د. حسن الشقطي
6.90 يمثل أقل مكرر ربحية لسهم بالسوق، وهو لسهم سافكو.. ربما بعضهم لا يهتم بمثل هذه الأرقام التي تمثل أساسيات الأداء المالي للشركات، إلا أنه يعد الرقم الأكثر أهمية في التعبير عن حال سهم من الأسهم غير العادية داخل قطاع البتروكيماويات.. فكيف ولماذا وإلام يشير هذا الرقم؟ أنشأت شركة سافكو كشركة تقوم بتصنيع الأسمدة بجميع أنواعها وتسويقها داخل المملكة وخارجها. وهي تتخصص في إنتاج الأمونيا واليوريا ومستخرجاتهما ومشتقاتهما وتسويقها داخل المملكة وخارجها. وقد تحرك السعر السوقي لسافكو خلال الـ 52 أسبوعاً الأخيرة في مدى ما بين 63 إلى 268 ريالاً، وهو مدى كبير ومتسع ينم عن حركة تداول نشطة.. إلا أنه على الرغم من ذلك، فقد أحرز السهم أعلى خسائر على مستوى قطاع البتروكيماويات خلال الشهور التسع الأخيرة وصلت إلى نحو 37.4%.. هذا على الرغم من أن السهم يعد صاحب أعلى رصيد لتوصيات ذهبية للقيمة العادلة، حيث صدر خلال العام الأخير أكثر من 11 توصية، 9 توصيات منها تؤكد أن السعر السوقي للسهم لا يزال أقل من قيمته العادلة بنسب تفوق 15% تقريباً.. وبأي شكل من الأشكال فإن القيمة العادلة التي قدرت للسهم لم تقل خلال الفترات الأكثر تشاؤماً عن مستوى 110 ريالات، في حين أنها وصلت عند حدها الأقصى في بعض الفترات إلى مستوى 333 ريالاً.. ولكن لماذا جاءت تقديرات القيمة العادلة لسهم سافكو متزايدة خلال عام 2008 حتى وصلت بقيمة السهم العادلة في المتوسط إلى 302 ريال، ثم ما لبثت أن تراجعت هذه التقديرات للقيمة العادلة حتى وصلت في المتوسط إلى مستوى 110 إلى 121 ريالاً فقط؟
أسعار الربع الأول تقريبية وليست دقيقة:
إن السبب يمكن تفحصه في الجدول (2) الذي يوضح مدى الروابط القوية بين التغيرات في أرباح الشركة والتغيرات في أسعار منتجات الأمونيا واليوريا التي تنتجها.. حيث تنتج الشركة نحو 2.6 مليون طن سنوياً من اليوريا تصدر 87% منها للسوق العالمي، في حين أنها تنتج 2.3 مليون طن أمونيا تستهلك غالبيتها في إنتاج اليوريا محلياً.. وعليه فإن السعر العالمي لليوريا يعد هو المحدد الحقيقي لأرباح الشركة ومن ثم المحدد للأداء السوقي للسهم.
لقد أحرزت الشركة أعلى صافي أرباح لها بقيمة 4.3 مليارات ريال في عام 2008 عندما ارتفعت الأسعار العالمية للأمونيا واليوريا إلى مستويات كبيرة.. في المقابل فإنه بداية من الربع الأول من عام 2009 انحدرت أسعار هذه المنتجات بقوة حتى خسرت ما يناهز 60.2% لسعر الأمونيا ونحو 48% لسعر اليوريا.. الأمر الذي تسبب في تراجع صافي أرباح الشركة من مستوى 1.83 مليار ريال في نهاية الربع الثالث من 2008 إلى نحو 525 مليون ريال في نهاية الربع الأول من 2009.. والسبب بالطبع هو التراجع الحاد الذي سجلته أسعار اليوريا والأمونيا خلال هذه الفترة.. وإذا كانت التوقعات لأسعار هذه الأسمدة تسير في طريق احتمال حدوث مزيدٍ من الضغوط على أسعارها نتيجة عددٍ من التوسعات المحتملة في إنتاجها في العديد من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن الركود العالمي لا يزال يمثل العنصر الأكثر أهمية في توليد المزيد من التراجعات على أسعارها.
إلا أن المستويات الحالية لأسعار اليوريا والأمونيا تعد عند مستويات متدنية للغاية وخصوصاً عند مقارنة بمستوياتها في عام 2007، كما أن التوصيات الأكثر تشاؤماً تتوقع صافي أرباح ربعية لسافكو للربع الثاني من هذا العام قريبة من مستوياتها في نهاية الربع الأول 2009.. لذلك فإن هذه التوصيات لم تضع قيمة للسهم تقل عن 110 ريالات بأي حالٍ من الأحوال كأقل تقدير (أحدث تقييم للقيمة العادلة كان في 27 مايو الماضي).. ومن ثم فإن السعر السوقي الحالي للسهم (112.75 ريالاً) يعد أقرب للقيمة العادلة للسهم.. وأي انحدارٍ عنه يزيد السهم جاذبية كقناة استثمارية ولكن على المدى المتوسط إلى الطويل.. إلا أن كل ذلك لا يجب أن يتم بمعزل عن معطيات سوق الأسهم، حيث ينبغي الحذر، فأي اضطراباتٍ لمؤشر السوق يمكن أن تفتح الطريق إلى قاع منتصف مارس الماضي للسهم.. ولكن عندها سيصبح السهم أكثر جاذبية ومستعداً لفتح مسار صاعد ولو أحادي خلال الربع الأخير من هذا العام والتي تزداد معه توقعات تحرك الطلب العالمي على المواد الغذائية وبالتالي تحرك الطلب على الأسمدة.
محلل اقتصادي
Hassan14369@hotmail.com