Al Jazirah NewsPaper Sunday  05/07/2009 G Issue 13429
الأحد 12 رجب 1430   العدد  13429
أضواء
سقوط الأستاذ
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لا أنكر أنني كنت من أشد المعجبين بالأستاذ محمد حسنين هيكل؛ فالرجل كان ولا يزال مدرسة في الفن الصحفي، وإن أصبح الآن صاحب مدرسة أخرى ليس لها علاقة بما بناه من مجد صحفي؛ فالرجل الذي يحلو لمحبيه أن يلقبوه ب(الأستاذ) أصبح يحمل وبجدارة لقب أستاذ في تأليف القصص الإخبارية التي لا تجد وقائع تسندها؛ فالأستاذ دائماً يستشهد بالأموات الذين طبعاً لا يمكن أن يخرجوا من قبورهم لتأكيد قصص هيكل أو الاعتراض عليها، فتبقى القصص دون إسناد ولا يمكن تصديقها إلا اعتماداً على مصداقية راويها الذي أكثر من هذه القصص؛ ما جعل حتى المعجبين به يشككون في صحة تلك القصص.

والأستاذ هيكل يصنف نفسه بأنه كاتب (عروبي) وقومي، وأنه حامل تراث جمال عبدالناصر، هذا التراث الذي يزعم مناصروه أنه أسس للفكر القومي العربي التحرري، وهو ما يعترض عليه العديد من القوميين الذين يقولون إن توجه جمال عبدالناصر وتبنيه مصطلح القومية العربية جاء بعد لقائه بالقوميين العرب والبعثيين الذين التقوه من خلال وفد سوري عراقي ضم صلاح الدين البيطار وميشيل عفلق وعلي صالح السعدي. المهم، الناصريون ومفكرهم حالياً محمد حسنين هيكل والقيم على التراث الناصري صدم المخلصين العرب بعد سماعهم لآراء (كاهن الناصرية) وهو يتحدث يوم الاثنين الموافق 29-6-2009م في اللقاء الذي بثته محطة الجزيرة القطرية، والذي أجراه مدير مكتب القناة في القاهرة حسين عبدالغني، والذي استغله الأستاذ محمد حسنين هيكل للترويج للنظام الإيراني وحكام طهران من الملالي منطلقاً من (صداقات حميمة مع البعض الإيراني) ومنتقداً لتيارات عريضة مصرية وعربية، زاعماً أنها لا تقرأ التطورات من منظور استراتيجي. طبعاً ومن خلال تضخم الذات وتعويض الوهج الإعلامي الذي كان عليه إبان رئاسته للأهرام، وفي عهد الكاتب الأول والناطق باسم الزعيم؛ ولهذا فإنه يحاول من خلال إطلالته الأسبوعية من قناة الجزيرة القطرية، أن يظهر وحده فقط المفكر الاستراتيجي الفذ الذي وحده يقرأ تطورات الأحداث ويحللها لتساير رغبة من يدفعون إليه ويشبعون رغبته في الظهور الإعلامي لتعويض الانحسار الذي يعاني منه في بلده، وقد دفعت الأموال التي يتسلمها (الأستاذ) وتعويض الانحسار الإعلامي إلى جعله يتنكر إلى الفكر الذي يحمل لواء الدفاع عنه كما يدعي وأنه وارث الفكر الناصري القومي الذي من أبسط أبجدياته عدم تخوين المناضلين العرب وعدم الوقوف مع المغتصبين والمحتلين لأراضي العرب، وهو ما أقدم عليه (الأستاذ) هيكل في حلقة يوم الاثنين 29-6-2009م التي بثتها قناة الجزيرة، والتي هاجم فيها المناضلين العرب من أبناء الأحواز العرب وساند المحتلين من ناشري التشيع الصفوي، مغلقاً أذنيه عن الهتاف الذي كان يتردد من مذياع صوت العرب الذي كان يوجهه.. الخليج الثائر إلى المحيط الهادر..

الحقيقة التي أكدها الأستاذ هي: كيف تغير الفلوس النفوس بل.. الفلوس تغير المواقف والمبادئ..!!



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد