Al Jazirah NewsPaper Monday  29/06/2009 G Issue 13423
الأثنين 06 رجب 1430   العدد  13423
أضواء
الخيار الثالث
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

حتى أصدقاء النظام الإيراني يعترفون أن ملالي طهران يعيشون أزمة صنعوها بإصرارهم على فرض توجهاتهم وما يريدونه على الشعب إلى درجة أن بعضا من شركاء النظام لم يخفوا امتعاضهم ومعارضتهم لانحياز كبير النظام مرشد الثورة لطرف ضد طرف آخر، وهذا ما دفع الجماهير إلى الاحتكام إلى الشارع الإيراني مما جعل الأزمة تطول والتي خرجت عن سيطرة النظام وجناحيه، فالذين يتظاهرون في شوارع طهران وتبريز ومشهد وشيراز والأحواز ومدن بلوشتسان أذربيجان وكردستان ليس فقط من مؤدي مير حسين موسوي الذي كان اعتراض أنصاره شرارة التي أشعلت الحماس لدى الجماهير الغاضبة من أفعال النظام الإيراني، وإذ كانت معركة الانتخابات قد قسمت الناخبين إلى خيارين الأكثرية التي سرقت أصواتها كما يقولون في تظاهراتهم، والأقلية التي اختارت من فاز بالانتخابات رغم اعتراف مجلس مصلحة النظام بوجود ثلاثة ملايين صوت (مزور)...!! إلا أن هذين الخيارين ليسا هما وحدهما اللذان يسيطران على الشارع، فقد أبرزت التظاهرات خياراً ثالثا، هو خيار الجماهير الصامتة التي ظلت مستكينة حتى تفجرت الاحتجاجات فأطلت المعارضة برأسها ومن ثم شاركت بالتظاهرات.. وبعدها أصبحت القائدة والمسيرة لها ليس فقط في شوارع طهران بل في المدن الأخرى وخاصة في المناطق غير الفارسية، فأهل الأحواز من العرب المحرومون من أبسط حقوقهم وجدوا في (انتفاضة الانتخابات) فرصة للتعبير عن رفضهم للنظام ككل، وهكذا شهدت مدن الأحواز مظاهرات متواصلة مثلما يحصل في أذربيجان وكذلك في كردستان وبلوشتسان وعدم وصول أخبار من هذه المناطق لا يعني أن الأوضاع هادئة فالمنظمات التي تطالب بالحصول على حقوق الشعوب الإيرانية من غير الفرس تحفل مواقعهم الإلكترونية بأخبار عن تظاهرات في تلك المناطق. وحتى الهضبة الفارسية تقود جماعة مجاهدي خلق التظاهرات والانتفاضة الجماهيرية، مما جعل المراقبين يرصدون (خيار ثالث) يسيطر على الشوارع ويقود التظاهرات وهو ما يجعل موسوي ورفسنجاني وخاتمي وكروبي وكل رموز الجناح الإصلاحي عاجزين عن وقف الانتفاضة الشعبية التي أصبحت خطرا جعلت أصدقاء النظام من خارج إيران يتحدثون عن فوضى ستصيب المنطقة إن لم تعالج أزمة انتخابات إيران في حين يرى المتابعون أن الهدوء للمنطقة يتجسد في التخلي عن التعنت والاستجابة لرغبة الجماهير التي يعبر عن المتظاهرين يوميا رغم سقوط العديد من القتلى.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد