«الجزيرة» - محمد بدير:
على الرغم من بعض التقارير الاقتصادية التي توقعت هبوط معدلات نمو الودائع المصرفية في البنوك السعودية خلال عام 2009، أكدت البيانات الإحصائية الصادرة من مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) عن شهر أبريل ارتفاع حجم الودائع المصرفية إلى رقم قياسي خلال شهر أبريل بوصوله إلى 894.3 مليار ريال، بمعدل نمو وصل إلى 18.5% عن ودائع الشهر المماثل في العام الماضي والذي كان 754.8 مليار ريال، وبارتفاعات متوالية خلال عام 2009، حيث كان في يناير 845.5 مليار ريال، وفي فبراير 872.8 مليار ريال، وفي مارس 882.7 مليار ريال.
وقد توقع تقرير سابق لمجموعة سامبا المالية - صدر مطلع العام الحالي - هدوء وتيرة النمو في ودائع البنوك السعودية وحركة الإقراض في مطلع العام الحالي، وعزا ذلك إلى التطورات الحاصلة في قطاع الشركات، حيث تراجعت توقعات الإيرادات في مواجهة فتور الطلب المحلي والعالمي، كما أثر ضعف أرباح الشركات بشكل حاسم على النمو العام للودائع، مما حيد من تأثير الارتفاع في ودائع المستهلكي، حسب توقعات التقرير.
غير أن بيانات ساما لشهر ابريل تشير إلى ارتفاع نمو الودائع بنسب مرضية بالبنوك السعودية خلال عام 2009، فقد ارتفعت ودائع شهر ابريل الماضي بنسبة 18.5 % مقارنة بنفس الشهر من العام السابق، في حين كان نمو الودائع في مجمل عام 2008 بنسبة 17.9%، حيث كان إجمالي الودائع 846.1 مليار ريال في ديسمبر 2008، مقارنة بـ 717.6 مليار ريال في ديسمبر 2007م.
وعلى جانب آخر أشارت البيانات المعلنة عن الودائع المصرفية للبنوك السعودية إلى أن الودائع تحت الطلب مازالت تستحوذ على أكبر شريحة من المودعين، حيث تمثل نسبة الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) 43.1% من أجمالي الودائع في أبريل بإجمالي وصل إلى 386.7 مليار ريال، في حين مثلت الودائع الزمنية والادخارية نسبة 38.9% بإجمالي بلغ 348.4 مليار ريال، وكانت حصة الودائع الأخرى 18% بإجمالي بلغ 159.2 مليار ريال.
ويعزو حصول الودائع تحت الطلب (الحسابات الجارية) على هذه الحصة الكبيرة من إجمالي الودائع بالبنوك السعودية إلى تفضيلات الشركات والمواطنين السعوديين والمقيمين المسلمين إيداع أموالهم في حسابات مصرفية تعمل وفق أحكام الشريعة الإسلامية التي تحرم التعامل بالربا.
وفي ذات الوقت دعمت الأزمة المالية العالمية من موقف المصرفية الإسلامية، حيث تبنت العديد من الأنظمة المصرفية العالمية المبادئ المصرفية الإسلامية التي أثبتت أنها لم تتأثر بالأزمة المالية العالمية، مما زاد من قناعة الاستثمار الاسلامي.