«الجزيرة» - وهيب الوهيبي
توصل مواطن إلى ابتكار تصميم جديد لحاويات كأسات ماء زمزم في الحرمين الشريفين دون حدوث تداخل بين الكأسات النظيفة والأخرى المستعملة، تضمن تحقيق الاستفادة من الماء وعدم انتقال الأمراض المعدية بين الحجاج والمعتمرين.
صاحب الابتكار عواض بن ضاوي العتيبي الذي يعمل مديراً لخدمة المجتمع بالغرفة التجارية بالمنطقة الشرقية يصف أساس الفكرة بأنها انطلقت من سؤال بريء من ابنته -مها- ذات الـ 13 ربيعاً، عندما كان مع عائلته يؤدي مناسك العمرة قبل شهر تقريباً، حيث وقفت العائلة للشرب من برادات ماء زمزم، وكان التساؤل حول سلبية التعامل من قبل بعض المعتمرين مع كأسات شرب ماء زمزم، إذ يتم إعادة الكأس المستعمل إلى الكاسات النظيفة، وكان سؤال ابنته يتمحور حول لماذا لا يتم منع هؤلاء الناس من هذا التصرف، وإلزامهم بوضع الكأسات المستعملة في الحاويات المخصصة لها؟
يضيف العتيبي إن هذا السؤال آثار لديه العديد من التساؤلات والإثارات الذهنية عندها بدأ في رسم بعض التصاميم الأولية للحاويات التي تحمل الكأسات الجديدة والمستعملة، بطريقة تضمن عدم استعمال الكأس من قبل أكثر من شخص، وبعد عدة محاولات تخللتها مشاورات وزيارة مصنع الزامل للبلاستيك في الدمام للاسترشاد برأيهم بحكم الاختصاص، بعدها توصل إلى تصميم جديد يقضي على أهم مشكلة وهي الاستعمال المتكرر لكأسات شرب ماء زمزم، للوقاية من انتشار الأمراض بين ضيوف الرحمن.
ويؤكد أن التصميم الجديد يضمن ثلاثة أمور رئيسية: أولها إن الحاج لن يتمكن بتاتاً من إعادة الكأس المستعمل في حاوية الكأسات النظيفة، لأن سحب الكأس سيكون من الأسفل، والفتحة المخصصة لتعبئة الحاوية بالكأسات الجديدة ستكون مغلقة بإحكام -من الأعلى- ويتم فتحها للتعبئة فقط بطريقة فنية معينة لا يعرفها سوى العمال المختصين لدى إدارة سقيا زمزم، أو تفتح بواسطة مفتاح معين، يتوفر فقط مع المختصين، وبهذا التصميم المتقن فإننا نضمن 100% عدم إعادة الكأسات المستعملة إلى حاوية الكأسات النظيفة بعد الاستعمال.
والأمر الثاني أن الحاج لن يتمكن بتاتاً من سحب أي كأس من الكأسات المحذوفة في حاوية الكأسات المستعملة لأن الفتحة المخصصة لرمي الكأسات بعد الاستعمال ستحتوي على شريط دائري - غير حاد - يكون في أعلى الحاوية من الداخل، وبعرض بسيط حوالي 2 ملم، بحيث يسمح هذا الشريط برمي الكأس في الحاوية، ولا يسمح بتاتاً بخروجه من الفتحة، وأما طريقة التفريغ للكأسات المستعملة فيتم عبر فصل الجزء العلوي من الحاوية، ومن ثم سحب الكأسات بواسطة السيخ المخصص لذلك الذي يستعمل حالياً، بعدها تتم إعادة الجزء العلوي إلى مكانه، وبذلك فإننا نضمن 100% عدم إمكانية سحب أي كأس من حاوية الكاسات المستعملة.
وأما الأمر الثالث فإن الحاج لا يلمس بتاتاً الكأسات النظيفة، إلا الكأس الذي سيستخدمه مع مراعاة عدم إمكانية سحب أكثر من كأس واحد في كل عملية سحب.
ويقرر العتيبي أن التصميم الجديد، وفق الآلية المذكورة يحقق فائدتين الأولى أننا نضمن للحاج بأنه يستخدم كأساً نظيفاً لم تمسه الأيدي من قبل والثانية أن استخدام الكأسات سيتم بطريقة اقتصادية سليمة وحسب الاحتياج الفعلي.
ويتمنى العتيبي أن: (جهود مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) تقوم بالتواصل مع الشركات ورجال الأعمال وجذبهم وترغيبهم للاستثمار في المخترعات الجديدة وتكوين قاعدة بيانات بهذه الشركات ورجال الأعمال، ومن ثم تقوم المؤسسة بمهمة تنظيم العلاقة بين المخترع وبين رجل الأعمال، ومساندة المخترع في صياغة العقود التي تحفظ حقوق كافة الأطراف.