تحليل: ثامر بن فهد السعيد:
اختتم السوق السعودي تداولاته الأسبوعية عند مستوى 5609 نقاط حيث مني خلال الأيام الخمسة الماضية بتراجعات نتج منها تراجع أسبوعي بنسبة 6.36% أو ما يمثل خسارة على نقاط المؤشر بـ381.28 نقطة، واقتربت قيم التداول خلال الأسبوع نحو حاجز 31 مليار ريال، وبلغ حجم الأسهم المتداولة 1.220 مليار سهم نفذت من خلال 970.731 صفقة, وتذبذب مؤشر السوق خلال الأسبوع بين مستوى 6000 و5515 نقطة ليكون إجمالي مدى التداول الأسبوعي للسوق 485 نقطة، وعلى صعيد أداء الشركات فقد غلب التراجع شركات السوق متأثرة بالتراجع القوي الذي شهده السوق خلال الأسبوع فقد بلغ عدد الأسهم المتراجعة 117 سهماً، بمقابل 11 سهماً فقط، وتمكنت نهاية الأسبوع من تحقيق مكاسب.
أداء أسهم
جاء سهم ميد غلف على رأس قائمة الأسهم المرتفعة بعد أن أغلق عند مستوى 27.4 ريال محققا مكاسب 9.16% تلاه سهم العبد اللطيف الذي ارتفع بنسبة 5.67%، وذلك بعد أن أغلق السهم عند مستوى 42.9 ريال، وثالثا جاء سهم الصقر للتأمين الذي أغلق عند مستوى 50 ريالاً محققاً مكاسب 5.04%. وجاء سهم الدريس الذي أغلق عند مستوى 29.3 على رأس قائمة الأسهم المتراجعة بعد خسارته 15.32%، تلاه سهم الصحراء للبتروكيماويات الذي تراجع 15.26%، وقد أغلق السهم بنهاية الأسبوع عند مستوى 21.1 ريال، وثالثا جاء سهم القصيم الزراعية الذي انخفض 15.06%، وذلك بعد أن توقفت تحركات السهم عند مستوى 10.15 ريال. وقد احتل سهم مصرف الإنماء رأس قائمة الأسهم الأكثر نشاطاً رغم تراجعه 4.68% حيث تم تداول ما يزيد على 114.8 مليون سهم، وكان المصرف قد أغلق بنهاية الأسبوع عند مستوى 13.25 ريال، تلاه سهم إعمار الذي تداول ما يزيد على 100.7 مليون سهم، وكان السهم قد أغلق عند مستوى 10.7 ريال، تلاهما سهم زين السعودية الذي أغلق عند مستوى 11.7 ريال بعد أن تداول ما يزيد على 58 مليون سهم. وفي قائمة الشركات الأكثر تداولاً بحسب القيمة فقد سجلت شركة سابك أعلى قيمة تداول متجاوزة 2.2 مليار ريال.
أداء القطاعات
أما على مستوى القطاعات فقد استحوذ قطاع الصناعات البتروكيماوية على ما يمثل 18% من إجمالي قيم التداول تلاه قطاع التأمين الذي شكّل ما نسبته 16% من قيم التداول الأسبوع الماضي, وبهذا الإغلاق الأسبوعي فإن السوق قد قلّص مكاسبه العامة منذ بداية العام لتصل إلى 16.78%، ويحافظ قطاع التأمين على صدارة القطاعات المرتفعة بعد بلوغ مكاسبه ما نسبته 60.5%، وتأتي أدنى المكاسب بين قطاعات السوق في قطاع التشييد والبناء الذي ارتفع بنسبة 6.6%.
الأداء الأسبوعي
سجّل السوق السعودي تراجعات الأسبوع الماضي بنسبة جاوزت 6%، وبفعل هذه التراجعات فقد زاد المؤشر من تذبذبه هذا الأسبوع ليقارب المدى الذي جرت فيه التداولات 500 نقطة. هذا، وقد غلب التراجع على جلسات التداول الأسبوع الماضي؛ حيث إن المؤشر لم يتمكن من تحقيق أرباح سوى في جلسة الأربعاء التي ارتفع فيها المؤشر 0.5%، وتزامنت هذه التراجعات مع عدد من المتغيرات، أهمها كان تراجع أسعار النفط لتصل إلى حاجز 66 دولاراً أسبوعياً، وأيضاً فإن التراجعات قد طالت غالبية الأسواق في المنطقة وفي العالم، وهذا كان من شأنه إثارة نفسيات المتعاملين وزيادة مخاوفهم، وأيضا فإن القرب الزمني من نهاية الربع الثاني له أثره على السوق؛ فإن الانتظار للنتائج والإعلان عنها له تأثيره على السوق، وكذلك شهد السوق الأسبوع الماضي إدراج سهم جديد إلى قطاع التأمين وإلى السوق، وهو سهم شركة وقاية للتأمين التكافلي؛ حيث شهد هذا السهم نشاطاً منذ اليوم الأول لإدراجه، وكان لهذه المؤثرات دور في توجيه السوق من الناحية الفنية، خصوصا إذا ما علمنا أن السوق كان يتحرك في مسار أفقي يشير إلى عدم قدرة تحديد المؤشر لمساره أو اتجاهه حتى مع ارتفاع قيم التداول، فكما يعلم المتابع للسوق فإنه وخلال شهر كامل لم يتمكن المؤشر من الإغلاق أعلى من مستوى 6.080 نقطة إلا في جلستي تداول فقط، في إشارة إلى عدم قدرة السوق على تجاوز مساره الأفقي هذا ارتفاعا ومواصلة المشوار لتحقيق المكاسب والارتفاعات، وهو إشارة إلى ضعف المؤشر، ووسط هذه المؤثرات والمتغيرات فإن المؤشر انخفض في جلسة الأحد ليغلق أدنى من مستوى الدعم الرئيسي للسوق الأسبوع الماضي. مشيرا إلى بداية السلبية أو موجة من التراجع في السوق وصل بها المؤشر نحو مستوى الدعم 5515 نقطة يوم الثلاثاء ليعود منها السوق للارتفاع من جديد وتحقيق مكاسب تجاوزت 0.5% الأربعاء، وقد شكذلت عدد من الأسهم القيادية ضغطاً على المؤشر كما حصل من سابك بعد تنازلها عن مستوى الدعم بين 70 و68 ريالا، وأيضا التراجع الذي حدث في عدد من مكونات قطاع المصارف والخدمات المالية
من الناحية الفنية يظهر أن السوق الآن بصدد بداية محاولة للارتداد يختبر من خلالها مناطق المقاومة التي يقع أولها عند مستوى 5.660 نقطة، يلي هذا مستوى المقاومة، المنطقة بين 5.840 و5.910، التي تمثل مستوى المقاومة الثاني للسوق خلال الأسبوع الحالي، ومن المتوقع أن يشهد السوق نهاية موجة الارتداد التي بدأت الأربعاء الماضي عند قرب المؤشر لمنطقة المقاومة الثانية ليعاود المؤشر اختبار مناطق الدعم له وخصوصا تلك التي حافظ عليها المؤشر عند مستوى 5.515 نقطة، وهي ما تمثل مستوى الدعم الأول للسوق خلال الأسبوع الحالي، وفي حال تنازل المؤشر عن هذا المستوى فإن السوق سيستهدف منطقة الدعم الثانية الواقعة بين مستوي 5.480 و5.365 نقطة، ولا بد من الإشارة إلى أن إغلاقاً لجلستين متتاليتين أدنى من مستوى المتوسط المتحرك 50 يوماً الواقع عند مستوى 5.725 نقطة، وهو التراجع الأول للسوق أدنى من هذا المتوسط منذ نهاية إبريل الماضي، ولا شك أن تراجع السوق أدنى من هذا المتوسط هو إشارة غير صحية تفيد بعدم انتظام التداولات ما لم يتمكن المؤشر من العودة أعلى من هذا المستوى خلال الفترة القادمة.
* محلل أسواق مالية
ThamerFAlSaeed@Gmail. com