الجزيرة - ماجدة السويّح
أشادت سمو الأميرة د. الجوهرة بنت فهد بن محمد مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالدعم السخي الذي تلقته الجامعة من صحيفة الجزيرة في تمويل أول كرسي علمي للبحث بجامعة الأميرة نورة. وأوضحت الأميرة أن صحيفة الجزيرة أول وسيلة إعلامية وغير إعلامية بادرت بالاتصال بالجامعة لإنشاء كرسي بحث خاص بالدراسات الحديثة. وقالت الأميرة خلال كلمتها إن (سعادتنا لا توصف بهذه المبادرة، وهي ليست بمستغربة على صحيفة عريقة ورئيس تحرير اشتغل في الإعلام سنوات طويلة، اكتسب خلالها الخبرة والحنكة). جرى ذلك خلال توقيعها لعقد كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة يوم الأحد الماضي في مقر الجامعة مع صحيفة الجزيرة ممثلة برئيس تحريرها الأستاذ خالد المالك وبحضور المدير العام لمؤسسة الجزيرة المهندس عبداللطيف العتيق ونائب رئيس التحرير الأستاذ عبدالوهاب القحطاني والصحفي والكاتب بصحيفة الجزيرة محمد الفيصل ووكيل وزارة التعليم العالي د. وليد المهوس، وأ.د فردوس الصالح وكيلة الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي ود. منيرة العبدان وكيلة الجامعة للدراسات والتطوير والمتابعة ود. نائلة الديحان وكيلة الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ود. زينب الزين وكيلة الجامعة للشؤون التعليمية ود. نوال الحلوة أستاذ علم اللغة المشارك والمشرفة على كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة ود. طرفة الغنام عضو هيئة تدريس بقسم الجغرافيا كلية الآداب.
وقالت الأميرة الدكتورة أثناء توقيعها لاتفاقية كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة مع صحيفة الجزيرة إن هذه الخطوة بادرة ستضيف للجامعة التي تضم بين جنباتها فتيات الوطن، نقلة نوعية في دعم البحث العلمي من خلال اشتراك أعضاء هيئة التدريس من داخل الجامعة أو خارجها وتدريب الطالبات على البحث العلمي.
وأكدت الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت فهد أهمية التعاون بين الصحافة والمجتمع لتطوير العمل الجامعي والتعليم بالمملكة بشكل عام، مشيرة إلى أن العمل مشترك والهدف واحد للنهوض بالعملية التعليمية في بلادنا؛ لتصل الجامعات السعودية إلى مصاف الدول المتقدمة. وقالت الأميرة (لا يهمني التصنيف العالمي بقدر ما يهمني المخرج الجامعي النهائي الذي أريده أن ينافس المخرج من الجامعات الأخرى في العالم، في ظل المرحلة الخطيرة جدا التي نعيشها في ظل تحديات العولمة، فإذا لم نتمكن من توفير المخرج المنافس الجيد للقادم من الخارج ستضيع بناتنا وأبناؤنا، فالأهمية الأولى تتركز أولا في المخرج سواء في جامعة الأميرة نورة أو في الجامعات الأخرى).
كما أشادت الأميرة الجوهرة بجهود خادم الحرمين الشريفين لدعم المرأة في جميع المجالات وبالذات في القطاع التعليمي، مشيرة إلى أن جزءا كبيرا من ميزانية الدولة يذهب إلى هذا القطاع الذي يدل على اهتمام القيادة العليا بالتعليم، مضيفة أنه بعد مرور أربع سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله - مقاليد الحكم تولت قيادات نسائية درجات مرموقة في السلم الوظيفي، فتولت المرأة القيادة وأصبحت نائبة وزير في وزارة التربية والتعليم، وأصبحت المرأة مديرة للجامعة ووكيلة للجامعة في المرتبة الخامسة عشرة مثلها مثل إخوانها في الجامعات الأخرى، كما تولت القيادة في العمادة للكليات.
من جهته أعرب رئيس التحرير عن فخره واعتزازه بمبادرة الجزيرة بتبني أول كرسي بحث علمي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن وموافقة الجامعة على ذلك، مشيراً إلى أن صحيفة الجزيرة بادرت بتبني خمسة كراسي بحثية سبقت هذا الكرسي في جامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وجامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة القصيم وجامعة الملك فيصل بالدمام.
وقال المالك: (مستوى التعاون سيكون إن شاء الله في أعلى مستوياته بين الجامعة والجزيرة؛ لأن الهدف جميل والفكرة خلاقة، ونحن فخورون بأن يكون أول كرسي في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بدعم من صحيفة الجزيرة، كما هو الحال في أول كرسي في جامعتي الملك فيصل بالدمام وجامعة القصيم، وهو ثاني كرسي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، كما هو أول كرسي إعلامي في جامعة الملك سعود وأول كرسي إعلامي في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ولا توجد حتى الآن أي صحيفة لها كرسي بحث في أي جامعة سوى صحيفة الجزيرة، وهذا التوجه ينبع من يقيننا بأن الجامعات مراكز لصناعة الوعي ودعم البحوث التي تنهض بالوطن.
وأوضح المالك أن الكرسي السادس الذي نجتمع اليوم للتوقيع على عقده يحمل أهمية خاصة؛ كونه يختص بجامعة للبنات تحمل اسم امرأة لها أهميتها ودورها في التاريخ الوطني، في وقت بدأت فيه المرأة السعودية تأخذ فرصتها في العمل والمشاركة في التنمية من خلال تولي عدة أدوار قيادية من نائبة لوزير إلى مديرة لجامعة ووكيلة عنها. وأشاد بالأفكار الجديدة والمميزة التي طرقت في هذا الكرسي خلال عملية التأسيس، ودعا الجامعة إلى تقديم نموذج مختلف عن باقي الجامعات الأخرى خاصة أن المرأة لديها الحماس والمثابرة والوقت لتفعيل هذا المشروع البحثي الكبير.
وأضاف المالك: (ربما تكون جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن أقل الجامعات حضوراً في الصحافة المحلية، وما يهمني في موضوع الكرسي إلى جانب مهامه الأخرى أن نرى الجامعة حاضرة في الصحافة المحلية وتحديداً في صحيفة الجزيرة؛ ليتعرف عليها المواطن ويعزز قناعته بدعم مسيرتها، حتى لو لم يكن هناك قسم خاص للإعلام في الجامعة. ومن جانبنا سيتم التواصل معها لرصد كل ما يتم داخلها من إنجازات وأنشطة وفعاليات وأعمال متميزة).
وقال المالك: هذه الجامعة وضع حجر أساسها في هذا المكان الذي نجتمع فيه خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - كما وضع حجر الأساس في المدينة الجامعية الجديدة لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي بدأ بناؤها بالقرب من مطار الملك خالد نظراً لأهميتها. ودعا رئيس التحرير الأكاديميات في الجامعة إلى التواصل مع الصحافة والمشاركة الإعلامية خاصة مع وجود العديد من الأكاديميات المؤهلات والمثقفات والمتخصصات في مختلف المجالات، كما دعاهم إلى المشاركة في الرد والتعقيب حول ما ينشر في الصحف (فعلى الجامعة ألا تتردد في ذلك، والتواصل بين الجامعة والصحيفة سيراعي خصوصيتنا من خلال المحررات ليكون التواصل أكثر انسيابية ومرونة؛ لمعرفة ما يستجد في الجامعة).
وأكد المالك خلال كلمته أن العقد بين الصحيفة والجامعة لا يعني الالتزام حرفياً بكل ما ورد فيه (بل هو عقد يراعي المصلحة والفائدة للطرفين من خلال التطوير والتغيير لما فيه المصلحة العامة، وهذا متروك للجامعة ومنسوباتها في اقتراح كل ما من شأنه الإثراء والإضافة لهذا العقد، ولعل حضوركم ومشاركتكم كل ثلاثة أشهر مع المسؤولين عن كراسي الجزيرة للبحث العلمي في الجامعات الأخرى في اجتماعاتهم الدورية يفيدكم في عملية التنسيق والمتابعة؛ حتى لا تضيع الجهود من خلال الازدواجية والتكرار اللذين قد ينشآن بين الجامعات المشاركة دون عقد مثل هذه الاجتماعات التنسيقية).
وأضاف المالك: (أصعب مفاوضات تمت في مسيرة كراسي الجزيرة كانت مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، وأنا سعيد بهذا الأمر؛ لأن التدقيق والحرص والرغبة في أن يكون كرسي الجزيرة في جامعة الأميرة نورة في وضعه الصحيح أمر يبشر بنجاحه؛ لأن الدافع والمحرك لهذا الحوار الصعب والطويل للوصول إلى هذه النتيجة الطيبة، هو ما دعا طرفينا إلى هذا النقاش والتفاهم حتى تمكنا من الوصول إلى هذه النتيجة، وأذكر أن أول مكالمة تمت بيني وبين سمو الأميرة الجوهرة لعرض هذه الفكرة عليها، وجدت منها الترحيب والتشجيع فيها، بالرغم من عدم وجود كلية للإعلام في الجامعة، مع قناعتي بأن مخرجات تعليمية أخرى توجد بالجامعة وتفيد في العملية الإعلامية).
وقال المالك: (وأذكر أن المسؤولين في جامعة الملك فيصل بالدمام الذين عرضنا تمويل الكرسي معهم أبلغونا بعدم وجود كلية للإعلام من ضمن التخصصات الموجودة في الجامعة، فقلنا لهم إننا سنتعامل معكم بحسب النشاط الذي تهتمون به، وبالفعل وجدنا أهم نشاط عندهم هو النشاط الطبي أو الإرشاد الطبي، وقد صرح ممثل جامعة الملك فيصل في الاجتماع الأول لمسؤولي كراسي الجزيرة للبحث العلمي بأن كرسي الجزيرة فتح لهم آفاقاً جديدة من خلال توظيف الإعلام في خدمة الجامعة، وأن الجامعة خرجت للمجتمع من خلال الكرسي. وهذا ما حصل مع جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؛ حيث قدمت لنا الجامعة عدداً من الأفكار الجديدة التي لم تطرق من قبل في الكراسي البحثية الأخرى، وباسم الزملاء نشكركم لدعوتنا لهذه المناسبة، ونحن سعداء أن نرى عدداً من الأخوات المؤهلات في التعليم العالي يجتمعن معنا اليوم بعد أن أصبحن في هذه المواقع الرفيعة بالرغم من حداثة التعليم بالمملكة مقارنة بتاريخ البلاد).
إلى ذلك قالت الأميرة د. الجوهرة: (قد لا يكون في الجامعة قسم خاص بالإعلام أو كلية للإعلام وهذا صحيح، لكن عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر أطلقت (دبلوما خاصا) بالصحافة مدته سنة دراسية واحدة لتأهيل الصحفيات والطالبات الراغبات في العمل الإعلامي).
واقترح المالك في نهاية حديثه على الجامعة التوجُّه نحو افتتاح قسم أو كلية لتأهيل الطالبات للعمل الإعلامي لسد حاجة سوق العمل، وإيجاد فرص وظيفية جديدة للفتيات، في ظل محدودية الفرص الوظيفية التعليمية، وقال: (قبل عدة سنوات كتبت عن أحقية الفتيات بدراسة الإعلام وقبولهن في أقسام الإعلام بالجامعات وأهمية أن تتاح الفرصة لهن في التخصص والدراسة ليعملن في مجال الإعلام. قد يكون الوقت مناسباً الآن لافتتاح كلية أو قسم للإعلام في هذه الجامعة والاستفادة من الخبرة السابقة لعدد من الجامعات التي تضم كليات للإعلام وأقساماً للإعلام، وبإمكان جامعة الأميرة نورة أن تستفيد من خبرة جامعة الملك سعود حيث تم إنشاء أقدم قسم إعلام في جامعات المملكة، كما يمكن الاستفادة من خبرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لتعليم الطالبات كل فنون العمل الصحفي وكذلك مع بقية الجامعات لتستطيع المرأة أن تتابع وتغطي الجانب النسائي في مجتمعنا؛ لأن الإعلامي الرجل لا يستطيع تغطية الجانب النسائي في مجتمعنا المحافظ، وقد تتوسعون في مجالاته ومساراته التعليمية بعد انتهاء المدينة الجامعية الجديدة، والعمل الإعلامي ليس صحافة فقط بل يشمل العديد من الأقسام والتخصصات في العلاقات العامة والإذاعة والتلفزيون، والمرأة بطبعها ترتفع عندها الذائقة الفنية؛ لذا فإنه في بعض الدول العربية تساهم المرأة في تصميم أغلفة الكتب والمطويات والإخراج بشكل عام أكثر من الرجل، ونحن نستطيع أن نستفيد من ذائقة المرأة في التصميم والعمل الإعلامي بشكل عام مع مراعاة خصوصيتنا في وجود أقسام مستقلة للنساء والاستفادة من تقنية الاتصالات الحديثة وتطورها في عملية التواصل دون مساس بضوابط الشريعة الإسلامية السمحاء؛ فالمرأة السعودية بحاجة إلى فرص عمل جديدة؛ لأن الفرص التعليمية بدأت تضيق).
من جانبه قال المدير العام لمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر المهندس عبداللطيف العتيق إن توسيع دائرة عمل المرأة خاضته صحيفة الجزيرة في وقت مبكر من خلال أقسام التصحيح؛ حيث يتم تدريب وممارسة مجموعة تجريبية من الفتيات على العمل، وقد حققن النجاح مع الإصدارات التي كانت تصدر مع الصحيفة (الملاحق)، ونفكر في التوسع في تطبيقها مستقبلاً مع افتتاح القسم النسائي ونعمل على تطويرها.
الأستاذ عبدالوهاب القحطاني نائب رئيس التحرير قال: جزء كبير من الأعمال الإعلامية يمكن أن تدار عن بُعد مثل الصف والتحرير والتسويق والتصميم؛ فليس بالضرورة وجود المرأة في مقر العمل لإنجاز مهامها الوظيفية.
إلى ذلك كشفت د. نوال الحلوة المشرفة على كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة أن المسار المقترح الجديد في قسم اللغة العربية سيضاف إليه مسار خاص بالإعلام، بحيث تكون السنتان الأولى والثانية تمهيديتين تدرسان الأساسيات، والمساران الثالث والرابع مسارين إعلاميين بحت تتأهل فيهما الطالبة لاكتساب مهارة الخطابة ومهارة الإلقاء ومهارة كتابة المقالة والإعداد اللغوي.
وتم خلال توقيع الاتفاقية إيضاح خطة المشروع البحثي من قبل المشرفة على الكرسي والفريق المشارك في تأسيس كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة؛ حيث بدأت د. نوال بالشكر والثناء على سمو الأميرة الجوهرة مديرة الجامعة وصحيفة الجزيرة؛ حيث قالت: (أشكر أستاذتي مديرة الجامعة حيث كنت إحدى طالباتها، وهي القدوة للجميع في كل عمل تقدمه لما نراه منها من همة ونشاط ومثابرة، وهي دائما من تُحمّلنا مهمة التطوير، كما أشكر أستاذتي فردوس الصالح التي بذلت جهداً في الإعداد لهذا الكرسي حتى وصل إلى هذه الصورة التي قدمناها، وأشكر الأستاذ خالد المالك رئيس التحرير وصحيفة الجزيرة التي أتاحت لنا من خلال الكرسي الخروج من بوتقة البحث العلمي وبوتقة الكتاب والمنهج وأعطتنا فرصة لنعد رؤى جديدة حول التعليم الجامعي.
وسيركز الكرسي على التدريب على الكفاءة اللغوية؛ فهي أخطر بكثير من تعليم اللغة، ونقاشنا أن نحول المهارات اللغوية لإعداد طالبة تكون قادرة على استخدام جميع مهارات اللغة على مستوى الكتابة وعلى مستوى التأليف الصحفي وعلى مستوى الحوارات القصيرة وعلى مستوى الإلقاء في المجاميع العامة، وهذا فيما يخص اللغة كحراك اجتماعي. ففي الفترة الأخيرة أصبحت اللغة العربية تعاني هزيمة كبيرة، من خلال اقتصارها على منهج دراسي وكتاب وما إلى ذلك، وأنا أؤمن بأن اللغة كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (المرء مخبوء تحت لسانه إذا تحدث ظهر)؛ فاللغة ليست وسيلة للكتابة فقط؛ فاللغة والفكر وجهان لعملة واحدة. فإذا استطعنا أن نتحدث بلغة جيدة فنحن نستطيع أن نكتب بلغة جيدة، والشيء الآخر أن اللغة فقدت حيويتها في الحراك الثقافي الأخير بسبب انشغالنا بالتدريب على اللغة الإنجليزية وبتطوير الذات والحاسب الآلي، ونسينا أن اللغة تشكل لنا هوية قوية نستطيع أن نطورها من خلال أشياء كثيرة.
أما ما يخص اللغة كحراك علمي فإن اللغة في جميع مجالاتها تركز على تطبيق تعليم القواعد، ونحن الآن بحاجة إلى التفاعل التطبيقي لمسارات جديدة تحول اللغة لحراك اجتماعي أو حيوي.
وبالنسبة لحوسبة اللغة تواجه اللغة الآن مشكلة كبيرة في قضية الحاسب، وكما تعلمون (قوقل) استغل ذلك وحوله لمشروع عالمي، والمحتوى العربي الآن أصبح هاجساً؛ لذا استحدثنا مساراً لحوسبة اللغة العربية لتكون من ضمن المشاكل البحثية.
ومن أهم مزايا الكرسي أننا سنعمل على إيجاد فرق عمل تعمل على وجود حراك اجتماعي وتجديدات في المجتمع؛ فالشراكة المجتمعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن مع الجريدة تعتبر رائدة لخلق جو علمي مختلف عما اعتدناه من أجواء علمية وبحثية، كما أتاحت الاستفادة من خبرات عالمية على نطاق الوطن أو خارج الوطن، فستُستحدث مسارات جديدة للبحث العلمي من خلال اللغويات التطبيقية التي تعتبر عملية حيوية للمناهج والدراسات العليا، فلا يوجد قائد ناجح ما لم يكن يجمع المهارات اللغوية سواء تحدثاً أم كتابة، فدائماً صناع الكلمة هم صناع الحياة، والكاتب الذي يكتب بجد يصلح الحياة وللمجتمع، وسيكون من ضمن مشاريعنا تطوير مهارة الصحفيات لأن الكلمة قوة).
وعرضت د. طرفة الغنام المشروع المقدم للكرسي من قسم الجغرافيا حيث قالت: (في البداية أشكر صحيفة الجزيرة ممثلة في رئيس تحريرها ومديرها العام وأشكر مديرة جامعتنا التي تحمست للفكرة وطرحتها على الكليات والأقسام، ونحن في قسم الجغرافيا وجدناها فرصة ثمينة أن نستفيد من هذه المبادرة، فنحن كجغرافيين لنا رؤية تنقل الواقع وتساعد على تحقيق المستقبل، لذا اتجهنا إلى وضع مقترح لدراسة وضع صحيفة الجزيرة الراهن ومدى انتشارها ومناطق العجز والفائض في توزيعها وغير ذلك من المتطلبات الجغرافية، وطرح رؤية وتصور حول هذا المجال بلا شك سيكون مفيداً لنا وللصحيفة؛ فهو يفيدنا من ناحية الانفتاح على العالم ونشر الجهد العلمي؛ لذا وضعنا خطة عمل متكاملة للفكرة المحددة تتخللها الدراسات الميدانية والورش والتدريبات، كما سندرس تأثير الصحيفة من الناحية الاقتصادية والمكانية والاجتماعية وانتشارها في المناطق والتعرُّف على شرائح المجتمع ومستواهم الاقتصادي والشرائح العمرية التي تستقطبهم الجريدة، وهذه طبعا فكرة مبسطة عما سنقوم به في الجامعة).
من جانبه أثنى المهندس عبداللطيف العتيق على فكرة تطويع الجغرافيا لدراسة توزيع الصحيفة وانتشارها، وقال: (هذا هاجس بالنسبة للتسويق، لا يقل أهمية عن دراسة اللغة العربية، وأتمنى أن تتحول هذه الدراسة إلى أرقام ونتائج وتوصيات بعد الدراسة الميدانية، وأن تركز على الشريحة النسائية لنستفيد منها مستقبلاً).
كما أكد المدير العام لمؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر المهندس عبداللطيف العتيق أن اتفاقية تمويل كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن بالرياض تهدف إلى دعم المشاريع العلمية وتحقيق التميز في مجال البحث والإبداع. وأوضح العتيق أن كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن يشتمل على مجموعة من الأهداف، تتجسد في مجموعة خطط فرعية أكاديمية وتدريبية وبحثية؛ حيث يسعى الكرسي إلى وضع البرنامج السنوي الشامل الذي يتناول تحقيق الأهداف المتوخاة، ومن أبرزها نشر أبحاث المرأة السعودية وتقديم الدراسات الحديثة التي تفيد المجتمع السعودي ودعم التوجُّه البحثي في مراكز البحث العلمي المحلية والعربية، والاستفادة من الخبرات الأكاديمية والمؤسسات والقيادات المهنية العالمية والعربية في تحقيق أهداف البرنامج البحثية والتدريبية والإسهام في تدريب طالبات الجامعة، وتطوير مهارات وقدرات منسوبات صحيفة الجزيرة وتأهيل الطالبات المتميزات لسوق العمل الإعلامي، وذلك من خلال البرنامج التدريبي للكرسي وما تمليه نتائج الدراسات العلمية التي سيعدها الكرسي.