كل الأفكار الموجودة في العالم لا يمكن تطبيقها كما هي، كما أن نكهة الشعوب وخصوصية المجتمعات تضفي الكثير من التمايز بين الأفكار في حال تطبيقها أو الأخذ من جوانبها المضيئة ما يناسب ويدعم تطور هذا المجتمع أو ذاك!
** النظريات الفلسفية والفكرية تختلف من النواحي المادية فنحن نستورد سيارة ونملي على المصدر شروطنا التي تتناسب وتضاريسنا ومناخنا ونوعية الطرق والسائقين لدينا، والثقافة العامة والذائقة المجتمعية المتعلقة بهذه السيارة..
لكننا في الأفكار لا نملي على المصدر شروطنا ورغباتنا إننا أحرار وفي حل منه بأن نستلهم من هذه الأفكار الحديثة ما يتناسب معنا ويطور من تفكير مجتمعنا دون أن ننشق على أنفسنا ونتخذ من هذه الأفكار مطية سهلة لكراهية ذواتنا واحتقار أصولنا وأعراقنا وطبيعة تضاريسنا وحتى سمات مناخنا..
** المفكرون العظماء لا يكونون عظماء إلا بالقدر الذي يحبون الإنسان ويسعون إلى إنقاذه من رداءة الوعي وهوانه وسذاجة الرؤية التي تقوده إلى الكسل والتخاذل والحزن والارتكاس إلى غايات سفلية مناقضة لكل سام وعظيم..
** بالتأكيد نحن لا نريد تطرفا عرقيا كالذي وقع فيه هنتغتون في كتابه (من نحن) الذي تقوم أفكاره على مقولة أساسية تؤمن بالنقاء العرقي الإنكلوسكسوني فكذبة الدم الأزرق لا أساس لها في الدراسات العرقية الجادة كما يذهب د. منير العكش.
لكننا حتما لا نريد أن نقرأ ونشاهد جلدا للذات واحتقارا مشينا هازئا وساخرا بكل عرق وتراث وسمات جغرافية وتاريخية في هذا الوطن وفي هذا المجتمع إنه بالتأكيد لا يمت بصلة للقمع الفكري لكن ذلك يندرج تحت الدعوة إلى التفكير بحب، وأظن أنها دعوة مباحة أرجو أن نلتفت إليها ونحن نفكر ونبدع وننتج!!
Fatemh2007@hotmail.com