Al Jazirah NewsPaper Thursday  09/07/2009 G Issue 13433
الخميس 16 رجب 1430   العدد  13433
طريق المخدرات الجديد

 

لم يعد تفشي المخدرات في المجتمعات والشعوب هماً اجتماعياً ولا سلوكياً ولا مؤثراً اقتصادياً وصحياً فحسب، بل هو كل ذلك وأكثر من ذلك سلاحاً سياسياً وعسكرياً وإرهابياً لتدمير الشعوب.

التاريخ يؤكد هذه الحقيقة بالحديث عن كيفية سيطرة الإنجليز على الصين بلد الأكثر من مليار إنسان ومن قِبل دولة يشكل سكانها أقل من سكان مدينة في الصين، فقد سيطرت واحتلت بريطانيا الصين بعد أن ساعدت على إدخال الأفيون المخدر إلى الصين، فأدمن الصينيون المخدرات مما سهّل للإنجليز احتلال بلادهم.

والآن تعاني دول الخليج العربية ومنها المملكة العربية السعودية استهدافاً وهجمات منظمة لتهريب المخدرات إلى أراضيها وتدمير شبابها ودفعهم إلى الإدمان على تعاطي المخدرات، وقد كشف الشيخ إياد جمال الدين عضو البرلمان العراقي عن الناصرية أن إيران هي بوابة تهريب المخدرات إلى دول الخليج العربية وأن المهربين وبمساعدة أحزاب طائفية تتلقى تمويناً من إيران تتغاضى عما يجري بل وتتعاون في تهريب المخدرات والأسلحة عبر ما يسمى بالمناطق الرخوة أمنياً بين محافظات جنوب العراق وإيران وأن هذه المناطق الممتدة على الحدود بين البلدين يتنقل عبرها المتسللون حتى أصبحت مسرحاً للتنظيمات شبه العسكرية من الميليشيات الطائفية التي يقيم المهربون معهم علاقات وثيقة يسمح لهم باستعمال القوارب عبر شط العرب لإيصال شحنات المخدرات إلى البصرة، ومن ثم إلى باقي دول الخليج العربية والمدن العراقية الأخرى وأن هناك من مسؤولي الأحزاب المرتبطة بإيران تمويلاً وتوجهاً سياسياً يعرفون هذه الحقائق ويتغافلون عنها بل ويشجعون عليها، نظير حصتهم المالية وأنها تخدم أهدافهم السياسية بتدمير الشباب العربي سواء في المدن العراقية أو في دول الخليج العربية، هذه المعلومات الخطيرة التي كشفها عضو في البرلمان العراقي ومن أبناء الجنوب وأحد طلاب حوزة قم سابقاً، والعارف بخفايا الأمور في إيران، يجب ألا تمر مرور الكرام، فقد عرف الآن أسباب ارتفاع وزيادة نسبة المخدرات الموجهة لدول الخليج العربية والمملكة العربية السعودية والتي على الرغم من نجاح أجهزة مكافحة المخدرات في دول الخليج والمملكة من كشف أغلبها إلا أنه يجب التحرك مع (الدولتين الجارتين) لتوضيح خطورة مثل هذه الأعمال، والتساهل في التعامل مع مهربي المخدرات عمل لا يرضاه الدين ولا حسن التعامل مع الجار ولا المواثيق والاتفاقيات الدولية.

***












 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد