باي باي سكول.. من اليوم الفَلة على طول، هذا العنوان ليس من ابتكاري، بل هو منقول من خلفية بعض السيارات في شوارع الرياض، وقد ابتكره مجموعة من الطلاب خريجي الثانويات العامة، ووضعوه على الزجاج الخلفي لسياراتهم كطريقة جديدة لتوديع الدراسة والاحتفال بنهاية العام الدراسي. وتخلل تلك العبارات كلمات تدل على سعادتهم الغامرة بالتخرج وإبراز معاناتهم ومكابدتهم الدراسة والمذاكرة والاختبارات طوال الفترة الماضية.
ومع التحفظ الشديد على عبارة المعاناة والمذاكرة والاختبارات لعدم الدقة في مصداقية بعضها بالصورة الحقيقية، إذا علمنا ما يناله طلابنا من دلال وتسهيل أثناء العام الدراسي وكثرة الإجازات مقارنة بالأجيال السابقة؛ فلست أعلم سببا للاحتفالية بهذا الشكل أو بأشكال أخرى، كما حصل في أحد المجمعات التعليمية التي ودع الطلاب فيها زملاءهم ومعلميهم بأساليب عدوانية غاية في العنف سواء بالمشاجرات فيما بينهم أو الاعتداء على المعلمين وتكسير زجاج السيارات، وما صاحبها من عمليات تفحيط وإزعاج للناس في الشوارع الرئيسية والطرقات العامة، بل لقد تطور بعضها حتى وصل لاستخدام الأسلحة البيضاء ضد المعلمين ومديري المدارس، ووصل بعضها الآخر لإطلاق نار بين الطلبة! وهذا التصرف يستوجب تحميل الأسرة مسؤولية التفريط بالأسلحة والذخائر، ووجوب حفظها في أماكن أمينة حماية لأبنائهم المراهقين وكافة أفراد المجتمع.
وبرغم أن طريقة الطلاب في التوديع مخالفة للأنظمة الأمنية والمرورية فيما يتعلق بمنع إلصاق العبارات على زجاج السيارات إلا أن تلك السيارات مازالت تجوب الطرقات، ويتسامح الشارع السعودي مع هذه الفئة حيث يرى البعض أنها طريقة عادية للتعبير عن المشاعر طالما أنها لا تلحق الضرر بعابري الطرق والممتلكات العامة. وأخشى إن استمرت هذه الظاهرة أن تتطور لكتابة كلمات تخدش الحياء العام عليها.
أما فيما يتعلق باستخدام الأسلحة؛ فإنه يجدر بإدارات التعليم عامة والمدارس على وجه الخصوص الاهتمام بالنشء وتنمية السلوك الإيجابي لديهم وحل خلافات الطلبة بالطرق المناسبة حتى لا تصل لأخذهم الثأر بأنفسهم من خلال الطعن بالسكاكين أو إطلاق النار، وإعادة تأهيل الشباب ليكون واعيا بآداب وقواعد الأنظمة والتعليمات الأمنية المختلفة.
كما ينبغي على وسائل الإعلام والمساجد تعزيز حب الوطن بالمحافظة على صورته الجميلة وعدم الإساءة له بالتصرفات السلبية، وترسيخ الوعي الأمني والمروري.
وعلى الأجهزة الأمنية، وبالتحديد المرور القيام بالدور الحيوي الذي يتجاوز تقديم الخدمة للمواطنين والمقيمين المرتبطة بأمنهم وسلامتهم إلى المساهمة في تثقيفهم وتوجيههم إلى السبل التي تكفل سلامتهم.
ونأمل أن تكون نهاية كل عام دراسي نهاية سارة، سواء من الناحية الأمنية أو التحصيل العلمي الحقيقي وليس الشكلي الذي تكون نهايته شهادة نجاح وحفلة وكعكة، بقدر ما يكون تحصيلا علميا بجهد وعناء واستيعاب للمناهج الدراسية التي تفيد في بناء الوطن وتساهم في تطويره.
rogaia143@hotmail.Com - ص.ب 260564 الرياض11342