تحدثنا في الحلقة السابقة عن تلك الفكرة الرائدة.. التي سبقت إنشاء واحدة من أكبر الجمعيات الخيرية والإنسانية في مجتمعنا.. تلك الجمعية التي وُلدت قبل سنوات قريبة.. وحققت خلال هذا العمر القصير الكثير من المنجزات التي أسعدت الجميع.
** ثم إن هذه الجمعية.. بدأت بالإسكان كواحدة من أبرز المشاكل التي يعاني منها المجتمع.. وخصَّت بخدماتها فئة من الناس وصلت إلى حد يشبه المستحيل في الحصول على مسكن.. ثم اتجهت هذه الجمعية إلى إيجاد مناشط أخرى تُضاف إلى منجزها الرئيسي.. وهو توفير مسكن.
** فهذا المشروع الكبير الذي بين أيدينا وتحدثنا عن بعض ملامحه.. أو هي مقدمة عنه في حلقة سابقة هو مشروع اجتماعي كبير متعدد المناشط.. وصار اليوم.. من أهم وأبرز الجمعيات الخيرية في منطقة الرياض.. ولعل هذه الجمعية.. تتمدد وتصل إلى مناطق أخرى كما فعلت عندما وسَّعت نشاطها من مجرد إسكان إلى مناشط أخرى.
** ولو أردنا أن نسلّط الضوء على هذا المشروع كأرقام وكمنجز.. وجدنا أن جمعية الأمير سلمان للإسكان الخيري.. لديها اليوم.. اثنا عشر مجمعاً سكنياً.. ما بين مشروع تم إنجازه.. وآخر تحت التنفيذ.. وثالث تحت التصميم.. وتبلغ تكلفتها تقريباً أكثر من (450) مليون ريال.. كلها مساكن لإيواء المحتاجين.
** وبلغ عدد المتقدمين لطلب الإسكان حتى نهاية 1429هـ (أكثر من 12) ألف متقدم.. كما بلغ عدد الأسر حالياً (461) أسرة.. كما بلغ عدد الساكنين حالياً (2990) أسرة.
** وفوق هذا.. فالجمعية.. لها نشاطات أخرى تقدمها للمحتاجين.. من أبرزها إقامة برامج تنموية.. من تدريب وقروض ومساعدات تنموية وبرامج تدريبية وخدمات تعليمية وأنشطة أخرى عامة.
** ومن أبرز أهداف هذه الجمعية الإنسانية الكبيرة.. إقامة وإنشاء مجمعات سكنية مهيأة لاحتضان المحتاجين ومساعدتهم على تنمية قدراتهم ومساعدتهم على الخروج من دائرة العوز والحاجة.. وتقديم برامج تنموية لساكني وحدات المشروع السكنية.. من أجل تأهيلهم ومساعدتهم على التحول من معتمدين إلى منتجين.. والعمل على مكافحة الفقر.
** وكذلك من أبرز أهداف الجمعية.. الحد من المظاهر والسلوكيات السلبية المنتشرة في أوساط الأسر الفقيرة والتي قد تشجع على الاستمرار في حالة العوز والحاجة.. ومحاولة تنشيط القدرات والإمكانات وتوظيفها توظيفاً صحيحاً.. والاستفادة من هذه القدرات والإمكانات والمواهب بعد صقلها وتوجيهها التوجيه الصحيح من خلال تأهيل هذا الشخص أو ذاك.. لمواجهة أعباء الحياة بقدراته.. بالعمل والعطاء والإنتاج.. وليس من خلال انتظار مساعدة الآخرين وجعله يتعوّد على هذا السلوك الاتكالي.
** وهناك منشط آخر.. وهو مساهمة الجمعية بفعالية في الأنشطة التي أوجدتها الدولة لمكافحة الفقر.. والسعي للحد من ظاهرة الفقر.
** ثم المشاركة النشطة وبفعالية وهمة في التنمية المتكاملة اقتصادياً واجتماعياً وعمرانياً من خلال تقديم منظومة متكاملة من البرامج التنموية.
ومن هنا.. يظهر أن هذه الجمعية ليس همها وهاجسها فقط.. مجرد إيجاد سكن.
** وكما قلت.. فإن هذه الجمعية التي تهدف لمساعدة الناس.. لم تسر في اتجاه واحد فقط.. وتجعل همها شأناً واحداً.. بل حاولت مساعدة الفقير والمحتاج والمعوز من خلال تنشيط قدراته وصقل مواهبه وتفجير الطاقات في دواخله.. حتى تكون فرص العمل متاحة أمامه.. وحتى يستطيع أن يعمل ويعطي وينفع نفسه وينفع مجتمعه.. فالمسألة هنا.. ليست مسألة إيجاد مسكن فقط.. بل يتبع ذلك محاولة تدريب هؤلاء ومساعدتهم للحصول على عمل.. وقد تم ذلك من خلال إنشاء العديد من البرامج المباشرة وغير المباشرة.. وهي برامج موجهة لمشكلة البطالة وغياب وجود الوظيفة.. مثل برنامج التدريب والتوظيف وبرنامج مشروعات الأفراد وبرنامج الأسر المنتجة وبرنامج القروض متناهية الصغر وبرنامج المساعدات التنموية وبرنامج الخدمة التعليمية وبرنامج الأنشطة العامة.
** وهنا.. نصل إلى نتيجة تؤكد أن الجمعية ليست مجرد جمعية إسكان أو مجرد حل إيجاد مسكن فقط.. بل تعدَّت ذلك إلى مناشط اجتماعية وتدريبية وتأهيل عملي.. وقد تتوسع هذه المناشط (بإذن الله) مستقبلاً.. ليضاف إليها مناشط أخرى.. وتصبح هذه الجمعية من أكبر الجمعيات الخيرية الإنسانية.