(غداً أو بعد غدٍ سيُمارس الناس سيئاتك التي كانوا ينهونك عنها)!! (جورج برنارد شو)
** ماذا يعني هذا؟..
- هل يعني أنك سابق لزمنك؟
- أم أن الناس أعداء ما لم يعتادوا عليه، فحتى النهي يدخلهم في ممارسة المنهي عنه، يفكرون فيه، يتناقشون حوله، يعتادونه ثم يصبح الوحش الكبير، عدواً صغيراً يُمكن التعامل معه، ثم تدجينه، أو هو يدجن الرافضين له فيصبحون متقبلين له، بل وممارسين له!! لكن الأمة لا تجتمع على ضلال، فهل الضلال لم يكن ضلالاً؟
** هي سنة كونية حيث الزبد يذهب جفاءً ويمكث ما ينفع الناس، والمنفعة شائعة ومتشعبة ليست هي بمعناها الضيق المأكل والمشرب والمواعظ، إنها أعمق من ذلك بكثير، إنها الحياة بكل تمثُّلاتها في اللغة والتفكير والحاجات الأولية والأكثر تعقيداً، في المتعة والرفاهية والتطور والتشابكات مع الآخر... و... و... !!
** إنك حين تقرأ وتفهم وتتعمَّق لا تكون كمن يصعد جبلاً.. وكلما ارتفع أكثر بصعوده.. كلما رأى رقعة الدنيا حوله أكثر..
الكون يتسع حين نصعد إلى أعلى، ويضيق جداً حين ننزل إلى أسفل..!
** الرؤية من الأعلى (فهم وعمق وتسامٍ وليست تكبراً وادعاءً) تجعلك ترى أكثر.. وتدرك أي المسارات سيتبعها الناس وسترى رأي العين أين يتزاحمون وعلى ماذا يتزاحمون؟.. سترى أكثر - للأسف - إنسانيتهم كما هي بشراً ينفضون عنهم ريش التستر، ترى أخطاءهم، وتبتسم لضعفهم وتضحك كثيراً على غضباتهم المُضرية الانفعالية التي لا تلبث أن تتحوَّل إلى ركض جارف إلى حيث ينهون عنه ويزمجرون اعتراضاً عليه..
** حين تقرأ بوعي، تفهم، وتغدو إنساناً يستكثر على نفسه أن يكون (ماعوناً) لجمع الأخطاء والتقاطها من دروب السالكين..
** كَمْ من البشر حولنا يحتاجون ذلك.. بينهم رجال دين ودعاة وكُتَّاب وصحفيون وروائيون وكُتَّاب مسلسلات ومنتجون وأساتذة جامعات و... ونسوة فارغات ورجال بلا عمل وإن ظنوا ذلك..
** إنهم بحاجة للتداوي بالقراءة الواعية للحياة وفلسفتها.. والإنسان وماهيته.. والتاريخ وتحولاته.. والأديان وقيمها العليا..
** حين نقرأ نكون بشراً لائقين بثقة الله سبحانه بنا.
fatemh2007@hotmail.com