حوار- ماجدة السويّح
أكدت مديرة جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن د. الجوهرة بنت فهد بن محمد آل سعود في حديثها ل(الجزيرة)، أنّ كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة سيسهم في إحداث نقلة نوعية في البحث العلمي من خلال استحداث مسارات جديدة.
وأوضحت أنّ إشراف المرأة على هذا الكرسي يُعَد أكبر دعم لأبحاث المرأة السعودية، للاستفادة من الكوادر النسائية المؤهلة في الجامعة في بناء مستقبل أفضل للمرأة السعودية.
فإلى تفاصيل الحوار:
* تشكِّل كراسي البحث العلمي لبنة مهمة في تحقيق التميز في مجال البحث والتطوير، فما الأهمية التي سيضيفها الكرسي على جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن في دعم البحث العلمي؟
- سيسهم الكرسي في إحداث نقلة نوعية في البحث العلمي من خلال استحداث مسارات جديدة، حيث استهداف المشاريع العلمية التطبيقية التي تواكب المستجدات العلمية وتساهم في تشجيع الإبداع والابتكار والتميز، كما سيعمل على تهيئة البيئة البحثية التي تلبي تطلعات الباحثات وترتقي بمستوى البحث العلمي، إلى جانب الاتصال والتنسيق مع الهيئات والمنظمات العلمية الإقليمية والدولية، لاستقطاب النظريات والتطبيقات العلمية الجديدة، وسوف يركز على العلوم التطبيقية والبحوث المعاصرة في اللغويات والجغرافيا.
الكرسي بإشراف أكاديمية سعودية
* ما مدى أهمية هذا الكرسي في دعم أبحاث المرأة السعودية خاصة وأنه يشكل أول كرسي بحث لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن؟
- أعتقد أن إشراف المرأة على هذا الكرسي هو أكبر دعم لأبحاث المرأة، فالجامعة تضم كوادر سعودية مؤهلة وقادرة على صناعة مستقبل أفضل للمرأة السعودية إلى جانب أنه سيهيئ بيئة علمية وفكرية نسائية من خلال المشاريع البحثية وفرق العمل التي هي قاعدة أساسية للإبداع العلمي.
* من المشرفة على كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة؟
- المشرفة على الكرسي هي د. نوال بنت إبراهيم الحلوة أستاذ علم اللغة المشارك بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن.
* ما الأهداف التي تسعى الجامعة إلى تحقيقها من خلال كرسي الجزيرة للدراسات الحديثة؟
- تسعى الجامعة إلى تحقيق جملة من الأهداف تتمثل في الإبداع والتميز في البحث العلمي في المجال النظري والتطبيقي في مجالات الكرسي، خدمة اللغة العربية وتعزيزها كركيزة من ركائز الهوية العربية الإسلامية، واستحداث مسارات جديدة في البحث العلمي التطبيقي في ضوء النظريات الجديدة، واستقطاب الكفاءات العلمية المتميزة عالمياً، إضافة إلى تشجيع العمل المشترك من خلال فرق البحث العلمي، وترجمة الكتب الرائدة والحديثة في مجالات الكرسي.
الكرسي في خدمة علم اللغة والجغرافيا
* ما المجالات التي سيخدمها الكرسي في مجالات البحث العلمي؟
- بعد دراسة ونظر استثمار الكرسي سيكون في مجالين حيويين هما:
الأول: المجال اللغوي، فلا يخفى على أحد أنّ أحد تحديات الهوية والعولمة وضعت اللغويين في تحدٍ يبدو في ظاهره ثقافياً، إلاّ أنه يتجاوز ذلك بكثير، فاللغة ليست أداة تخاطب ومستودع أفكار ورموز فقط، ولا تقف هامتها عند كونها قاعدة كياننا التاريخي والحضاري، بل إنها عي المستقبل (من لا لغة له لا مستقبل له) فاللغة مشروع ثقافي تنموي مستقبلي لا يمكن بناؤه بلسان الآخرين، لذا فقد تم تحديد أحدث التوجهات اللسانية الجديدة في اللغة والتي تبنّاها الكرسي لإحداث نقلة نوعية في البحث اللغوي السعودي خاصة والعربي عامة، وقد تم حصرها في المجالات التالية:
1- علم اللغة الحاسوبي.
2- علم اللغة التطبيقي (المعجم - المصطلح - اكتساب المهارات اللغوية).
3 - علم اللغة النصي.
الثاني: المجال الجغرافي، وتُعد مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر من كبرى المؤسسات الصحفية بالمملكة العربية السعودية، والتي تتعدد إصداراتها وهناك العديد من العوامل التي تتحكم في توزيع الجريدة وانتشارها، لذا كان المشروع البحثي المقترح هو (الانتشار التوزيع الجغرافي لجريدة الجزيرة)، وذلك بتنفيذ سلسلة من الأبحاث التي تقوم على مجموعة من الأسس والمفاهيم الجغرافية وباستخدام أحدث التقنيات في مجال نظم المعلومات الجغرافية.
* ما البرنامج السنوي الذي سيتم تطبيقه بعد توقيع العقد؟
- البرنامج سيكون مرتبطاً بالأهداف والرؤية والرسالة والرؤية العامة للكرسي حيث جاءت الخطة الإستراتيجية محددة بجدول زمني لها، لذا يأتي البرنامج السنوي حافلاً بعدد من الأنشطة العلمية تشمل خمسة جوانب تتمثل في مشروع بحثي وورش عمل ودورات تدريبية وندوات ومحاضرات والترجمة من وإلى العربية.
* هل ستستعين الجامعة بخبرات خارجية للاستفادة منها في مجال البحث العلمي؟
- نعم، فالهيئة الاستشارية للكرسي أساتذة في جامعات خارجية.
* من ضمن الأهداف لكرسي الجزيرة خدمة اللغة العربية وتعزيزها كركيزة من ركائز الهوية العربية الإسلامية .. سمو الأميرة باعتبارك إحدى المتخصصات في اللغة العربية كيف سيفعل هذا البند؟
- تعزيز الهوية من خلال تمكين اللغة العربية في كافة المناشط العلمية وتأهيلها لريادة المستقبل لا سيما أنها لغة القرآن الكريم بالأخذ بتحقيق الكفاءة اللغوية فاللغة والفكر وجهان لعملة واحدة فهما الوسيلتان اللتان تشكلان الاتصال البشري ومن ثم الانسجام الاجتماعي الذي تمثله الكفاءة اللغوية.
وتمكين الكاتبات من مهارة الكتابة من خلال إثراء فن المقال بحثاً وتطبيقاً، فالكتّاب المتميزون ليسوا صنّاع كلمة بل صناع حياة، وتأهيل اللغة العربية المعاصرة لمواصلة مسيرتها التاريخية من خلال ربط الواقع بالماضي والمستقبل من خلال الذخيرة اللغوية المعاصرة بحصرها وإخراجها حاسوبياً، وتأهيل اللغة العربية بأن تكون لغة عالمية من خلال ربطها بالحاسوب ودراستها في ضوء علم اللغة التطبيقي، كل ذلك سيورث حراكاً ثقافياً له دوره في تعزيز الهوية.
أنشطة الكرسي في خدمة الإعلام
* دعمت صحيفة الجزيرة عدداً من الجامعات في تمويل كراسي البحث العلمي في مجال الإعلام، كيف ستخدم جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن المجال الإعلامي في تأهيل وتطوير أداء الصحفيات العاملات في الصحيفة وتدريب الطالبات للعمل في المجال الصحفي علماً بأن الجامعة لا يوجد بها قسم خاص بالإعلام؟
- اللغة هي رحم كل علم، والإعلام الناجح قائم على كتّاب ناجحين، فهم صناع الكلمة وصناع الكلمة هم صناع الحياة، لذا سنهتم في أنشطة الكرسي بتمكين الصحفيات من فن صناعة الكتابة، لأن الكتابة صنعة تحتاج إلى علم وتدريب، فالصحافة قاعدتها اللغة، والإعلام ما هو إلا استراتيجيات ماهرة لاستخدام اللغة بفعالية أكثر، والإعلام فكر واللغة والفكر وجهان لعملة واحدة.