Al Jazirah NewsPaper Saturday  27/06/2009 G Issue 13421
السبت 04 رجب 1430   العدد  13421
استراتيجية الإنماء الاجتماعي في طريقها للإقرار من المقام السامي

 

(الجزيرة) - عبدالكريم الشمالي :

كشف عبدالملك السناني الأمين العام للصندوق الخيري الوطني لمكافحة الفقر، عن وضع استراتيجية للإنماء الاجتماعي في طريقها للإقرار من المقام السامي بعد أن أمضى الصندوق نحو عامين في إعدادها لمعالجة الفقر في البلاد وما يتسبب فيه من معاناة للأسر الفقيرة، قائلاً: (تم الانتهاء منها الآن، ورفعت الآن إلى المقام السامي لإقرارها, ثم وضعها موضع التنفيذ, كما تم عمل الهيكلة الخاصة بالجهاز الإداري والتنظيمي للصندوق, ورفعت إلى وزارة المالية لاعتمادها).

وشدد السناني خلال استضافته من قِبل (ملتقى إعلاميي الرياض) أخيراً، على أن الاستراتيجية ستسعى إلى تحويل الشخص المستحق للزكاة إلى دافع لها، من خلال توفير مشاريع اقتصادية صغيرة للأسر الفقيرة لتتحول من خلالها من أسر معوزة إلى أسر منتجة، قائلاً: (إن الصندوق الخيري الوطني هدفه الرئيس تحول الشخص المحتاج إلى شخص منتج). ودار نقاش واسع بين الإعلاميين والأمين العام للصندوق الوطني الخيري حول الصندوق وأهدافه ووسائله ونشاطه، أداره الزميل أحمد السهيمي عضو الملتقى. وتطرق النقاش إلى قدرة الصندوق الخيري الوطني في أداء رسالته النبيلة، وتحقيق أهدافه وغاياته التي أنشئ من أجلها، ومدى نجاحه في خدمة ذوي الحاجة في المجتمع ومساعدتهم على إنجاز مشروعات صغيرة منتجة توفر لهم أسباب العيش الكريم والوفاء بمتطلباتهم ومتطلبات أسرهم، ما يمكنهم من الخروج من تحت مظلة الحاجة المستمرة إلى المساعدة والدعم للأسر متدنية الدخل. وذكر السناني في هذا الصدد أن عمر الصندوق الفعلي عامان منذ تلقيه الدعم الحكومي، نافياً أن الصندوق لا يملك المال، ولكنه في بداياته الفعلية ولديه برامج كثيرة يتم دراستها بأساليب غير تقليدية، وزاد: (الصندوق لا يستخدم أسلوب المنح المباشر، وإلا لما بقيت هللة واحدة فيه، ولكنه يتبنى مسألة تدريب على الإقراض، وتدريب على رفع مستوى فكرة الاقتصاد حتى ينمو ويعود بالعوائد والنفع على الفئة المستحقة، والصندوق لن يقف عند هذا الحد من البرامج غير التقليدية).

وأشار الأمين العام للصندوق الخيري الوطني إلى أن الصندوق لا يقدم إعانات إغاثية أو مساعدات نقدية للمحتاجين، بل دوره مساعدة الأسر المحتاجة على إقامة مشروعات اقتصادية وتنموية، من خلال تقديم قروض حسنة لهم. وأكد السناني أن الصندوق يستهدف الفئة المستحقة للضمان الاجتماعي لتقديم المشروعات الإنتاجية لها عن طريق الإقراض، موضحاً (الصندوق يراقب ويتابع نشاط الأسر الممنوحة القرض، والتي نجح عدد كبير من الأسر وصار لها كيانات اقتصادية منتجة تحقق لها مدخولات شهرية تغطي احتياجاتها، كما أن هناك تجارب فاشلة من بعضهم الآخر، ويجري تقويمها).

ونفى الأمين العام للصندوق الخيري الوطني أن يكون الصندوق يأخذ ضمانات على من يمنحهم قروضاً، مبيناً (لا نأخذ ضمانات ولا نحصل على فوائد، ودورنا دراسة المشروع والتأكد من جديته ثم تقديم القرض ومتابعة التنفيذ)، مكرراً أن الصندوق الخيري الوطني هدفه الرئيس تحول الشخص المحتاج إلى شخص منتج. وفيما يخص بناء الصندوق مساكن للمحتاجين من ذوي الدخول المتدنية، أوضح السناني أن الصندوق وقع اتفاقية مع مؤسسة الملك عبدالله لوالديه للإسكان التنموي بمبلغ تجاوز 375 ألفاً كمرحلة أولى، مبيّناً وجود خطة تشغيلية لتقديم قروض مساكن ما زالت موضع نظر من قِبل مجلس إدارة الصندوق سيتم إقرارها قريباً. وكشف الأمين العام للصندوق الخيري الوطني، عن عزم الصندوق تقديم ثمانية آلاف منحة تعليمية، رصد لها نحو 78 مليون ريال، لافتاً إلى أن هذه المنح التعليمية مرتبطة باحتياجات السوق، وزاد: (الصندوق الخيري الوطني أداة تنفيذية لتطبيق استراتيجية الإنماء, وهذا هو السبب في تحوله إلى مؤسسة خيرية تنموية مستقلة غير ربحية)، واستطرد: (الصندوق قدم حتى الآن أكثر من ثلاثة آلاف منحة تعليمية تتمثل في تخصصات الطب الوقائي، التمريض، والأعمال الحرفية، وهي تخصصات مطلوبة في سوق العمل). وقال السناني إن هناك مكتباً للتوظيف في الصندوق لمساعدة من يحتاجون إلى عمل وتدريبهم على كيفية التقدم لطلب وظيفة، وإن (الصندوق وقع عدداً من مذكرات التفاهم مع جهات تعمل من الشأن الاجتماعي والخيري).

ونفى الأمين العام للصندوق الخيري الوطني أن يكون هناك ضبابية أو غموض في عمل الصندوق، وتابع: (أستبعد وجود محسوبية في منح القروض، ولكن في الوقت ذاته أقر بوجود الشفاعة الحميدة لمَن يستحقون الدعم والمساعدة).

وأوضح السناني أن من بين آليات الصندوق كذلك الإسهام في إيجاد حاضنات للمشاريع الصغيرة، رفع المستوى التعليمي لأبناء الأسر المحتاجة من خلال إلحاقهم بمؤسسات التعليم الأهلي والحكومي في التخصصات التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل. وكشف أمين عام الصندوق الوطني الخيري أن منطقة جازان تعد من أكبر المناطق التي يوجد بها ذوو الدخل المحدود، قائلاً: (منطقة جازان هي منطقتنا الذهبية وهي الأولى استهدافاً في تنفيذ مشروعات الصندوق منذ نشأته الفعلية عام 2002م، فقد تم تنفيذ 423 مشروعاً فيها, الرياض 515 مشروعاً، ومكة المكرمة 502 مشروع، بإجمالي نحو 4.5 ملايين ريال). وحول طرق الصندوق لبرامج متكررة، أجاب بإيجاز: (هناك 15 صندوقاً تقوم بأنشطة مختلفة لمحاربة الفقر ولسنا الصندوق الوحيد في هذا المجال، ولكن هل هذه الصناديق تغطي احتياجات البلد؟!). وحول تعديل اسم (صندوق مكافحة الفقر) إلى (الصندوق الوطني الخيري) كان الهدف منه تجنب كلمة الفقر، رد (هذا غير صحيح إطلاقاً، بل كان تماشياً مع استراتيجية الإنماء الاجتماعي التي ذكرتها سابقاً، وأنا لا أجد عيباً في كلمة (فقير)، وشرف لي أن أكون من الفقراء، وكذلك كان والدي وجدي، فكلنا فقراء إلى الله).

ونفى السناني أن يكون الصندوق يأخذ ضمانات على مَن يعطيهم القروض, وحول ارتباط الصندوق بالجمعيات الخيرية، رد السناني: (الجمعيات هي التي تقدم لنا الفئات المستحقة والطالبين للإقراض، وهي حلقة وصل مؤثرة بين الصندوق والمستحقين والمحتاجين، وتساعد في متابعة القرض والوصول إليه واسترجاعه، لكني أطالب برفع الأداء المالي والإداري لها؛ حتى تتمكن من إدارة المشروعات بشكل أسرع).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد