تواصل عمليات البناء والتطوير لا يتم إلا من خلال عقول نيّرة وشخصيات قادرة تتمتع بالخبرة والعِلم، وقبل ذلك الإخلاص والتفاني في أداء المهام والواجبات التي تُوكل لها من القيادة ومن أُولي الأمر الذين وجدوا فيهم الاستعداد التام لتأدية ما يُطلب منهم.
وعمليات البناء والتنمية لا يمكن أن تُنجز وتحقق أهدافها ما لم يتصد لها رجال أكفاء من أبناء الوطن.. فمهما توفرت الأموال والظروف لا تتحقق الأهداف ما لم يقم بهذه المهمة رجال مؤهلون، مخلصون، أكفاء أضافوا إلى عِلمهم الخبرة التراكمية التي اكتسبوها بالعِلم في مدارس فكرية وإدارية وعملية أمدتهم بخبرة ثرية وغنية لا بد أن تكون عوناً لهم في تنفيذ برامج التنمية وترجمة خطط القيادة.
وبلادنا التي تشهد عمليات إصلاح وتطوير مستمرة ومتواصلة منذ تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم، تحتاج إلى رجال وكفاءات وقدرات قادرة على نقل أفكار خادم الحرمين الشريفين وترجمتها إلى واقع ينعكس إيجابياً على مسيرة التنمية ويُسهم في تطوير قدرات البلاد من خلال رفع مستوى أداء الوزارات والمؤسسات التي يختار لها هؤلاء الرجال.. ومن هنا تابع كل المهتمين بمسيرة التنمية والتطوير والإصلاح والتحديث التي تشهدها المملكة العربية السعودية منذ تسلّم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، إذ وضعوا تحت المجهر الشخصيات والكفاءات التي اختارها خادم الحرمين الشريفين ومنحها شرف المشاركة في مسؤولية إدارة الوزارات والمؤسسات، لرفع مستوى الأداء وتنفيذ فكر القائد لتنفيذ برامج التخطيط والإصلاح والتحديث، مع البحث في القدرات والإمكانات العلمية والعملية للرجال المختارين، والوزارات والمؤسسات التي كُلفوا بإدارتها، وإذا كانت الوزارات والمؤسسات التي اختير لها الوزراء الجدد وضخ دماء جديدة مسلحة بأفكار ترعرعت ونمت في مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز.. فقد كان ملاحظاً أن وزارات التربية والتعليم والعدل والشؤون الاجتماعية والعمل ومجلس القضاء الأعلى ومؤسسة النقد العربي السعودي والرئاسة العامة لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. قد اختير لها كفاءات وقدرات سعودية علمية وعملية متميزة، نعلم من خلال القراءة المتضمنة لسيرتهم الذاتية أنهم أُعدوا لهذه المهام، وأنهم جميعاً تخرّجوا من مدرسة عبدالله بن عبدالعزيز ومؤسسة الحرس الوطني.. هذه المؤسسة الثقافية الفكرية الحضارية العسكرية التي تُعد أحد أهم الأركان الأساسية في المسيرة الحضارية والتنموية في بلادنا العزيزة التي تُعد سمة بارزة لتميُّز سعودي والتي تشهد كل عام، بل كل وقت تطويراً وتحديثاً مستمرين، فكان لا بد أن يُختار لها رجال متميزون، الأقرب إلى فِكر القائد، والذين يستطيعون أن يواصلوا مسيرة ونهج باني الحرس الوطني الحديث، وأن يكونوا امتداداً لفكر القائد خادم الحرمين الشريفين، فكان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، ابن الحرس الوطني الذي نما وشبَّ واكتسب علماً وخبرة في هذه المؤسسة العريقة تحت توجيه ورعاية القائد خادم الحرمين الشريفين ليكون الأقدر على تحقيق الأهداف، ويرتقي بالخطط الحديثة لتطوير هذا الركن الأساس في تطوير الوطن.. فجاء اختياره نائباً لرئيس الحرس الوطني للشؤون التنفيذية اختياراً موفقاً لضمان تنفيذٍ أمينٍ.
أيضاً كان ومن أجل ضمان تواصل الفكر والتنفيذ ووضع الأمانة في أيادٍ أمينة، ورجال وعدوا وأخلصوا، جاء اختيار الأستاذ عبد المحسن بن عبدالعزيز التويجري نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد لتكتمل الحلقة التي تعزز الخبرة بالعِلم والعمل المخلص.. ضماناً مؤكداً -إن شاء الله- لتواصل مسيرة الحرس الوطني الحضارية والفكرية والأمنية.. سياجاً فكرياً وأمنياً للوطن والمواطنين.