مع شح المعروض لدينا في المملكة من الوظائف للجنسين (الذكور والإناث) وتمركز معظم الوظائف النسائية في قطاعي التعليم والبنوك، وتشبع هذين القطاعين بالموظفات، أصبحت حاجة الفتيات ماسة جدا إلى البحث عن مصادر أخرى للعمل خصوصا من اضطرتهن ظروفهن المعيشية للبحث عن مصدر دخل بسبب تحملهن مسؤولية الصرف على أسرهن. أدى ذلك إلى تنازل الكثير من الفتيات وقبول أي نوع من الأعمال برواتب متواضعة جدا، وأحد هذه الأعمال الجديدة أن تعمل الفتاة (مسوقة) من خلال الهاتف، وفي ذلك نوع من الاستغلال للفتاة من أجل استخدام صوتها كوسيلة جذب لتسويق منتج أو خدمة ما، ويكثر ذلك في الشركات المتخصصة في تسويق بطاقات العضوية الخاصة بالبنوك أو الفنادق.
شخصياً، كثيراص ما تردني اتصالات عبر هاتفي من سيدات فاضلات (نحسن النية بهن)، وفيها يطلبن تسويق خدمات عقارية أو بطاقات بنكية أو فندقية، وآخر اتصال وردني الأسبوع الماضي من فتاة سعودية طلبت مني بكل أدب أن أمنحها من وقتي دقائق لتعرض علي ما لديها، سألتها في البداية: من أين حصلت على معلوماتي الخاصة، فأخبرتني بأن الإدارة قد رشحتني وطلبت منها الاتصال بي. عرفت بنفسها وبعملها وأنها تعمل كمسوقة في شركة متخصصة في تسويق بطاقات العضوية لسلسة فنادق شهيرة، عرضت علي ما لديها، فشكرتها واعتذرت منها وأخبرتها بأن لي تجارب سابقة سيئة مع مثل هذا النوع من البطاقات وليس لي رغبة في تكرار التجربة، قالت لي: عذراً أخي الكريم، ولكن إذا أنت وكل من اتصلت به يرفض الاشتراك.. أتعلم أنني ملزمة بأن يشترك معي على الأقل أربعة أشخاص في الشهر، وإلا فلن يصرف لي راتبي الضعيف وهو أقل من 2000 ريال، وهذا ينطبق علي وعلى زميلاتي في العمل. كررت اعتذاري لها، مبديا عدم رغبتي في التعامل مع مثل هذا النوع من الشركات البعيدة كل البعد عن المصداقية فيما تسوق إليه.
ساءني الموقف كثيرا، فأنا أولا كنت أرغب أن أساعدها ولكن ليس على حساب شركة انتهازية تستخدمها وغيرها كأدوات لتسويق منتجاتها غير الحقيقية، ثانيا إلزامهن بالعمل غير الهاتف لساعات طويلة وبراتب قليل (مشروط صرفه) على إحضار عملاء. أين الرقابة على مثل هؤلاء؟ فنظام العمل والعمال ينص على أن يتلقى العامل أجره نظير ساعات العمل التي يتواجد بها في عمله. ألا ينبغي أن يكون هناك تنظيم واضح لهذا النوع من الأعمال وأن يكون هناك عقود واضحة تحمي الموظفة من أن يتم استغلالها بمثل تلك الطريقة!! لا أقول سوى كان الله في عون كل من وضعت في مثل ذلك الموضع.
* Fax2325320@ yahoo.com