Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/07/2009 G Issue 13426
الخميس 09 رجب 1430   العدد  13426
أضواء
عقاب الإيرانيين في مدينة أشرف
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

إلى وقت قريب، وحتى اليوم الأخير من حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين كان العراق البلد العربي الذي يشاركه فيه سورية، الذي لا يرفض إقامة أي مواطن عربي مهما كانت جنسية، في الأيام الأخيرة ولأسباب أمنية وبعد تكاثر اللجوء السياسي والاقتصادي والبحث عن العمل، ظل العراق ملاذاً للعرب وغير العرب، لذلك فقد تعددت مكونات الشعب العربي وإن حافظ على أغلبيته العربية.

هذه السمة التي ظلت عنواناً للشهامة العراقية، اختفت مثل غيرها من العادات العربية الحميدة، بعد أن أخذ الحكام الجدد للعراق يضطهدون (ضيوف العراق) من عرب وعجم، وقد تابعنا مأساة الفلسطينيين الذين طردوا من العراق، ومن تبقى منهم تعرض للاضطهاد حتى القتل، إضافة إلى الزج في السجون بعد تلفيق التهم لهم، ولا يزال الآلاف منهم يعيشون في خيام على الحدود مع سورية.

والآن تمارس السلطات العراقية نفس الأسلوب مع ضيوف العراق من الإيرانيين المعارضين لنظام الملالي في طهران، وهؤلاء المعارضون يقيمون في مدينة قريبة من الحدود العراقية الإيرانية في محافظة ديالى، والمدينة أطلق عليها الإيرانيون مدينة أشرف، وكان المقيمون فيها في زمن نظام صدام حسين يتهيأون للعودة إلى بلادهم عندما تتحسن الأوضاع السياسية، إلا أن الرياح هبت على غير ما يشتهون وبدلاً من أن تقتلع الرياح نظام الملالي في طهران، اقتلع الأمريكيون نظام صدام حسين بمساعدة الأحزاب الطائفية التي أنشأها الإيرانيون، وما أن آلت الأمور إلى حلفاء ملالي طهران حتى بدأت مضايقة النظام العراقي لسكان مدينة أشرف والتي وصلت في مطلع الأسبوع الجاري إلى منع دخول الشاحنات التي تنقل المواد الغذائية إلى المدينة مما حرم سكان المدينة من حاجاتهم من الغذاء.

وتفيد التقارير أن الحظر والمضايقات الجديدة التي تمارس بذرائع مختلفة على السكان، وبشكل مثير للخجل حتى حرمانهم من بعض الفواكه والخضر وأبسط مواد الطعام مثل الحليب المجفف والبقوليات وكذلك المواد الصحية ما يكشف عن نوايا تقف وراء هذه الأعمال التي لا هدف لها إلا المضايقة المتعمدة والضغوط التي أثارت القلق لدى المطلعين على هذا الملف وعلى إصرار النظام الإيراني لقمع وإبادة سكان أشرف.

وقد أخجل هذا العمل المرتكب من قبل الجهات الحكومية التي يديرها أشخاص لهم علاقات وثيقة بنظام ولي الفقيه في إيران العراقيين، مما دفع العديد من الشخصيات السياسية والدينية والعشائرية العربية إلى المطالبة برفع الحصار عن مدينة أشرف وتركهم يتمتعون بحريتهم كضيوف على العراق، خصوصاً أن حملة مضايقة أهل أشرف تأتي مترافقة مع تصعيد حالات القمع ضد الجماهير الإيرانية المحتجة على نتيجة الانتخابات المزورة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد