هل يعقل أن تكون مفاوضات المصالحة بين الفلسطينيين أنفسهم أعقد وأصعب من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية؟!. فالمتابع لجولات المفاوضات التي ترعاها مصر مشكورة لعقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس يجد أن العقبات التي تظهر في طريق المصالحة لا تنتهي، وكلما توصل الطرفان لبعض الحلول، جاء التنفيذ على أرض الواقع مخيباً ومتناقضاً مع ما تم التوصل إليه على طاولة المفاوضات في القاهرة!.
وقد يقول قائل: كيف سيتفاوض الفلسطينيون مع إسرائيل ويصلون إلى اتفاق سلام طالما أنهم لا يصلون إلى شيء في المفاوضات فيما بينهم؟ هل الفلسطينيون هم العقدة؟.
طبعاً هذه أسئلة يثيرها الإسرائيليون أنفسهم وحلفاؤهم الذين يدندنون حول هذا الوتر ويقولون إنهم يفتقرون إلى شريك حقيقي للسلام!.
فالفلسطينيون منقسمون على أنفسهم، وإذا تم الاتفاق مع طرف جاء طرف آخر لينقض الاتفاق وبالتالي، لا فائدة من هذه المفاوضات!.
حجة يقدمها الفلسطينيون على طبق من ذهب للإسرائيليين!.
أمس الأول انطلقت بالقاهرة الجولة السادسة من الحوار الوطني الفلسطيني لبحث المسائل العالقة بين فتح وحماس وأبرزها قانون الانتخابات ونسبة الحسم وكيفية إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية على أسس مهنية. واللجنة الفصائلية المكلفة بإدارة شؤون قطاع غزة لحين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية المتزامنة قبل يناير 2010 وغيرها من القضايا.
وكل هذه القضايا يجب أن تحسم قبل أي مفاوضات حقيقية مع إسرائيل لأن انطلاق المفاوضات معها في ظل انقسام فلسطيني فلسطيني سيجعل الطرف الفلسطيني ضعيفاً، ومتردداً، ومتهماً بفشل المفاوضات فيما لو فشلت، بل وعرضة للاعتداءات الإسرائيلية!.
ويجب على الفلسطينيين سياسييهم ومفكريهم أن يبحثوا عن الخلل الذي يتسبب في تعطل أو تعثر مفاوضات المصالحة، لأن إصلاح الخلل سيوفر كثيراً من المال والجهد والوقت، أما إجراء المفاوضات كهدف بحد ذاته، في حين أن النفوس مليئة بالأضغان، والعقول متشككة، فإنه لا أمل في مصالحة قريبة مع الأسف الشديد!.
***