Al Jazirah NewsPaper Monday  29/06/2009 G Issue 13423
الأثنين 06 رجب 1430   العدد  13423
بين قولين
ضحايا الصيف
عبدالحفيظ الشمري

 

كلما أطل الصيف برأسه من خلال نافذة الإجازة هرعنا نحن جميعاً إلى وسائل وسبل من أجل أن نشعر بأننا قد تحررنا بالفعل من ربقتنا السنوية في دوامة العمل، وهموم المدارس، والمواعيد التي تواصلت على مدى أشهر طويلة.

فنحن أحوج إلى أن نتنفس الصعداء بعد هذه المعاناة اليومية، فهذا العام لم يطب لنا الشتاء كما يجب؛ لأن المطر جاء نادراً، ولم يكن غزيراً، فبات من المهم أن نعوض في هذا الفصل من العام ما حرمنا منه، كأن يكثر الناس النوم، وتكثر حالات خروجنا، وذهابنا إلى الكثير من الجهات، كل حسب ما يستطيع، أو ما تصل إليه قدراته.

فالمرشح أن يكون أول ضحايا صيف هذا العام هم عملاء، أو زبائن شركات السياحة، والسفر، التي يقال إنه كثر بين هذه الشركات ما هو وهمي يتربص بالناس عند أبواب الأسواق والمجمعات التجارية في الكثير من المدن، فالكذب يبدأ، والنصب يظهر حينما تجيب عن أي سؤال يطرحه المتفيهق، ويقول لك: إنك فزت برحلة بحرية، لتصدق أم العيال، ويضج الأبناء بالفرح والحبور؛ لأن الرحلة المزعومة ستكون إلى الغردقة أو شرم الشيخ، أو جبل علي، أو خور فَكَّان.

فالأمر المؤذي أنك تكتشف أن المسألة مجرد كذبة رمادية وليست بيضاء، ولعب على الناس، لتذهب وتحتج عند من تتوقع أنه المسؤول عن هذا الأمر، لتفاجأ بأن الأمر مستمر، وحالة النصب لا تزال قائمة، فلا يمكن لحالة نصب أن ترفع في حديث أهل اللغة، بمعنى أن هؤلاء سيمارسون نصبهم وعلى عينك يا رقيب.

والضحايا الأخطر في هذا الصيف هم بلا شك من يموتون هلعاً من الحمى المحلية، والإنفلونزا الدولية، وبينهما رغبة السفر والهرب والركض مع عباد الله في كل مكان، ويعاضد ذلك تمادي حالة النصب العالمي الذي بدأ يزداد فعلاً ويتشعب، فكم من ضحية تنتظرها الكثير من الفصول الأليمة في مسألة ادفع، وهات في كل شاردة أو واردة.

الغلاء الفاحش سيكون في انتظار المسافرين صيف هذا العام؛ لأن هذا الفصل يدخل في صلب ما تم التحذير منه.. فعام 2009م هو شرارة النحس التي ستضرم نار الغلاء، وارتفاع الأسعار، فالعالم وبما لديه من علماء ومنظرين سيظلون يحذرون من كوارث هذا العام ومصائبه، وهل السفر والسياحة في مأمن من هذا الوعيد؟

سيتضاعف أمر الغلاء بلا شك حينما يكون متعلقاً بأمر حجوزات العرب، وعائلاتهم، بل الخليجيين على وجه التحديد من سيتحملون ثقل الأسعار، فالشباب متعبون من سهر الفضائيات، ويريدون أن ينفسوا عن ذواتهم، ليكتشفوا أن الغلاء الفاحش في الأسعار أعد لهم بعناية، وفُصِّل على مقاس أيام إجازاتهم، فلم يعد هناك بد من الاستجابة مرغماً على سماع مقطوعة: (ادفع يا حبيبي).



Hrbda2000@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد