Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/07/2009 G Issue 13426
الخميس 09 رجب 1430   العدد  13426
لا خيار سوى المصالحة!

 

التنسيق العربي المشترك أمر مطلوب، بل إنه من أهم متطلّبات القوة العربية في مواجهة أعدائها، لأنّ القوة تكمن في وحدة الصف، أما العمل الانفرادي والسياسات الانعزالية، فهي من عوامل ضعف أمتنا.

ومع الأسف الشديد استفادت إسرائيل كثيراً من الانقسامات العربية، وحتى من الانقسامات داخل الدول العربية. وأوضح مثال على ذلك الانشقاقات الحاصلة بين الإخوة الفلسطينيين، والتي تعتبر ورقة رابحة بيد الإسرائيليين، وحجة جاهزة لهم للتنصّل من أية استحقاقات للسلام!.

ولذلك تسعى بعض الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ومصر، لرأب أي صدع داخل البيت العربي الواحد، فأطلقتا مبادرات عدّة لعقد الصلح بين مختلف المتنازعين، كما هو حاصل مع الإخوة في حركتي فتح وحماس الفلسطينيتين. فالمملكة سعت إلى جمع قادة هاتين الحركتين في مكة المكرمة للتفاوض والوصول إلى صلح، حتى إنهم أقسموا على عدم العودة للاقتتال!. ومصر بدورها ترعى مفاوضات المصالحة بينهما والتي مرت بعدّة جولات، ولكن لن يُعقد صلح إلاّ بقناعة تامة من الفلسطينيين أنفسهم، بأنّ حقوقهم لن يتم استرجاعها من يد الغاصبين اليهود، إلاّ إذا توحّدوا هم واتفقوا على أن يكونوا صفاً واحداً.

وأسوأ ما يمكن أن نراه هو أن يتفق الإخوة على أمر وهم على طاولة المفاوضات، في حين أنّ سياساتهم على أرض الواقع تشير إلى غير ذلك، كحملات الاعتقالات والخطب التخوينية المتبادلة وما إلى ذلك، مما يشير إلى أنّ ثمة نية ورغبة دفينة في عدم الوصول إلى اتفاق، وإبقاء الوضع متشنجاً ومشحوناً، وكأنّ هناك من يستفيد من بقاء الوضع على ما هو عليه من صراع وشقاق!.

وكيف لنا أن نتخيّل نجاح أية عملية سلام مع العدو في ظل وجود نزاع بين الإخوة، فهذا منطق لا تقبله العقول السليمة، وإذا كان الإسرائيليون أنفسهم على اختلاف أصولهم وقناعاتهم يبدون للآخرين متفقين، أفليس الأحرى بالفلسطينيين أصحاب الحقوق المشروعة أن يتفقوا هم فيما بينهم أو على أقل تقدير ألاّ يستبيح بعضهم دماء بعض؟!.

****




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد