قيامها وفضل إنشائها - بعد فضل الله وقال (وقديما قيل إن العظائم كفؤها العظماء).
وأبرز سياسة الملك المفدى في التوسع في السياسة العامة ومنها الأمر الملكي بالتوسعة في استقطاب مرضى الأبدان وفتح المستشفيات لهم حتى أضحت البلاد مملكة للإنسانية، ويقابله التوسعة في رعاية العقول والافهام فكانت الدعوة إلى الحوار داخليا وخارجيا والعناية بابتعاث الطلاب لينهلوا من معين العلم ورحيق المعرفة، حيث كان برنامج الملك عبد الله للابتعاث الخارجي ومشروع الملك عبد الله لتطوير التعليم العام وإلى جانب استقباله - حفظه الله - كل أسبوع علماء الأمة وتوسع دائرة هيئة كبار العلماء إيمانا منه - رعاه الله - بأن العلماء هم ورثة الأنبياء وهم أجل الأمة مقاما وارفعها منزلة، وعلى الجانب الآخر يستقبل - حفظه الله - بين الحين والآخر فئات الشباب العاملين إضافة إلى تخصيص جائزة تفوق للرياضيين وقال: (أنت ولي أمر للجميع لست لطائفة دون طائفة). وقال: خادم الحرمين الشريفين، إن الله يقدم من يشاء ويخص بعض خلقه بمزيد من رحمته وكرمه ولما أفاء الله عليك بهذه الخصال واتاك هذه السجايا كان بديهيا أن يحبك شعبك وتفخر بك أمتك وأن يكون لبلادنا بقيادتك الريادة في الناس والصدارة في أمة الإسلام يفصح عن هذا المنصفون الصادقون ويكتمه الحاقدون الحاسدون، لكم الحقائق أكبر من أن تحجب حتى قال أحد اكبر قادة العالم السياسيين اليوم: لقد جئت للرياض لأسمع واستفيد من حكمة خادم الحرمين الشريفين).ثم استئذان فضيلته، خادم الحرمين الشريفين بتجديد تهنئة أهل المدينة أميرا ومواطنين لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز بتعيينه نائبا ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، واصفا الأمر الملكي الكريم لتستوي سفينة الحكم على الجودي إذ قرت بهذا الأمر الملكي الأعين واطمأنت الأنفس وقال: (سمو الأمير نايف أمير تنحني الصعاب أمام قامته وتشرئب أعناق الرجال إلى أخلاقه ومروءته فهو درع الوطن ورجل الدولة وناصر الحسبة وناشر الحديث والسنة) وسأل الله أن يمن على ولي عهد المسلمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز بالشفاء التام وان يعيده سالما معافى، حيث اشتاقت رياض الحكم إلى مشاركته وحنكته كما اشتاق مسجد رسول الله إلى صلواته فيه وتعبده.
إثر ذلك ألقيت كلمة أهالي العيص ألقاها نيابة عنهم الشيخ محمد بن حمدان الجهني رفع فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على ما وجده أهالي العيص من رعاية كريمة وقال (خادم الحرمين الشريفين نقف اليوم أمامكم محملين بعبارة الشكر والتقدير والامتنان على ما حظي به المواطنون من أهالي العيص من رعاية كريمة من لدن مقامكم الكريم وحكومتنا الرشيدة أيدها الله خلال وجودهم بمحافظة ينبع والمدينة المنورة إثر تعرض المنطقة لهزات أرضية متوالية، ونجدد الولاء والطاعة لكم). وأكد الجهني أن أهالي العيص وتوابعها صغيرهم وكبيرهم تلهج ألسنتهم بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني لما وجدوه من حفاوة وتكريم خفف مصابهم.
وتوجه بالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة الذي آثر الوقوف بنفسه بناء على توجيهات الملك المفدى على أحداث المنطقة وزيارته للعيص لعدة مرات والالتقاء بالمشائخ والأهالي والوقوف على احتياجاتها. بعد ذلك ألقى الشاعر بشير بن سالم الصاعدي الحربي قصيدة بين يدي خادم الحرمين الشريفين بعنوان (قصيدة الشعب). وقد تناول الجميع طعام العشاء على مائدة خادم الحرمين الشريفين.