عندما نقول بناء القادة فإن الأعناق تشرئب لتستطلع ماذا وراء هذه العبارات ذات المدلول الكبير، والهدف النبيل، التي أطلقتها مدارس الرياض مستلهمة ذلك من القائد المحنك سلمان بن عبد العزيز، فكان قبل سنوات مركز الأمير سلمان بن عبد العزيز لبناء القادة، وعمل من أجل تحقيق هذا الهدف الشيء الكثير، واكتشف ما يمكن أن يقال عنه إنه مشروع وطني كبير لبناء قادة في كثير من مناحي الحياة، مما يعطي مؤشراً على أن أبناءنا لديهم من الإمكانات والقدرات التي تفوق ما لدى أمثالهم في الدول المتقدمة، وأن التقصير ليس في شباب هذا الوطن وإنما التقصير الذي يجب الاعتراف به من لدن القائمين على المؤسسات التعليمية لدينا.
مدارس الرياض التي يرأسها فخرياً الأمير سلمان بن عبد العزيز وتتلقى منه التوجيهات التي لا شك أنها تنير لها سبيل العطاء والنجاح، هذه المدارس الخاصة غير الربحية حققت من النجاحات الشيء الذي لم تحققه قطاعات تعليمية كبيرة لها ميزانيات كبيرة تمكنها من تحقيق أفضل النتائج.
العاملون في هذه المدارس بقيادة مديرها العام الدكتور عبد الإله المشرف، لا يشعرونك أنهم يعملون في مؤسسة تعليمية بحتة، لما تلمسه منهم من نشاط يوحي لك بأن ثمة دافع أخلاقي يدفعهم لأن يقدموا للوطن جيلاً من الشباب الذي يمكن الاعتماد عليه في قابل الأيام.
نجاحات هذه المؤسسة التعليمية تثير لدي سؤالاً: ألم توجد غيرة لدى الجهات التعليمية الكبرى في هذا الوطن في أن تحذو حذو مدارس الرياض وتعمل من أجل تقديم نماذج مشرفة في مسرح الحياة..؟! أم أن الشكليات باتت هي الهدف الأسمى الذي تسعى له هذا الصروح الكبيرة ببنيانها الصغيرة بعطائها؟!
شارك أبناء مدارس الرياض في أكثر من احتفالية داخل الوطن وخارجه وحققوا تميزاً مشهوداً، وحصدوا الكثير من الميداليات، وشهد لهم بهذا التميز البعيد قبل القريب، وهي اليوم تسير نحو تحقيق أهداف تربوية وإبداعية خلاقة، من خلال إعلانها لبعض مشاريعها الطموحة جداً، ليس في محيط المدارس فقط بل لكل الوطن.
إن مؤسساتنا التعليمية تعاني من تغييب كامل للفكر الإبداعي والفكر التربوي الحقيقي وتسير في اتجاه واحد وهو تحقيق أعلى نسب في النجاح، بل إن بعض المدارس تعلن أن جميع طلابها أو غالبيتهم حصلوا على الدرجة الكاملة في جميع المواد..!! وإذا نظرت لهم إذا هم يعانون من تخلف كبير في أبسط الأمور، مما يعني أن ثمة مشكلة نعاني منها في مسألة فهمنا للتعليم برمته.
خاتمة قولي الشكر الجزيل لمدارس الرياض على هذه النهضة التعليمية الفكرية الرائدة.