Al Jazirah NewsPaper Thursday  02/07/2009 G Issue 13426
الخميس 09 رجب 1430   العدد  13426
عمالة تستحلب العملة
علي الخزيم

 

فئات من الوافدين المقيمين (نظاميين أو مخالفين) لا يضيعون وقتاً دون عمل مربح مادياً، وهي وإن كانت أعمالاً مباحة إلا أنها تدخل تحت طائلة القانون وتطبيق الأنظمة لممارستها وامتهانها، فهم لا يُخضعون أنفسهم لتصاريح العمل والاشتراطات الصحية وشهادات إجادة وممارسة المهنة، كما أنهم لا يعترفون بأي تسعيرة ويصنفون أنفسهم دائماً بأنهم الأيدي الماهرة الحاذقة للصنعة وأنهم أصحاب الخبرات المتراكمة، وسوء أدائهم يبرهن على عكس ذلك، وهذه الشرائح من المتكسبين لا يخضعون لموسم معين، فلهم في كل فصل فن وفي مواسم الإجازات صنوفاً من البدع، وهم يعرفون مواسم الأفراح والتزاوج عندنا، ويعرفون موعد بياتنا الشتوي والاكتفاء بالحطب والفحم والشواء وتفرغ بعض النساء لنقش الأيدي والأرجل بالحناء، ومع تزايد الخمول بسبب الكولسترول وسكر الدم نتيجة التهام كميات من الحنيني والمعمول والمفروك وأخواتها الشتوية الغنية بالزفر وما يتبعها من حليب كامل الدسم، فإن هؤلاء يجدونها فرصة لإقناعنا بالحجامة معددين فوائدها التي لا يمكن حصرها عندهم إلا ببرنامج حاسوبي متجاوزين الواقع، ونساء منهم يقنعن نسوتنا بحرفيتهن بنقش الحناء ويدعين مهارتهن بالتسريحات والتجميل، ومعهم بعض الحق في هذا الهذيان طالما أنهم يجدون من يسمع فيصدق ثم يدفع، وتترصد العمالة لمواسم الأعراس فتبتكر أسخف العجائب لليلة الخطوبة ثم الشبكة فالعرس الأكبر ونحن بلهاء نشتري ونخسر أموالنا وهم يحولون العملة الصعبة، وفي مواسم الاختبارات العجب العجاب فكل خباز وبناء ونحوهم يتحول إلى مدرس خصوصي ونحن ندفع، وفي كل مجال العمالة تعبث ونحن ندفع.. ولازال الدفع مستمراً وسيستمر ما دامت البلاهة وما دامت هذه العمالة السيئة.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد